(إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا) أي: إلى ربك منتهی علمها؛ لأنها من الغيوب التي استأثر الله عز وجل بها، فهو الذي يعلم وقتها على التعيين، لا يعلمه أحد سواه. (إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا) أي: ما واجبك یا محمد إلا إنذار من يخاف القيامة، لا الإعلام بوقتها. (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا) أي: كأن هؤلاء الكفار يوم يشاهدون القيامة وما فيها من الأهوال. (لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا) لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة من نهار، بمقدار عشية أو ضحاها. والآيات الكريمة تدعو إلى الإيمان بالله، وإيثار نعيم الآخرة على شهوات الدنيا، وتبين استعجال الكافرين ليوم القيامة سخرية منهم، وأن القيامة لا يعلم متى تكون إلا الله تعالی. تفسير جزء عم للأطفال سورة النازعات تفسير مكتوب للاطفال - قصة لطفلك. اقرأ أيضا: تفسير سورة النبأ تفسير سورة النازعات شرح سورة عبس تفسير سورة التكوير تفسير سورة الانفطار سورة المطففين تفسير سورة الانشقاق تفسير سورة البروج مسابقة القرآن الكريم الماء في القرآن والسنة
كتب جزء عم مع التفسير - مكتبة نور
ثم يبين الله تعالى ما يحدث للكفار يوم القيامة، فقلوبهم يومئذ خائفة وجلة، وأبصارهم منكسرة ذليلة من هول ما ترى. وكان هؤلاء المكذبون بالبعث إذا قيل لهم إنكم مبعوثون من بعد الموت يقولون: أئنا لمبعوثون خلقا جديدا؟! أنحيا بعد موتنا، ونبعث من مكاننا هذا؟ (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) أي: يوم ينفخ في الصور النفخة الأولى التي يرتجف ويتزلزل لها كل شيء. (تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) تتبعها النفخة الثانية، وهي نفخة القيام من القبور. (قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ) أي: قلوب الكفار في ذلك اليوم خائفة وجلة مضطربة. (أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ) أي: أبصار أصحابها ذليلة حقيرة؛ مما عاينت من الأهوال. (أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً) أي: يقولون في الدنيا استهزاء واستبعادا للبعث أنرد بعد الموت فنصير أحياء بعد فنائنا، ونرجع كما كنا أول مرة. تفسير سورة النازعات للأطفال - ووردز. (يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ) أي: هل إذا صرنا عظاما بالية متفتتة سنرد وتبعث من جديد؟ (قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ) أي: إن كان البعث حقا، وبعثنا بعد موتنا؛ فسوف تكون من الخاسرين؛ لأننا من أهل النار. (فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ) أي: فإنما هي صيحة واحدة، ينفخ فيها في الصور للقيام من القبور.
