قناة مكافح الشبهات. أبو عمر الباحث
نسف أكاذيب النصارى حول القرآن الكريم – شبهة الأخطاء النَحْوية
تذكير خبر الاسم المؤنث – إن رحمت الله قريب من المحسنين!! الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه:
وبعد:
فَقَدْ زُعِمْتْ قَنَاةُ الْحَيَاةِ النَّصْرَانِيَّةُ عَلَى صَفْحَتِهَا الرَّسْمِيَّةِ أَنَّ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ أخطاءً نَحْوِيَّةً. وَهَذِهِ هِي الصُّورَةُ الَّتِي فِيهَا فِرْيَتُهُمْ وَكَذِبَتُهُمْ. وَهَذَا هُوَ رَدُّي عَلَيْهِمْ:
نَصُّ الآيَةَ:
{ وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}. تفسير: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين). (الأعراف)
فأقول وبالله وحده التوفيق:
أولا وثانيا مقدمة ثابتة في كل الردود على الشبهات التي تتعلَّق بإعراب الآيات القرآنية. أولا:
لقد نَزَلَ هذا القرآنُ العظيمُ على قَلْبِ رسولنا الطاهر الأمين فِدَاهُ أبي وأمي صلى الله عليه وسلم، وكان يعيش بين المشركين، ويعرفون يوميا ما ينزل الله عليه من آيات الذكر الحكيم. وهؤلاء المشركون كانوا يفترون على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم الكَذِبَة تلو الكَذِبَة، وكان مشركو قريش جهابذةً في لغة العَرَب يَعْرِفُونَ قواعدها ويتحدثون بها سَلِيقَةً بطلاقة تامة، وهؤلاء المشركون لم يَأْلُوا جهدًا في محاولة تشويه دعوته الشريفة المباركة.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - الآية 56
قال تعالى: ﴿ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [المائدة: 32]. ان رحمت الله قريب من المحسنين - هوامير البورصة السعودية. قال تعالى: ﴿ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [المائدة: 64]. قال سبحانه: ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ [الأعراف: 74]. جمعنا لكم ايات قرانية عن البيئة ، فقد أوصى الله عز وجل بضرورة الحفاظ على البيئة وحمايتها من التلوث والفساد، بجانب الحفاظ على توازن البيئة وعدم الإسراف في استخدام كل ما يُسخره الله للإنسان. يمكنك أيضا قراءة: ايات قرانية عن الاولاد
تفسير: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين)
والمحسنون هم أهل الإيمان والتوحيد، والإنابة إلى الله، والإقبال عليه، والتوكل عليه، والإخلاص له في عبادته، والصدق معه، فعبدوا الله كأنه يراهم، إجلالا ومهابة، وحياءً ومحبة، وخشية ورجاءً، ورغبا ورهبا، وهذا هو مقام الإحسان، الذي هو أعلى درجات الدين؛ كما في حديث جبريل -عليه السلام-، وهو مدلول قوله تعالى: ( وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف: 56].
إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ | غادة عيسوي
والله أعلم.
ان رحمت الله قريب من المحسنين - هوامير البورصة السعودية
(36) قال: وإن شئت قلت: تفسير " الرحمة " هاهنا، المطر ونحوه، فلذلك ذكَّر، كما قال: وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا ، [ سورة الأعراف: 87] ، فذكَّر، لأنه أراد الناس. وإن شئت جعلته كبعض ما يذكرون من المؤنث، كقول الشاعر: (37) وَلا أَرْضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَهَا (38) * * * وقد أنكر ذلك من قِيله بعضُ أهل العربية، ورأى أنه يلزمه إن جاز أن يذكِّر " قريبًا " ، توجيهًا منه للرحمة إلى معنى المطر، أن يقول: " هند قام " ، توجيهًا منه لـ " هند " وهي امرأة، إلى معنى: " إنسان " ، ورأى أن ما شبَّه به قوله: " إن رحمة الله قريب من المحسنين " ، بقوله: وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا ، غير مُشْبِهِه. وذلك أن " الطائفة " فيما زعم مصدر، بمعنى " الطيف " ، كما " الصيحة " و " الصياح " ، بمعنًى، ولذلك قيل: وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ ، [ سورة هود: 67]. ------------------ الهوامش: (27) انظر تفسير "الفساد في الأرض" فيما سلف 1: 287 ، 416 ، ومواضع أخرى آخرها 10: 461 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك. (28) انظر تفسير "الإصلاح" فيما سلف من فهارس اللغة (صلح). (29) انظر تفسير "الرحمة" فيما سلف من فهارس اللغة (رحم).
قال الله تعالى فى سورة الأعراف: «وَلَا تُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وطمعا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ». نلمح فى هذه الآية الكريمة أمرين مهمين، الأول: فتح التاء فى قوله تعالى (رحمت)، والثانى قوله تعالى (قريب)، حيث جاء اللفظ مذكرا مع أن اسم (إن) مؤنث، (رحمت)، فكيف يذكَر المبتدأ والاسم مؤنث؟
الجواب أنه لا ينبغى لأحد أن يمضى فى الحديث عن هذا القرآن المعجز بلفظه ومعناه وكتابته دون روَية وتأمل. إن علماء التفسير قد أطالوا النفس فى الحديث عن فتح تاء (رحمت)، وخلاصة ذلك أن الخط الذى كتب به القرآن توقيفي، بمعنى أن الله أراد الكلمة هكذا بفتح التاء، وذلك ركن من أركان القرآن لا ينبغى إهماله وغض الطرف عنه، فرسول الله صلى الله عليه وسلم، يتلقى القرآن لفظا وكتابة عن أمين الوحى جبريل عليه السلام، لذا ففى قوله تعالى (قل هو الله أحد) لا يحذف (قل)، بل يكتبها ويحفظها كما نزلت، كذلك فتح التاء فى (رحمت).. هكذا نزلت. والعجيب أن من ينظر إلى (رحمت) لا ينظر إلى ما قبلها وما بعدها، فقبلها نهى عن الفساد فى الأرض بعد إصلاحها، والدعاء خوفا وطمعا، خوفا ورجاء، فهكذا ينبغى أن يعيش المؤمن حياته، فكيف لا تأتى التاء مفتوحة لتبين اتساع وانبساط رحمة الله، خاصة أنهم وصفوا فى نهاية الآية بالإحسان؟
أما عن التذكير لكلمة (قريب)، وهى خبر إن الناسخة، فذلك لاكتساب اسم إن المؤنث (رحمت) من المضاف إليه ـ وهو لفظ الجلالة «الله» سبحانه وتعالى التذكير، أفلا يكون ذلك سرا من أسرار فتح تاء (رحمت)!