حكم الجدال بالباطل هو أحد الأحكام الشرعية والفقهية التي لا بدَّ من بيانها وتوضيحها، فقد بيَّنت الشريعة الإسلامية الأحكام التي يجب على المرء أن يلتزم بها في حياته وتعاملاته مع الناس، كما بيَّنت آداب الحوار والحديث بين الناس، والأحكام التي يجب أن يُراعيها أثناء إجراء أي حديث، ومن خلال هذا المقال سنقوم بتوضيح أحد أحكام الحديث وهو الجدال الباطل، كما سنذكر الفرق بين الجدال المحمود والجدال المذموم. حكم الجدال بالباطل
حكم الجدال بالباطل هو غير جائز ومُحرَّم في الشريعة الإسلامية، فقد وصّى الدين الإسلامي بحُسن الخُلق والمعاملة الحسنة مع الآخرين، وإنَّ الجدال الباطل هو من الأمور التي تخلق الخصام والخلاف والشقاق والنفور في نفوس المُسلمين، وقد بيَّن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الأجر والفضل الذي يناله تارك الجدال، وذلك في قوله: "أنا زعيمٌ ببيتِ في رَبَضِ الجنةِ لمَن تَرَكَ المِراءَ وإن كان مُحِقًّا" [1] ، والمراء هو الجدال ، والله أعلم. [2]
الفرق بين الجدال المحمود والجدال المذموم
إنَّ الابتعاد عن الجدال والحوارات الحادة بين الناس هو من الأمور المحمودة في الإسلام، إلَّا أنَّه لا بدَّ من بيان الفرق بين الجدال المحمود والجدال المذموم: [3]
الجدال المحمود: هو الجدال الذي يهدف إلى توضيح أحكام الشريعة وبيان الحق من الباطل والمنكر، والذي يكون الهدف منه ليس المغالبة أو الفوز في نهاية الحوار بل التوضيح والبيان، وقد بيَّنه الله تعالى في قوله في كتابه الكريم: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" [4].
حكم الجدال بالباطل؟؟ - أفضل إجابة
والله أعلم.
السؤال: لي أخت كثيرة الكلام ومن المجادلين في الدين بغير علم، ولا تترك
الكلام أبداً، ولا تقتنع وترفع صوتها على أمها إن خاصمتها، وعندما
تقول لها: لا ترفعي صوتك، تقول: هذه طبيعتي!! فبماذا تنصحونها؟
الإجابة: إن إكثار الكلام لا خير فيه، فكثرة الكلام تؤدي إلى كثرة الخطأ، ومن
كثر لغطه كثر سقطه، وقد أخرج مالك في الموطأ أنه بلغه أن عيسى بن مريم
كان يقول: "لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله فتقسو قلوبكم، فإن القلب
القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم
أرباب، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد، وإنما الناس مبتلى ومعافى
فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية".
نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس حيث أن نعم الله عز وجل كثيرة ولا يمكن حصرها أكثر تلك النعم أهمية نعمتي الإيمان والإسلام فلا يضاهي هاتان النعمتان أي نعم أخرى، وكنعمة إرسال الله تعالى للرسل والأنبياء، ونزول القرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس
النعمتان المغبون فيهما كثير من الناس هما الصحة والفراغ ، بدليل ما روي عن ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهما قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "نِعمَتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناسِ الصَّحَّةُ والفَّراغُ" حيث إن نعم الله عز وجل كثيرة ومتعددة أكثر تلك النعم لا يدرك العبد أهميتها نعمتي الصحة والوقت بالأخص وقت الفراغ، فلا يشكر العبد ربه على نعمة الصحة ولا يستغل الوقت استغلال صحيح في عبادته عز وجل. حيث أنعم الله عز وجل على عبادة بنعمة الصحة وهيئ لهم ما يحافظ عليها ويديمها كالمأكولات وغيرها ولازال العبد في غفلة من أمره ولا يدري ما تفضل وتنعم الله عز وجل به عليه حيث قال الله سبحانه وتعالى: "وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ".
شرح حديث ابن عباس: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس
ولذا؛ جاء التوجيه النبوي الكريم باغتنام فُرَصِ العمر التي هيّأها الله، ومَنَّ بها على عباده، وتوجيهها الوجهة التي أرادها الله لها، كما أخرج الحاكم في مستدركه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: " اغتنم خمسًا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سَقَمِك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هَرَمِك، وغناك قبل فقرك ". وَفِي رِوَايَةٍ: " فَإِنَّكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَدْرِي مَا اسْمُكَ غَدًا "، يَعْنِي: لَعَلَّكَ غَدًا مِنَ الْأَمْوَاتِ دُونَ الْأَحْيَاءِ!. نَسِيرُ إِلَى الْآجَالِ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ *** وَأَيَّامُنَا تُطْوَى وَهُنَّ مَرَاحِلُ
وَلَمْ أَرَ مِثْلَ الْمَوْتِ حَقًّا كَأَنَّهُ *** إِذَا مَا تَخَطَّتْهُ الْأَمَانِيُّ بَاطِلُ
وَمَا أَقْبَحَ التَّفْرِيطَ فِي زَمَنِ الصِّبَا *** فَكَيْفَ بِهِ وَالشَّيْبُ لِلرَّأْسِ شَامِلُ
تَرَحَّلْ مِنَ الدُّنْيَا بِزَادٍ مِنَ التُّقَى *** فَعُمْرُكَ أَيَّامٌ وَهُنَّ قَلَائِلُ
عباد الله: في هذه الإجازات التي تعقب انقضاء عام من الدراسة والتحصيل العلمي، وما صحب ذلك من جَهْد وكدٍّ من الطالب والمعلم والأسرة، يكثر الفراغ، ويتسع الزمان لكثير من الأعمال.
أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى، وأن يشغلنا بما يقربنا إليه، وأن يرحم موتانا، وأن يشفي مرضانا، وأن يعافي مبتلانا، وأن يجعل آخرتنا خيراً من دنيانا، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه. أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب لا عيش إلا عيش الآخرة (8/ 88)، رقم: (6412). أخرجه الحاكم في المستدرك، كتابُ الرِّقاقِ (4/ 341)، رقم: (7846)، والبيهقي في شعب الإيمان (12/ 476)، رقم: (9767). عن أبي أمامة أن رسول الله ﷺ قال: نفث روح القدس في روعي أن نفساً لن تخرج من الدنيا حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فأجمِلوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصية الله، فإن الله لا يُنال ما عنده إلا بطاعته أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 166)، رقم: (7694).