تفسير جزء عم للأطفال سورة النازعات تفسير مكتوب للاطفال - قصة لطفلك
{ وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19)} أي أُرشدَك إلى معرفة اللهِ تعالى بالبرهانِ فتخافه عزَّ وجلّ فتؤديَ الواجبات وتجتنب المحرمات، وفي الآيةِ دِلالة على أن الإيمان باللهِ مقدَّم على العملِ بسائرِ الطاعاتِ لأن اللهَ ذكر الهدايةَ أوَّلاً وجعلَ الخَشيةَ مؤخَّرةً عنها ومفرعة عليها. { فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى (20)} أي فذهب موسى وبلّغ ما أمره بهِ ربُّه فطلب فرعونُ ءايةً فأراه (أي موسى) الآيةَ الكبرى أي العلامةَ العُظمى، روى البخاريّ في تعاليقه: "قال مجاهد: الآية الكبرى عصاه ويدُه". { فَكَذَّبَ وَعَصَى (21)} أي أن فرعونَ كذَّب موسى وعصى اللهَ تعالى بعد ظهورِ المعجزةِ الدالةِ على صدقِ موسى فيما أتى بهِ. كتب جزء عم مع التفسير - مكتبة نور. { ثُمَّ أَدْبَرَ} أي فرعونُ ولّى مُدبرًا مُعرضًا عن الإيمان { يَسْعَى (22)} أي يعملُ بالفسادِ في الأرضِ ويجتهد في نكايةِ أمرِ موسى. { فَحَشَرَ فَنَادَى (23)} أي جمَع السحرة للمعارضةِ وجنودَهُ وقام فيهم خطيبًا وقال لهم بصوت عال. { فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى (24)} يريدُ فرعونُ لا ربَّ لكم فوقي، والعياذ بالله. { فَأَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى (25)} أي أخذهُ اللهُ أخذًا هو عِبرة لمن رءاهُ أو سمعه، وعاقبه على كلمتِه الأولى وهي قولُه:{ ما علمتُ لكم من إلهٍ غيري} وكلمتهِ الآخِرة وهي قوله { أنا ربكُمُ الأعلى}، وكان بينَ الكلمتينِ أربعون سنةٍ وذلك أن اللهَ أهلكهُ بالغرقِ في الدنيا، وفي الآخرةِ يُعذَّبُ في نارِ جهنم.
تفسير سورة النازعات للأطفال - ووردز
(يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى) أي: في ذلك اليوم يتذكر الإنسان ما عمله من خير أو شر، ويراه مدونا في صحيفة أعماله. (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى) أي: أظهرت جهنم للناظرين؛ فرآها الناس عيانا، بادية لكل ذي بصر. (فَأَمَّا مَنْ طَغَى) أي: جاوز الحد في الكفر والعصيان. (وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) أي: فضل الحياة الفانية على الآخرة الباقية، ولم يستعد لآخرته بالعمل الصالح. (فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى) أي: فإن جهنم المتأججة هي منزله ومأواه، لا منزل له سواها. (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ) أي: وأما من خاف عظمة ربه وجلاله، وخاف مقامه بين يدي ربه يوم الحساب؛ لعلمه ويقينه بالمبدأ والمعاد. (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) أي: وزجر نفسه عن المعاصي والمحارم، وكفها عن الشهوات. (فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) أي: فإن منزله ومصيره هي الجنة دار النعيم، ليس له منزل غيرها. ثم تختتم السورة الكريمة بحديث عن الساعة، فإن مشرکی مكة كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة استهزاء، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عنها. (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا) أي: يسألك يا محمد هؤلاء المشركون عن القيامة: متى وقوعها وقيامها؟ (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا) أي: ليس علمها إليك حتى تذكرها لهم.
(رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا) أي: رفع جرمها، وأعلى سقفها فوقكم، فجعلها مستوية لا تفاوت فيها ولا شقوق ولا فطور. (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) أي: جعل ليلها مظلما حالكا، ونهارها مشرقا مضيئا. (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) أي: والأرض بعد خلق السماء بسطها ومدها لسكنى أهلها. (أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا) أي: أخرج من الأرض عيون الماء المتفجرة، وأجرى فيها الأنهار، و أنبت فيها الكلأ والمرعى مما يأكله الناس والأنعام. (وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا) أي: والجبال أثبتها في الأرض، وجعلها كالأوتاد؛ لتستقر وتسكن بأهلها. (مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) أي: فعل ذلك كله منفعة للعباد وتحقيقا لمصالحهم، ومصالح أنعامهم ومواشيهم. فالقادر على كل تلك المخلوقات قادر على الإعادة بعد الموت، وهو على كل شيء قدير، ومن تأمل في هذه المصنوعات أدرك عظمة الخالق لها، وآمن به، ولم يعبد معه أحدا سواه، فهي تدل على وحدانيته سبحانه وتعالی. ولما ذكر تعالى خلق السموات والأرض، وما أبدع فيهما من عجائب الخلق والتكوين، ليقيم الدليل على إمكان الحشر عقلا، أخبر بعد ذلك عن وقوعه عقلا فقال: (فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى) أي: فإذا جاءت القيامة، وهي الداهية العظمى، التي تعم بأهوالها كل شيء، وتعلو على سائر الدواهي.
