المسلم من سلم الناس من لسانه ويده
قواعد في حفظ الحقوق
(المؤمن مِن أمِنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم مَن سلم الناس من لسانه ويده). إن المسلم الحق الذي بلغ في درجات وصف الإسلام منزلة عالية، هو مَن أتبع أداء حقوق ربه بأداء حقوق خلقه، فالناس منه في سلامة من لسانه ويده.
- المسلم من سلم الناس من لسانه و يده
المسلم من سلم الناس من لسانه و يده
الحمد لله رب العالمين، واصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد...
روى عبد اللَّه بن عَمْرو بن الْعاص رضي اللَّه عنهما عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ ويَدِهِ، والْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ ما نَهَى اللَّه عَنْهُ» رواه البخاري ومسلم.
وجهاد النفس أربع مراتب: إحداها: أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به، ومتى فاتها علمه شقيت في الدارين. الثانية: أن يجاهدها على العمل بعد علمه، وإلا فمجرد العلم بلا عمل إن لم يضرها لم ينفعها. الثالثة: أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه، وإلا كان من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى والبينات، ولا ينفعه علمه ولا ينجيه من عذاب الله. الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق، ويحتمل ذلك كله لله، ذكر هذه المراتب العلامة ابن القيم رحمه الله (1). وقد ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه)). وإذا قصّر المسلمون في جهاد أنفسهم ضعفوا عن جهاد أعدائهم، فيحصل بذلك ظهورٌ لأعدائهم عليهم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((وحيث ظهر الكفار فإنما ذلك لذنوب المسلمين التي أوجبت نقص إيمانهم، ثم إذا تابوا بتكميل إيمانهم نصرهم الله)) (2). المسلم من سلم الناس من لسانه ويده. اهـ 4- والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب، وهذه الهجرة فرض عين على كلِّ مسلم لا تسقط عن كل مكلّف في كل حال من أحواله، فإن الله حرم على عباده انتهاك المحرمات والإقدام على المعاصي والذنوب، وأوجب عليهم الإقبال على طاعته واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، وهي هجرة تتضمن (من) و(إلى) فيهاجر بقلبه من محبة غير الله إلى محبته، ومن عبودية غير الله إلى عبوديته، ومن خوف غير الله ورجائه والتوكل عليه إلى خوف الله ورجائه والتوكل عليه، ومن دعاء غير الله وسؤاله والخضوع له والاستكانة له إلى دعائه وسؤاله والخضوع له والذل له والاستكانة له.