وهَبْ أنك سائر في الطريق، وفي جيبك جنيه واحد، وليس عندك غيره وضاع منك؛ هل تحزن؟ نعم سوف تحزن، ولكن إن كان في بيتك عشرة جنيهات فحزنك يكون خفيفًا لضياع الجنيه، ولو كان رصيدك في البنك ألف من الجنيهات، فلن تحزن على الجنيه الذي ضاع. ومَنْ له رَبٌّ، يبذل الجَهْد في الأخذ بالأسباب؛ سيجد الحل والفرج من أيِّ كرب مِمَّا هو فوق الأسباب. ولماذا ييأس الإنسان؟ إن المُلحِد هو الذي ييأس؛ لأنه لا يؤمن بإله، ولو كان يؤمن بإله، وهذا الإله لا يعلم بما فيه هذا الكافر من كَرْب، أو هو إله يعلم ولا يساعد مَنْ يعبده؛ إما عجزًا أو بُخْلًا، فهو في كل هذه الحالات ليس إلهًا، ولا يستحق أن يُؤمَن به. أما المؤمن الحق فهو يعلم أنه يعبد إلهًا قادرًا، يعطي بالأسباب، وبما فوق الأسباب؛ وهو حين يمنع؛ فهذا المَنْع هو عَيْنُ العطاء؛ لأنه قد يأخذ ما يضره ولا ينفعه. انه لا ييأس من روح ه. اهـ.. التفسير المأثور: قال السيوطي: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84)} أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله: {يا أسفى على يوسف} قال: يا حزنًا.
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة يوسف - الآية 87
- مع قوله تعالى: إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون
- إسلام ويب - جامع المسائل - مسائل مختلفة - فصلان في الإنذار ولوازمه والخوف والرجاء والشفاعة- الجزء رقم9
- فصل: قال الشعراوي:|نداء الإيمان
- شبكة الألوكة
- درس تعظيم حرمات الله
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة يوسف - الآية 87
يا فارج الغم اجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً، يا سامع كل شكوى وكاشف كل كرب، أدعوك يا إلهي دعاء من اشتدت فاقته، وضعفت قوته، وقلت حيلته، دعاء الملهوف المكروب الذي لا يجد كشف ما نزل به غيرك. شبكة الألوكة. يا مجيب دعوة المضطرين، اللهم فرج عني ما ضاق به صدري، وعجز معه صبري، وقلت فيه حيلتي، وضعفت له قوتي، تحصنت بعزتك وعظمتك وبجلالك. يا لطيف الطف بي بلطفك الخفي، وأعني بقدرتك، اللهم إني أنتظر فرجك، وأرقب لطفك فالطف بي ولا تكلني إلى نفسي ولا إلى غيرك، لا إله إلا الله الرحمن الرحيم، اللهم إني أنزلت بك حاجاتي كلها الظاهرة والباطنة والدنيوية والآخروية. أهمية التوكل في تفريج الهم
إنّ الإنسان الذي يحمل يقيناً وإيماناً بالله عزّ وجلّ لا ييأس أبداً من رحمته وفرجه سبحانه وتعالى، فمهما طال الوقت، وازدادت الأزمات، وتقطّعت به السّبل، فإنّ الله سبحانه وتعالى قريب مجيب الدّعوات، فقد قال تعالى: (وَمَن يَقنَطُ مِن رَحمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضّالّونَ)،[١٨] وقال سبحانه وتعالى: (وَلا تَيأَسوا مِن رَوحِ اللَّـهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الكافِرونَ). [١٩][٢٠]
وعندما يؤمن المسلم بأنّ أمره كله بيد الله وحده، يرتاح قلبه، ويطمئنّ لقضاء الله وقدره، ففي الحديث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (عَجِبْتُ مِن قضاءِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ للمؤمنِ إنِ أصابَهُ خيرٌ حمِدَ ربَّهُ وشَكَرَ وإنِ أصابتهُ مُصيبةٌ حمِدَ ربَّهُ وصبرَ المؤمنُ يُؤجَرُ في كلِّ شيءٍ حتَّى في اللُّقمةِ يرفعُها إلى فيِّ امرأتِهِ).