قال الحافظُ ابن حجر في فتح الباري:"قال الشافعيّ: أخشى أن يكون الحَلِف بغير الله معصية (ومعناه أنّه مكروهٌ كراهةً شديدةً)، وقال إمام الحرمين: المذهبُ القطع بالكراهة، وجزم غيرُه بالتفصيل، فإن اعتقدَ في المحلوفِ به من التعظيمِ ما يعتقدُه في اللهِ حَرُمَ الحلِفُ به وكان بذلكَ الاعتقاد كافرًا وعليه يتنزَّلُ الحديثُ المذكورُ (يريدُ حديث الترمذيّ:" مَنْ حلَف بغيرِ اللهِ فقد كفَرَ أو أشرك ") وأما إذا حلَف بغير اللهِ لاعتقاده تعظيمَ المحلوف به على ما يليق به من التعظيمِ فلا يكفر بذلكَ ولا تنعقدُ يمينُه". { يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6)} الراجفةُ: هي النفخةُ الأولى، قالهُ ابن عباس، وبها تتزلزل الأرضُ والجبال. { تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7)} الرادفة: هي النفخةُ الثانية وبينهما أربعون سنة، قال ابن عباس: النفختان هما الصيحتان أمَّا الأولى فتُميتُ كلَّ شىء بإذن الله، وأما الثانيةُ فتتبعُ الأولى وتُحيي كلَّ شىءٍ بإذن الله. { قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8)} هي قلوب الكفار تكون شديدةَ الخوف والاضطراب من الفزع. { أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9)} أي أبصار أصحاب هذه القلوب ذليلة من هول ما ترى. { يَقُولُونَ} أي أصحابُ القلوب والأبصار استهزاء وإنكارًا للبعث.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ حمداً كثيراً، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له بيدِه الخيرُ ومنه الخيرُ يُحي ويميتُ وهو حيٌّ لا يموتُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأشهدُ أن اللهَ أرسلَ بالبيِّناتِ والهدى نبيَّه محمداً صَلّى عليه اللهُ وملائكتُه والمؤمنون وسلَّموا تسليماً كثيراً. أَمَّا بعد: إن حُسنَ الخُلُقِ الأَولى والأكملُ هو خُلُقُ الإنسانِ مع ربِّه -تعالى-؛ بعبادتِه ومُراقبتِه وفُعلُ ما يُحبُّه ويرضاه.. وأعظمُ تلكَ العباداتُ هي الصَّلاةُ؛ فإذا جاهدتَ نفسَك في تحسينِ أخلاقِك مع ربِّكَ بأداءِ الصَّلاةِ أثابكَ اللهُ -تعالى- بُحُسنِ الأخلاقِ التي يَحمدًكَ النَّاسُ عليها في الحياةِ وبعدَ المماتِ. ما رأيُكم -أيُّها المؤمنونَ- فيمن يُدخلُ على الجميعِ السَّعادةَ.. ولكنَّه يَظلمُ زوجتَه وأولادَه؟! وكيفَ تَرونَ من يُكرمُ أصحابَه.. ولكنَّه يَضربُ أمَّه وأباه؟! وماذا تقولونَ في شخصٍ حسنَ الأخلاقِ.. خطبة عن العشر الاواخر من رمضان مكتوبة - موقع محتويات. ولكنَّه لا يركعُ للهِ الواحدِ الْخَلاَّقِ؟! فهل رأيتُم كيفَ ظهرتْ الحقيقةُ؛ فأيُ أخلاقٍ يُمدحُ بها وقد أساءَ مع خالقِه ورازقِه؟! فكم حَرمنا أنفسنا من جميلِ الأخلاقِ بسببِ تقصيرِنا في الصَّلاةِ؟!
