يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ}: نداء للمؤمنين بوجوب اجتناب الظن السيء وإلقاء التهم جزافاً بلا روية ولا أدلة مما يوغر الصدور وينشر العداوات والأحقاد, وهذا من الإثم المبين. اية يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم. كما نهى سبحانه عن التجسس وتحسس الأخبار ومحاولة الوصول للأسرار وهتك الستور المرخاة. وأدب آخر جميل وهو الانتهاء عن الغيبة وهي ذكر المسلم أخاه بما يكره و يسيء إليه ولو بالإشارة, وهو كأكل المسلم لحم أخيه بعد موته وهي صورة بغيضة لا تطاق فقط عند تصورها فما بالنا بحقيقتها. وجماع الأمر يتلخص في تقوى الله باجتناب كل ما حذر منه ونهى عنه حتى يصفو المجتمع وتسلم القلوب ويسود النقاء بين أبناء المجتمع المسلم.
- ايه لا يسخر قوم من قوم ولا نساء من نساء
- اية يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم
- ايه لا يسخر قوم من قوم عسي ان يكونوا خيرا منهم
- ايه لا يسخر قوم من قوم كتابه
ايه لا يسخر قوم من قوم ولا نساء من نساء
القرآن اعتمد مقياسين فقط، مقياس العلم ومقياس العمل. أنت عند الله ترقى بعلمك وعملك، أما عند الناس مقاييس الناس مقاييس أخرى، الناس يُعظمون الأغنياء، ويُعظمون الأقوياء. إذاً الحقيقة الأولى أن البطولة والذكاء والتوفيق أن تكون مقاييسك متطابقة مع مقاييس القرآن.
اية يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم
{ { وَلَا تَجَسَّسُوا}} أي: لا تفتشوا عن عورات المسلمين، ولا تتبعوها، واتركوا المسلم على حاله، واستعملوا التغافل عن أحواله التي إذا فتشت، ظهر منها ما لا ينبغي. { وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} والغيبة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: { « ذكرك أخاك بما يكره ولو كان فيه »} ثم ذكر مثلاً منفرًا عن الغيبة، فقال: { { أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}} شبه أكل لحمه ميتًا، المكروه للنفوس غاية الكراهة، باغتيابه، فكما أنكم تكرهون أكل لحمه، وخصوصًا إذا كان ميتًا، فاقد الروح، فكذلك، فلتكرهوا غيبته، وأكل لحمه حيًا. تفسير: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم). { { وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}} والتواب، الذي يأذن بتوبة عبده، فيوفقه لها، ثم يتوب عليه، بقبول توبته، رحيم بعباده، حيث دعاهم إلى ما ينفعهم، وقبل منهم التوبة ، وفي هذه الآية، دليل على التحذير الشديد من الغيبة، وأن الغيبة من الكبائر، لأن الله شبهها بأكل لحم الميت، وذلك من الكبائر. #أبو_الهيثم #مع_القرآن
13
-3
107, 948
ايه لا يسخر قوم من قوم عسي ان يكونوا خيرا منهم
السخرية من الناس
﴿ لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ ﴾
أسلوب السخرية من الناس والاستهزاء بهم، هو أحد الأساليب المشينة التي قد تُورث الضغائن والأحقاد والتقاطع والتدابر، وقد نهانا عنها القرآن؛ فقد قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11]. كما أن الاستهزاء والسخرية بالناس آيةٌ دالة على الجهل وعلامة من علاماته؛ حيث إن موسى بن عمران عليه السلام حينما أخبر بني إسرائيل أن الله يأمرهم بذبح بقرة، قالوا: أتتخذنا هزوًا، قال: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [البقرة: 67]. والسخرية والاستهزاء فيهما غرورٌ وكبرٌ، فإنه لا يستهزئ أحدٌ بأحد إلا ويرى أنه أفضل منه، والأفضلية قيَّدها الله تعالى بقيد التقوى؛ حيث قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13].
ايه لا يسخر قوم من قوم كتابه
وقيل: عير بعضهن صفية بأنها يهودية ، وهذا من اللمز في عرفهم. وافتتحت هذه الآيات بإعادة النداء للاهتمام بالغرض فيكون مستقلا غير تابع حسبما تقدم من كلام الفخر. وقد تعرضت الآيات الواقعة عقب هذا النداء لصنف مهم من معاملة المسلمين بعضهم لبعض مما فشا في الناس من عهد الجاهلية التساهل فيها. وهي من إساءة الأقوال ويقتضي النهي عنها الأمر بأضدادها. وتلك المنهيات هي السخرية واللمز والنبز. [ ص: 247] والسخر ، ويقال السخرية: الاستهزاء ، وتقدم في قوله: فيسخرون منهم في سورة براءة ، وتقدم وجه تعديته بـ ( من). ايه لا يسخر قوم من قوم عسي ان يكونوا خيرا منهم. والقوم: اسم جمع: جماعة الرجال خاصة دون النساء ، قال زهير: وما أدري وسوف أخال أدري أقوم آل حصن أم نساء ؟
وتنكير قوم في الموضعين لإفادة الشياع ، لئلا يتوهم نهي قوم معينين سخروا من قوم معينين. وإنما أسند " يسخر " إلى " قوم " دون أن يقول: لا يسخر بعضكم من بعض كما قال: ولا يغتب بعضكم بعضا للنهي عما كان شائعا بين العرب من سخرية القبائل بعضها من بعض فوجه النهي إلى الأقوام. ولهذا أيضا لم يقل: لا يسخر رجل من رجل ولا امرأة من امرأة. ويفهم منه النهي عن أن يسخر أحد من أحد بطريق لحن الخطاب. وهذا النهي صريح في التحريم.
السعدي:
حق المؤمنين ضد بعضهم البعض هو أن {لا يستهزأ أحد بالآخر} بكل كلمة ، فالقول والفعل يدلان على ازدراء الأخ المسلم. وهذا أفضل من السخرية ، كما هو الحال في كثير من الأحيان ، فإن السخرية لا تأتي إلا من قلب مليء بالأخلاق السيئة ، يتخللها كل أنواع اللوم ، ولذلك قال النبي: من الخطأ احتقار أخيه المسلم. ثم قال: {ولا تتشاجر} أي قل: لا تتشاجر ولا تتهم: تكلم وقذف: بالأفعال كلاهما حرام ، وهو مهدد بالنار. وقال العلي: {ويل لكل آية همزة مزة} ، وجعل الأخ المؤمن أخاه روحًا. لأن المؤمنين يجب أن يكونوا جسدًا واحدًا على هذا النحو ، ولأن كل من يستفز الآخر يجب أن يفعل ذلك. إذلاله ما السبب. السخرية من الناس (لا يسخر قوم من قوم). {ولا تطلق على نفسك أسماء مستعارة} ، بمعنى أنه لا ينبغي لأي منكم أن يطلق لقبًا على أخيك وأن يطلق عليه لقبًا مخزيًا ، والذي يكره تسميته باسم مستعار ، وهذه ألقاب. {الشر اسم الفسق بعد الإيمان} أي درجة انحرافك عن الإيمان والعمل وفق قوانينه وما يقتضيه خروجك عن وصاياه ونواهيته باسم الفسق والعصيان. اسم الجرس …
{والذين لم يتوبوا هم مجرمون}. [هو] يجب على العبد أن يتوب أمام الله تعالى ويخرج عن حق أخيه المسلم في الإذن والاستغفار والثناء عليه.