عدم قص الشعر والاظافر للمضحي ؛ يزداد الاستفسار عن هذا الأمر خصوصًا مع دخول شهر ذي الحجة واقتراب عيد الأضحى المبارك، وذلك حتى يتبينوا جميع الأحكام المرتبطة بالأضحية والشروط الواجبة على المضحي ليكون الذبح قائمًا على أساس سليم لا تشوبه شائبة، وقد نبّه أهل العلم عن الحكمة من منع المضحي عن الأخذ من شعر جسمه أو لحيته وكذا تقليم أظافره، مستندين في ذلك لعدد من الأحاديث التي ثبتت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تبين سبب النهي وما يترتب على المضحي من ذلك. سبب عدم قص الشعر والاظافر للمضحي
جاء في سنة النبي عليه الصلاة والسلام النهي مباشر عن قص الشعر وتقليم الأظافر للمضحي، وذلك في العديد من الأحاديث الصحيحة، ففي صحيح مسلم: " عن أم سلمة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إذا دخلت العشر، وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يمس من شعره وبشره شيئا. " و في رواية أخرى في صحيح الإمام مسلم قال النبي صلى الله عليه و سلم: "من كان له ذبح يذبحه فإذا أهلّ هلال ذي الحجّة فلا يأخذنّ من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحّي. هل يجوز أخذ شيء من الشعر للمضحى - موقع محتويات. " وذهب جمهور العلماء لكون عدم قص الشعر وتهذيب الأظافر للمضحي في عشر ذي الحجة مستحب وغير واجب، ورجحت الحكمة منه في كون الأضحية فدية عن النفس وكل جزء منها فداء عن جزء من جسمه لتكتمل بذلك الأضحية ولا تفقد ما نزل فيها من رحمة، ومع ذلك فإن فعل هذا الأمر لا يفسد الذبيحة ولا يعد شرطا أساسيا من شروط الأضحية.
- هل يجوز أخذ شيء من الشعر للمضحى - موقع محتويات
هل يجوز أخذ شيء من الشعر للمضحى - موقع محتويات
حكم قص الشعر والأظافر للمضحي
أوضحت دار الإفتاء أو القص للشعر والأظافر للمضحي مكروه كراهية تنزيه وليس محرم، حيث قال الإمام النووي:
«ومن دخلت عليه عشر ذي الحجة وأراد أن يضحى فالمستحب أن لا يحلق شعره ولا يقلم أظفاره حتى يضحي؛ لِمَا رَوَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ ذِبْحٌ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَهُ فَرَأَى هِلالَ ذِي الْحِجَّةِ فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلا مِنْ أَظْفَارِهِ حَتَّى يُضَحِّيَ»، ولا يجب عليه ذلك؛ لأنه ليس بمحرم، فلا يحرم عليه حلق الشعر وتقليم الأظفار». الحكمة من النهي عن قص الشعر للمضحي
ومن الجدير بالذكر أن ذبح الأضحية في عيد الأضحى المبارك للمسلمين هو تقرباً لله تعالى، بالإضافة إلى إنتفاع المسلمين من هذه الأضحية بالأكل والتوزيع على الأقارب والفقراء والمساكين، وذلك رداً على من يتهمون الإسلام بممارسة العنف ضد الحيوانات، وهناك عدة آداب لذبح الأضحية من ضمنها عد قص الشعر والأظافر للسبب الذي ذكرناه مسبقاً وتشبهاً بالحجيج أيضاً.
أن يكون المضحي له مال يضحي منه، وألا يحتاج لثمنها في ضرورياته، ومن كان فقيراً فلا يُسنُّ له ذلك. [١٠]
أن يكون المضحِّي مقيماً غير مسافر، وفي هذا الشرط تفصيل نورده على النحو الآتي:
قال الحنفية إن الأضحة لا تكون للمسافر؛ لأن أبا بكر وعمر كانا لا يضحيان إذا كانا مسافرين، وكي لا يشق على المسافر البحث عن حيوان موافق لشروط الأضحية، وذبحه في وقتها المخصص. أما المالكية فاستحبوا الأضحية لغير الحاج مطلقاً؛ سواء كان مقيماً أم مسافراً. وقال الشافعية والحنابلة باستحباب الأضحية لكل مسلم، مقيماً كان أو مسافراً أو حاجّاً؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضحَّى في منى وهو حاجّ ومسافر عن نسائه بالبقر. ذكر المقال الحكم المتعلقة بالنهي عن قص المضحي لشعره، كما ذكر الأقوال المتعددة في حكم قص المضحى لشعره، والوقت الذي يجوز فيه للمضحي قص شعره، وفي النهاية تم بيان الشروط الواجب توافرها في المضحي. المراجع ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1977، صحيح. ↑ عبد الرؤوف المناوي، فيض القدير ، صفحة 1-363. ↑ عبد الله الطيار، عبد الله المطلق، محمد الموسى، الفقه الميسر ، صفحة 4-123. بتصرّف.