ملتقى الخطباء
عباد الله ولكي نطرح العلاج لهذه الظاهرة الخطيرة لا بد أن نقف على أسباب انتشارها ومن ذلك. 1) ضعف الوازع الديني والبعد عن دين الله فكل من أهمل الواجبات الشرعية وتهاون بأحكام الدين وضيع الصلاة وتساهل بما أوجب الله عليه من حقوق لوالديه وأقاربه وعامة الناس فإنه يكون صيداً سهلاً لهذه السموم القاتلة. ملتقى الخطباء. 2) الفراغ الذي يعود بالأثر السيء على صاحبه فيقضي وقته بما لا ينفعه بل فيما يضره لاسيما مع تهيؤ الفرص له وسهولة الحصول على المحرم وكثرة المثيرات والمغريات مع ضعف التوجيه وقلة المتابعة وانعدام المراقبة. 3) عدم الوعي بالمخدرات ومعرفتها بدقة في بداية الأمر لاسيما أنها تعرض في بعض القنوات الفاجرة على أنها الحل الناجع للمشاكل والمعاناة التي يعيشها الإنسان وهذا بلا شك يدفع أولئك المراهقين إلى ممارستها وتذوقها من باب التجربة وبدعوى اللذة المؤقتة وهنا تكون بداية النهاية حتى يدمن عليها هؤلاء. 4) ولعل من أخطر أسباب انتشار تعاطي المخدرات أصدقاء السوء وهذا أمر ظاهر للتربويين والدعاة ورجال المكافحة حيث يتبين لهم بعد مقابلة بعض المتعاطين والتائبين أن البداية كانت من صديق يظهر النصح والإخلاص لكنه ذئب لبس جلد إنسان وحية لان ملمسها لكنها تحمل السم القاتل واسألوا إن شئتم بعض التائبين النادمين لتعرفوا حقيقة هذا الأمر.
خطبة عن العشر الاواخر من رمضان مكتوبة - موقع محتويات
قَالَ: «لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ » [2]. أيها المسلمون، إن من أسرار الزكاة أنها سبب من أسباب دخول الجنة، فقد قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خَمْسٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ مَعَ إِيمَانٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ: مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ عَلَى وُضُوئِهِنَّ وَرُكُوعِهِنَّ وَسُجُودِهِنَّ وَمَوَاقِيتِهِنَّ، وَصَامَ رَمَضَانَ، وَحَجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، وَأَعْطَى الزَّكَاةَ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ، وَأَدَّى الْأَمَانَةَ» قَالُوا: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، وَمَا أَدَاءُ الْأَمَانَةِ قَالَ: «الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ » [3]. فالزكاةَ الزكاةَ عباد الله، فهي دليلُ صدق إيمان العبد، وأنه ممتثل لأوامر ربه عز وجل، ودليلُ شكر العبد لربه على النعم، وسبيلٌ للفوز بالجنة، والبعد عن النار، وهي سبب للنجاة والفلاح. خطبة قصيرة عن أهمية الزكاة. أقول قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي، ولكم. الخطبة الثانية
الحمدُ لله وكفى، وصلاةً على عبدِه الذي اصطفى، وآلهِ المستكملين الشُّرفا، وبعد..
اعلموا أيها المسلمون أن الزكاة من تمام الإسلام، فقد روى ابن أبي عاصم بسند حسن عن عَلْقمَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُمْ حِينَ أَسْلَمُوا: «مِنْ تَمَامِ إِسْلَامِكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ» [4].