مع قوله تعالى: إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون
يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) قوله عز وجل: ( يا بني اذهبوا فتحسسوا) تخبروا واطلبوا الخبر ( من يوسف وأخيه) والتحسس بالحاء والجيم لا يبعد أحدهما من الآخر ، إلا أن التحسس بالحاء في الخير وبالجيم في الشر والتحسس هو طلب الشيء بالحاسة. قال ابن عباس: معناه التمسوا ( ولا تيئسوا) ولا تقنطوا ( من روح الله) أي: من رحمة الله ، وقيل: من فرج الله. ( إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون).
إسلام ويب - جامع المسائل - مسائل مختلفة - فصلان في الإنذار ولوازمه والخوف والرجاء والشفاعة- الجزء رقم9
[ ص: 143]
وقد يكونان من باب الاعتقاد والظن، كما يقال: أخاف أن لا يقبل، وأرجو أن يتقبل مني، وأرجو أن لا يأمره بهذا، وأرجو أن لا يكون فلان مؤمنا، وأخاف أن يكون عدوا. فصل: قال الشعراوي:|نداء الإيمان. وفي الجملة، فالرجاء والخوف متضمن للتجويز في الاعتقاد الذي يكون ظنا وأقوى وأضعف، وللمحبة والبغض التابع لذلك الاعتقاد، فهو مشتمل على جنس الظن والإرادة معا. ولهذا قال: ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا [المائدة: 2]، وقال: تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا [الفتح: 29]، وكذلك قوله تعالى: يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه [الكهف: 28]، وقوله تعالى: إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا [الإنسان: 9]، وقوله تعالى: وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى [الليل: 19 – 20]، وقوله تعالى: منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة [آل عمران: 152]. وكذلك ما في القرآن من المسألة والدعاء، ومن التوكل على الله والاستعانة به، وكل ذلك متضمن للرجاء. وقد ذم الله تعالى من لا يرجو رحمة الله، فقال: [ ص: 144] ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور [هود: 9]، وقال تعالى: لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط [فصلت: 49].
فصل: قال الشعراوي:|نداء الإيمان
يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) يقول تعالى مخبرا عن يعقوب ، عليه السلام ، إنه ندب بنيه على الذهاب في الأرض ، يستعلمون أخبار يوسف وأخيه بنيامين. والتحسس يكون في الخير ، والتجسس يستعمل في الشر. ونهضهم وبشرهم وأمرهم ألا ييأسوا من روح الله ، أي: لا يقطعوا رجاءهم وأملهم من الله فيما يرومونه ويقصدونه فإنه لا يقطع الرجاء ، ويقطع الإياس من الله إلا القوم الكافرون.
شبكة الألوكة
[١٢]
(دَعَواتُ المَكروبِ: اللَّهمَّ رَحمَتَكَ أرْجو، فلا تَكِلْني إلى نَفْسي طَرْفةَ عَيْنٍ، أصْلِحْ لي شَأْني كُلَّهُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ). [١٣]
الدعاء في جوف الليل، فقد قال رسول الله صلّى عليه وسلّم: (ينزلُ ربُّنا كلَّ ليلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنيا حين يبقَى ثلثُ اللَّيلِ الآخرِ فيقولُ مَن يَدعوني فأستجيبَ له ومَن يسألُني فأعطيَه ومَن يستغفرُني فأغفرَ له). [١٤]
الاستغفار، فقد قال صلّى الله عليه وسلّم: (مَن لزِم الاستغفارَ جعل اللهُ له من كلِّ همٍّ فرجًا ومن كلِّ ضيقٍ مخرجًا ورزَقه من حيثُ لا يحتسبُ). [١٥]
الإكثار من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، فقد روُي عن أبيّ بن كعب أنّه قال: (قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ إنِّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ علَيكَ فَكَم أجعلُ لَكَ مِن صلاتي؟ فقالَ: ما شِئتَ قالَ: قلتُ: الرُّبُعَ، قالَ: ما شئتَ فإن زدتَ فَهوَ خيرٌ لَكَ، قُلتُ: النِّصفَ، قالَ: ما شِئتَ، فإن زدتَ فَهوَ خيرٌ لَكَ، قالَ: قلتُ: فالثُّلُثَيْنِ، قالَ: ما شِئتَ، فإن زدتَ فَهوَ خيرٌ لَكَ، قلتُ: أجعلُ لَكَ صلاتي كلَّها قالَ: إذًا تُكْفَى هَمَّكَ، ويُغفرَ لَكَ ذنبُكَ). [١٦]
الدعاء باسم الله العظيم، فرُوِي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّه قال: (كُنتُ جالِسًا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الحَلْقةِ، ورَجُلٌ قائِمٌ يُصَلِّي.
