خلاصة المسألة:
أن الله جعل الأرض لأمة محمد – صلى الله عليه وسلم – مسجداً وطهوراً، وهذه من
خصوصية هذه الأمة، فأيما رجل أدركته الصلاة فليصل إلا إذا كان المكان نجساً، أو مما
ورد النهي عن الصلاة فيه كالمقبرة، والمزبلة، وقارعة الطريق، والمجزرة، وغيرها؛
لعموم الأدلة في ذلك.
- شبكة الألوكة
شبكة الألوكة
وهنا يظهر المعنى الإنساني للإسلام: أن يترفق وهو قادر، ويتودد وهو غالب. وهاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتح مكة فيدخلها ساجدا لله على ناقته.. ثم يعفو ويقول: « اذهبوا فأنتم الطلقاء »[3]. شبكة الألوكة. فكان التحول إلى التفكير في الدعوة وتدبر قضاياها بعد أن أصبح الرعب مجرد ضرورة عارضة تمكن بها المسلمون من النصر ليملكوا فرصة التعامل بالرحمة والعدل… والإسلام. الهوامش
[1] صحيح البخاري (335). [2] مسند أحمد (49/29)
[3] سنن البيهقي (18055).
ثانيها: أن الله سبحانه تعالى وسّع على هذا النبي الكريم، وأمته المرحومة بأن جعل لها الأرض مسجداً، فأينما تدركهم الصلاة فليصلوا، فلا تتقيد بأمكنة مخصوصة، كما كان من قبلهم لا يؤدون عباداتهم إلا في الكنائس، أو البِيَع، وهكذا فإن الله رفع الحرج والضيق عن هذه الأمة، فضلا منه وإحسانا، وكرما وامتنانا. وكذاك كان من قبل هذه الأمة، لا يطهرهم إلا الماء، وهذه الأمة جعل التراب لمن لم يجد الماء طهورا، ومثله العاجز عن استعماله لضرره. ثالثها: أن الغنائم التي تؤخذ من الكفار والمقاتلين حلال للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته، يقتسمونها على ما بين الله تعالى، بعد أن كانت محرمة على الأنبياء السابقين وأممهم، حيث كانوا يجمعونها، فإن قبل الله عملهم نزلت عليها نار من السماء فأحرقتها. رابعها: أن الله سبحانه وتعالى، خصه بالمقام المحمود، والشفاعة العظمى، يوم يتأخر عنها أولو العزم من الرسل في عرصات القيامة، فيقول: أنا لها، ويسجد تحت العرش، ويمجد الله تعالى بما هو أهله، فيقال: اشفع تُشفع، وسل تعطَه، حينئذ يسأل الله الشفاعة للخلائق بالفصل بينهم في هذا المقام الطويل، فهذا هو المَقام المحمود الذي يغبطه عليه الأولون والآخرون.