العلم والتعليم ( خطبة )
فربطَ بينَ الصَّلاةِ والأخلاقِ الحَسنةِ.. والعجيبُ أيضاً هو قولُ هِرَقْلَ لَهُ: "سَأَلْتُكَ، مَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟، فَزَعَمْتَ أَنَّهُ: أَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَهَذِهِ صِفَةُ نَبِيٍّ". خطب هلال الهاجري. فدينُ الأنبياءِ دينُ أخلاقٍ مع عبادةِ الواحدِ القَّهارِ.. وأما الأخلاقُ دونَ عبادةٍ فكَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ. وكذلكَ لمَّا سألَ النَّجاشيُّ -رحمَه اللهُ- جعفرَ بنَ أبي طالبٍ -رضيَ اللهُ عنه- عن دينِ محمدٍ -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ-، قالَ له: "أَيُّهَا الْمَلِكُ!
خطبة قصيرة عن أهمية الزكاة
جاءَ في حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: "هِيَ فِي النَّارِ"، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ -وهي القِطعُ من الأقط- وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: "هِيَ فِي الْجَنَّةِ".. فأيُّ أثرٍ للصلاةِ والصِّيامِ والإحسانِ.. إذا لم يَسْلَمْ جارُك حتى من اللِّسانِ. ولذلكَ لمَّا كانت الصَّلاةُ راحةُ النَّبيُّ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- وقرَّةُ عينِه.. كانَ أحسنُ النَّاسِ خُلُقاً بشهادةِ أعداءِ دينِه.. وجاءَتُه تزكيةُ العزيزِ العليمِ.. (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4].. وما مَلَكَ النَّاسَ بعبادتِه بل بتلكَ الأخلاقِ العاليةِ.. والخِصالِ الغاليةِ.. فقالَ له ربُّه -تعالى-: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) [آل عمران: 159].
سُبحانَ الله!! كلامٌ دَقيقٌ من مُتَخصِّصٍ.. ففي كلامِ كبيرِ المُنَصِّرينَ في البلادِ العربيةِ -سابقاً- تلخيصٌ للمُهمةِ الأساسيَّةِ لهم في بلادِ الإسلامِ.. وهي إبعادُ المُسلمينَ عن الصَّلاةِ والتي هي الصِّلةُ بينَ العبدِ وبينَ ربِّه.. فإذا تهاونوا في الصَّلاةِ ستتلاشى الأخلاقُ السَّاميةُ التي تقومُ عليها الأمَمُ.. ثُمَّ يكونُ سقوطُ الأمَّةِ حَتماً لا مِريةَ فيه ولا خِصامَ.. على يدِ ذلكَ الجيلِ الذي تحرَّرَ من أخلاقِ الإسلامِ. وليتنا فَهمنا البيتَ الذي كرَّرناه كثيراً.. لأحمدَ شوقيِ -رحمَه اللهُ تعالى- حينَ قالَ:
وإنِّما الأُمَمُ الأخلاقُ ما بَقِيَتْ *** فَإنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخلاقُهُمْ؛ ذَهَبُوا
فالأمةُ التي لا أخلاقَ لها.. لا بقاءَ لها.. واسألوا التَّاريخَ والبلادَ.. لماذا ذهبتْ ثمودُ وعادٌ؟. يا أهلَ الإسلامِ: أليسَ عجيباً أن تكونَ الرَّابطةُ الوثيقةُ بينَ الصلاةِ والأخلاقِ معلومةً راسخةً عندَ الكُّفارٍ، وتغيبُ عن كثيرٍ من المسلمينَ الكِبارُ منهم قبلَ الصِّغارِ. اسمعوا إلى أبي سُفيانَ -رضيَ اللهُ عنه- قبلَ إسلامِه، لمَّا سألَه هِرَقلُ ملكُ الرُّومِ عن النَّبيِّ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- قَالَ: "مَاذَا يَأْمُرُكُمْ، قَالَ: يَقُولُ اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالصِّلَةِ.. ".
الخطباء والكتّاب
ترتيب حسب (الأكثر)
مشاهدة
طباعة
تنزيلا
تقييم