الشعوبية وإحياء الدهرية
ويذكر الدكتور أحمد شيال غضيب وأحمد خلف عيسى في دراستهما «نشأة الحركات الدهرية
في العصر العباسي»، سببًا آخر لظهور الدهرية يتمثل في «الشعوبية»، والتي تعني تعصب
كل شعب لقوميته وحضارته، وبُغض العرب، وقد اشتدت هذه الحركة في العصر العباسي،
ونجمت عن تعدد الشعوب التي ضمها المجتمع العباسي من فرس وزنج وروم وهنود إلى جانب
العرب الذين يمثلون الأمة الحاكمة، ومن ثم سعت هذه الشعوب لإثبات وجودها والفخر
بمآثرها وحضاراتها، والبرهنة على أن العرب ليسوا أفضل من سائر الأمم، بل هم دونها
شأنًا. وكان العراق هو المسرح الذي ظهرت عليه الشعوبية وترعرعت فيه، لأنه كان ملتقى
العنصر العربي بالعنصر الفارسي، وهي حركة بدأت في النصف الثاني من القرن الأول
الهجري، وبقيت مستترة طوال العصر الأموي، حتى نجح العباسيون في إنشاء دولتهم،
واستخدموا الموالي، واستعملوهم في المراكز المهمة، فتسلطت فيهم النزعة القومية وقويت
حركة الشعوبية بينهم، وتصاعد خطرها، إذ تحولت إلى ما يشبه المنظمات التي يشرف
عليها ويخطط لها وزراء وكتاب وشعراء، وكل ذلك ساعد على نشر كثير من الأفكار
الدخيلة على الإسلام ومنها المانوية
والزرادشتية والمزدكية والدهرية.
ماذا تعرف عن الجهمية؟
بيان مصدر مقالة الجهمية س: ما هو مصدر مقالة الجهمية؟ ج: يذكر شيخ الإسلام أصل مقالة التعطيل وأنها ترجع في نهايتها إلى اليهود والصابئين والمشركين والفلاسفة الضالين، وأول ما ظهرت هذه المقالة من جعد بن درهم، وأخذها عنه الجهم بن صفوان وأظهرها فنسبت مقالة الجهمية إليه، وقد قيل: إن الجعد أخذ مقالته عن أبان بن سمعان وأخذها أبان من طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم، وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم. ذكر أهم عقائد الجهمية إجمالاً س: ما هي أهم عقائد الجهمية؟ ج: 1- إنكار جميع الأسماء والصفات لله عز وجل ويجعلونها من باب المجاز، ويزعمون أن إثبات الصفات يقتضي أن يكون الله جسما، ويقتضي مشابهة الله لخلقه، وهذا الكلام هو من أفكار ملاحدة الفلاسفة. فرقة الجهمية – مدونة المقالات العلمية الشرعية. 2- القول بالجبر والإرجاء، والجبر هو إسناد ما يفعله الشخص من أعمال إلي الله عز وجل، وأن العبد لا قدرة له البتة على الفعل، وإنما هو مجبور على فعله. 3- إنكار الصراط والميزان ورؤية الله تعالي وعذاب القبر. 4- القول بفناء الجنة والنار. 5- نفي أن يكون الله متكلماً بكلام يليق بجلاله، والقول بأن القرآن مخلوق. 6- أن الإيمان هو المعرفة بالله.
فرقة الجهمية – مدونة المقالات العلمية الشرعية
2- القول بالجبر والإرجاء. 3- إنكار كثير من أمور اليوم الآخر مثل (الصراط، الميزان، رؤية الله تعالى، عذاب القبر، القول بفناء الجنة والنار)
4- نفي أن يكون الله متكلماً بكلام يليق بجلاله، والقول بأن القرآن مخلوق. نبذة عن الجهمية. 5- القول بأن الإيمان هو المعرفة بالله فقط. 6- نفي أن يكون الله في جهة العلو. 7- القول بأن الله قريب بذاته وأنه مع كل أحد بذاته جل وعلا، وهذا هو المذهب الذي بنى عليه أهل الاتحاد والحلول أفكارهم.
نبذة عن الجهمية
[انظر الفتوى الحموية الكبرى ص 24]
ولهذا كان التجسيم والتشبيه هو أظهر سمات الديانة اليهودية المحرفة التي ملئت بها التوراة من وصف الله تعالى بصفات البشر من الندم والحزن وعدم العلم بالمغيبات، وغير ذلك من المعتقدات الباطلة.
دهرية الدولتين الأموية والعباسية
وكان من المنطقي أن يختفي الدهرية بعد ظهور الإسلام وامتداد التوسعات في
فترة الخلفاء الراشدين، لكنهم عادوا للظهور مرة أخرى خلال الفترة الممتدة من أواخر
عصر الدولة الأموية إلى أوائل عصر الدولة العباسية (724 – 775)، وبالتحديد
من فترة حكم الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك (724 – 743) حتى حكم
الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور (754 – 775). ويذكر الدكتور محمود محمد السيد خلف في دراسته «جهود العلماء في مواجهة
جماعة الدهرية. الإمام أبو حنيفة نموذجًا (105- 158هـ/ 724- 775م)»، أن هذه الفترة كانت أكثر
الفترات التي تعرضت فيها الأمة الإسلامية للاضطرابات الداخلية نتيجة الخلافات
السياسية، وسمح ذلك بعرض كثير من الأفكار «الشاذة» وفي مقدمة هؤلاء الدهرية. ويرصد الدكتور أحمد أمين في كتابه «ضحى الإسلام»، أن ظهور الدهريين كان
أوضح وأكثر في الدولة العباسية منها في أواخر الدولة الأموية، لأن الدهرية في بعض
معانيها (وهو الشك والإلحاد) إنما تقترن عادة بالبحث العلمي، وهو في العصر العباسي
كان أبين وأظهر، ذلك أن العلم الذي شاع في العصر الأموي كان دينيًا، من جمع للحديث
وتفسير للقرآن، واستنباط للأحكام الشرعية منهما، وهذه العلوم لا تثير في النفوس
شكوكًا تبعث على الجنوح الفكري الدهري.