وكما درجت عليه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، في مشاريع الطرق التي نفذتها، ستشتمل أعمال المرحلة الأولى من مشروع تطوير طريق أبي بكر الصديق، تطبيق نظم الإدارة المرورية المتقدمة على الطريق، وربطها مع غرف التحكم لامتداد الطريق في قاعدة الرياض الجوية, وستشمل هذه النظم، نظام المراقبة والتحكم، ونظام اللوحات الإرشادية. وخلال مرحلة تنفيذ المشروع، وضعت الهيئة خطة تتضمن مجموعة واسعة من التجهيزات والتحويلات المرورية لتقليل التأثير على الحركة المرورية على الطريق، وتحقيق متطلبات الأمان والسلامة للمركبات والمشاة مع مراعاة الحركة التجارية في المنطقة. جسر بتصميم مبتكر سيتم إنشاؤه عند تقاطع طريق أبي بكر الصديق مع طريق الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد
المهندس إبراهيم السلطان
- قهوة الصفحة THE PAGE طريق ابو بكر بالرياض (تغطيات الرياض) - YouTube
- ابو بكر - حد دخل في الخط - YouTube
قهوة الصفحة The Page طريق ابو بكر بالرياض (تغطيات الرياض) - Youtube
موقف المهاجرين
كان المهاجرون آنذاك أكثر بُعْدًا عن هذا المناخ السياسي؛ بعضهم قد شُغِل بوفاة النبيِّ صلى الله عليه وسلم وجهازه ودفنه، وبعضهم ما تزال الصدمة تملأ نفسه، وبعضهم لم يُفَكِّر في اختيار خليفة؛ معتقدًا أنَّ هذا الأمر هو آخر ما يقع الاختلاف فيه، وهم على يقين أنَّ ما من طائفةٍ من المسلمين سوف تُنازعهم في هذا الأمر[5]. ولمـَّا بلغ خبرُ اجتماع السقيفة أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب مضيا رضي الله عنهما إلى هناك مسرعين؛ بفعل أهميَّة وخطر الموضوع المطروح من مشكلة الحُكم، والتقيا في طريقهما أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه فأخذاه معهما، وشكَّل هذا الثلاثيُّ جماعةً متماسكةً ربَّما منذ المرحلة المكِّيَّة من الدَّعوة؛ فهم ينتمون إلى عشائر قرشيَّة صغيرة، وكان هذا سببًا لتقاربهم، وقد واجهوا خصوصيَّةً متفرِّدةً لم تكن قادرة على خلافة النبيِّ صلى الله عليه وسلم في عمله التوحيدي. أبو بكر وتوحيد صفِّ الأمَّة
شقَّ أبو بكرٍ رضي الله عنه طريقه إلى صدر الاجتماع، وألقى خطبةً في المجتمعين بيَّن فيها وجهة نظر المهاجرين عامَّةً من قضية اختيار خليفةٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم[6]، وهي تختلف في مضمونها عن خطبة سعد بن عبادة.
ابو بكر - حد دخل في الخط - Youtube
ولا شَكَّ أنَّ هذا التصرف هو سلوكٌ انفصاليٌّ لا يأخذ بالحسبان مجموع الأمَّة، ثُمَّ إنَّ رئاسة الدولة إنَّما هو أمرٌ دينيٌّ وسياسيُّ معًا. ازدواجيةٌ فى الحكم والخلافة
يبدو أنَّ بعض الأنصار أدركوا بعد ذلك حقيقة وضعهم في أنَّهم ليسوا وحدهم أصحاب الحقِّ في تقرير أمر الخلافة، وأنَّ لهم منافسًا قويًّا سوف يُزاحمهم؛ إنهم المهاجرون، يدل على ذلك ردُّ الفعل الأوَّليِّ عند هؤلاء على خطاب سعد بن عبادة رضي الله عنه، فبعد أن دعموا رأيه وأيَّدوا موقفه، استدركوا الواقع التاريخيِّ الذي يعيشون فيه، ورأوا أنَّ المهاجرين لن يُسلِّموا بهذا الأمر ولا بُدَّ أن يُعارضوه، وجرت بينهم مناقشةٌ هادئةٌ انتهت إلى القول بالثنائية في الحكم "منَّا أمير ومنكم أمير"[2]. ابو بكر - حد دخل في الخط - YouTube. كان الحباب بن المنذر رضي الله عنه صاحب هذه النظرية، وجاءت كجوابٍ على الرفض القاطع للمهاجرين في تفرُّد الأنصار بالإمارة دون سواهم؛ معلِّلًا رأي هؤلاء بقوله: "منَّا أميرٌ ومنكم أمير، فإنَّا والله ما ننفس هذا الأمر عليكم أيها الرهط، ولكنَّا نخاف أن يليه أقوامٌ قتلنا آباءهم وإخوانهم"[3]. حاول الجاحظ أن يشرح موقف الأنصار، وسلوكهم في اجتماع السقيفة وبخاصَّةٍ في ما يتعلَّق برأيهم في ازدواجية الإمارة، وهو يفهم كلام الأنصار "منَّا أميرٌ ومنكم أمير" كما لو أنَّهم أرادوا أن يقولوا: "لا بُدَّ لنا معشر الأنصار من أميرٍ على أيِّ حال، وأنتم بعد أعلم بشأنكم، فأقرُّوا عليكم مَنْ بدا لكم، وليس في هذا طعنٌ على خاصَّة أبي بكر رضي الله عنه، كما أنه ليس فيه تأكيدٌ لإمامته دون غيره"[4].
هكذا تولَّى المهاجرون السلطة الفعليَّة في الوقت الذي ابتعد الأنصار عنها كثيرًا دون أن يكون للتسوية التي طرحها أبو بكرٍ رضي الله عنه في اجتماع السقيفة "نحن الأمراء وأنتم الوزراء" أيُّ نصيبٍ من التنفيذ، باستثناء مشاركةٍ تمَّت لهم في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي قرَّب جماعةً منهم على حساب قريش، ومشاركةٍ أكثر فعاليَّة في عهد عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه الذي اعتمد عليهم في إدراته وحروبه. جرت هذه الوقائع في الوقت الذي كان فيه عليُّ بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما، ونفرٌ من بني هاشم، وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، مشغولين بجهاز النبيِّ صلى الله عليه وسلم ودفنه، فغابوا عن اجتماع السقيفة، وعليه لم يكن لعليٍّ رأيٌ مباشرٌ في النقاش إلَّا أنَّه بايع أبا بكرٍ رضي الله عنه، واتَّفق مع جماعة المسلمين بغضِّ النظر عن المدَّة التي قضاها دون بيعة[12].