مع قوله تعالى
﴿ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]
حلقة من برنامج " آيات بينات " يتناول فيها فضيلة الدكتور " عبدالحكيم بن محمد العجلان " بعض الفرائد التفسيرية والفوائد التدبرية لآية: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]؛ حيث إن اليأس والقنوط من رحمة الله من علامات الكفر والانتكاسة.
انقر فوق مشاركة لتجعلها عامة. عَطَل مالك المورد لوحة الصدارة هذه. عُطِلت لوحة الصدارة هذه حيث أنّ الخيارات الخاصة بك مختلفة عن مالك المورد. يجب تسجيل الدخول
حزمة تنسيقات
خيارات
تبديل القالب
ستظهر لك المزيد من التنسيقات عند تشغيل النشاط.
درس تعظيم حرمات الله
عناصر محتوى المفردة:
المقدمة
المقدمة:
المادة الأساسية
(تعظيم الحرمات): ورد فيها أقوال، منها:تعظيم الحرمات يعني اجتناب المرء ما أمر الله باجتنابه في حال إحرامه تعظيما منه لحدود الله أن يواقعها وحرمه أن يستحلّها، وقيل: تعظيم الحرمات: العلم بوجوبها والقيام بحقوقها، وقيل: تعظيم الحرمات: العلم بأنّها واجبة المراعاة والحفظ، والقيام بمراعاتها. (درجات تعظيم الحرمات):الأولى: تعظيم الأمر والنّهي، بحيث لا يعارضا بترخّص جاف، ولا يعارضا بتشدّد غال، ولا يحمل الأمر والنّهي على علّة توهن الانقياد لهما. ما العلاقة بين محبة الله ومحبة النبي - موقع محتويات. الثانية: تعظيم الحكم الكونيّ القدريّ بألّا يطلب له عوجا أو يرى فيه عوجا؛ بل يراه كلّه مستقيما، لأنّه صادر عن عين الحكمة، فلا عوج فيه. الثالثة: تعظيم الحقّ سبحانه، وهو أن لا يجعل دونه سببا، ولا يرى عليه حقّا، أو ينازع له اختيارا. قال الله تعالى: {ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ (31) ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}.
أسباب التّعظيم منها ما يرجع للإنسان أو الزّمان أو المكان. ما يجتمع فيه أكثر من سبب من أسباب التّعظيم حرمته أعظم ممّا يجتمع فيه أقلّ. سبب لنيل أعلى الدّرجات. يباعد بين الإنسان وبين ارتكاب المعاصي بدافع الحبّ. ماذا نفعل بعد ذلك
أن نستشعر أنه سبيل لزيادات الحسنات، ورفعة الدرجات. تعظيم حرمات الله تعالى. أن نستشعر أنه امتثال لأمر الله جل في علاه. أن نستشعر أن تعظيم الحرمات دليل تقوى العبد المؤمن. أن نستشعر أنه أحد الأسباب المعينة على ترك المعاصي، والتزام الطاعات. المحتوى الدعوي:
اقترح تعديلاً
تفسير وترجمة الآية