وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ۖ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (68) القول في تأويل قوله تعالى: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (68) يقول تعالى ذكره ( وَمَنْ نُعَمِّرْهُ) فنمُد له في العمر ( نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ) نرده إلى مثل حاله في الصبا من الهرم والكبر، وذلك هو النكس في الخلق، فيصير لا يعلم شيئا بعد العلم الذي كان يعلمه. وبالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله ( وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ) يقول: من نمد له في العمر ننكسه في الخلق، لكيلا يعلم بعد علم شيئا، يعني الهَرَم. ايه عن الخلق الذميم. واختلفت القراء في قراءة قوله ( نُنَكِّسْهُ) فقرأه عامة قراء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين: (نَنْكِسْهُ) بفتح النون الأولى وتسكين الثانية، وقرأته عامة قراء الكوفة ( نُنَكِّسْهُ) بضم النون الأولى وفتح الثانية وتشديد الكاف. والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان في قراء الأمصار، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، غير أن التي عليها عامة قراء الكوفيين أعجبُ إليّ، لأن التنكيس من الله في الخلق إنما هو حال بعد حال، وشيء بعد شيء، فذلك تأييد للتشديد.
ايه عن الخلق قد ضاقت بي
والشحُّ: الإفراط في الحرص على الشيء، وهو في هذا الموضع: إفراط حرص المرأة على نصيبها من أيامها من زوجها ونفقتها. فتأويل الكلام: وأُحضرت أنفس النساء أهواءهنَّ، من فرط الحرص على حقوقهن من أزواجهنَّ، والشح بذلك على ضرائرهنَّ) [4569] ((جامع البيان)) (9/279 – 282). قال السعدي: ( وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ أي: (جبلت النفوس على الشحِّ، وهو: عدم الرغبة في بذل ما على الإنسان، والحرص على الحقِّ الذي له، فالنفوس مجبولة على ذلك طبعًا، أي: فينبغي لكم أن تحرصوا على قلع هذا الخلق الدنيء من نفوسكم، وتستبدلوا به ضدَّه وهو السماحة، وهو بذل الحقِّ الذي عليك؛ والاقتناع ببعض الحقِّ الذي لك. فمتى وُفِّق الإنسان لهذا الخلق الحسن سهل حينئذ عليه الصلح بينه وبين خصمه ومعامله، وتسهَّلت الطريق للوصول إلى المطلوب. بخلاف من لم يجتهد في إزالة الشحِّ من نفسه، فإنَّه يعسر عليه الصلح والموافقة؛ لأنَّه لا يرضيه إلا جميع ماله، ولا يرضى أن يؤدي ما عليه، فإن كان خصمه مثله اشتدَّ الأمر) [4570] ((تيسير الكريم الرحمن)) (ص 206). ايه عن الخلق قد ضاقت بي. - وقال تعالى: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر: 9] قال الطبري: ( وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ يقول تعالى ذكره: من وقاه الله شح نفسه فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ المخلدون في الجنة... وأما العلماء فإنهم يرون أنَّ الشحَّ في هذا الموضع إنما هو أكل أموال الناس بغير حقٍّ) [4571] ((جامع البيان)) (23/285).
ايه عن الخلق النفاق
وقد اكتسبت العديد من الأجيال وحتى يومنا هذا الأخلاق من النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان على خلق عظيم وعلم البشرية كلها قيمة الأخلاق. فقد قال الله تعالى عن أخلاق النبى في كتابه الكريم،
"وانك لعلى خلق عظيم"
ثم جاءت الآية التي تحذر من سوء الأخلاق والغلظة، حيث يقول الله تعالى في كتابه الكريم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم،
"ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك". ايات القران التي تتكلم عن: بدء الخلق. وهذا يعنى أن الإسلام دعا الى ضرورة التمسك بمكارم الأخلاق والتشبث بكل قيمة اخلاقية تُحيط بالانسان وجعل راية الأخلاق هى التي تتحكم فينا وفي سلوكياتنا مما ينعكس علينا وعلى مجتمعنا بكل خير. والانسان الحسن الخلق هو شخص محبوب من الجميع ويحبه الكل، بينما الشخص ذو الخُلق السئ يعتبر منبوذ من الجميع ولا يحبه أحد.
اقرأ ايضًا: حكم واقوال عن حسن الخلق
وفي نهاية موضعنا هذا ندعو الله تعالى ان يمتعنا بالأخلاق الحسنة ويبعد عنا سوء الأخلاق، ونرحب بتلقى تعليقاتكم ونعدكم بالرد في أسرع وقت. Mozilla/5. 0 (compatible; GrapeshotCrawler/2. 0; +)