ما الفرق بين الغيبة والنميمة؟
إنّ الغيبة هي التحدّث خلف إنسان مستور وذكر بعض من صفاته ومعايبه ممّا يكره، والنميمة هي نقل كلام صادر عن الغير لشخص آخر أو جماعة أخرى لإيقاع الفساد والخصام، ومن الفروقات بين الغيبة والنميمة: [١]
الغيبة كلام صادر عن المغتاب نفسه، أمّا النميمة فهي كلام صدر شخصٍ آخر، ولكنّ النمّام قام بنقله. [١]
الغيبة قد تُباح في بعض الأحيان لمصالح معتبرة، أمّا النميمة فلم يُجِز أحد من العلماء نقلها. [١]
الغيبة يمكن أن تكون بالقلب كسوء الظن، أمّا النميمة فلا تكون إلّا باللسان وما قام محلّه كالإشارة والكتابة والرمز والإيماء. الثالوث الغيبة والنميمة والبهتان. [١]
النميمة يُشترط فيها الإفساد ولا يُشترط ذلك في الغيبة، وقد قال ابن حجر الهيتمي -رحمه الله- إنّ كل نميمة غيبة، وليس العكس، فالغيبة والنميمة بينهما عمومٌ وخصوص. [٢] هل يختلف الحكم الشرعي لغيبة المظلوم؟ لمعرفة ذلك يمكنك الاطلاع على هذا المقال: حكم غيبة المظلوم للظالم
الفرق بين النميمة والفتنة
ما عقوبة من يمشي بين النَّاس بالفتنة؟
إنّ الفتنة التي يُقصد بها الإيقاع بين الناس هي بمعنى النميمة، فهي نقل للحديث وإفساد بين الآخرين، وهي محرّمة كما النميمة، والفتنة والنميمة من الكبائر وكلّما كان حجم الفساد المترتّب عليهما أكبر كانت عقوبتها أعظم، [٣] وفي هذا السياق قال الإمام الذهبي -رحمه الله- في كتاب الكبائر: "فكلّ من حرّش بين اثنين من بني آدم ونقل بينهما ما يؤذي أحدهما فهو نمّام من حزب الشيطان من أشر الناس"، وهذا المعنى ينطبق على النمّام والفتّان.
- الثالوث الغيبة والنميمة والبهتان
- الغيبة والنمية والبهتان - عالم حواء
الثالوث الغيبة والنميمة والبهتان
ما يباح في الغيبة
التظلم: فيجوز للمظلوم أن يتظلم عند القاضي ويقول ظلمني فلان
الاستفتاء: فيقول للمفتى ظلمني أبى بكذا فهل له ذلك
دعاء
اللهم لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا. اللهم لا تجعلنا من النمامين و المغتابين.
الغيبة والنمية والبهتان - عالم حواء
3 3-هل تعلم يا من تغتاب الناس إن العيب الذي اغتبت به أخاك يوجد من يغتابك آنت به فمثلا لو قلت فلانة معدومة الأدب والأخلاق فأعلم انه يوجد من يقول عنك انك أيضا انك معدوم الأدب والأخلاق 4 فاعمل ما شئت كما تدين تدان والعكس صحيح فلو قلت إن فلان هذا طيب وحتى إن لم تكن طيبة القلب فيه فستجد من يقول هذه الكلمة انك طيب وهذا في غيابك هل تعلم أيضا أن حسناتك تنقل إلى من اغتبته. 4- وهل تعلم انك ستقف بين يد رب العالمين فيقول: أين أصحاب المظالم ؟ فتأتى يا من سببت واغتبت فيقول لك الله: هل اغتبت هذا؟ فتقول: نعم يا رب "وذلك يوم تشهد عليهم ألسنتهم و أيديهم و أرجلهم بما كانوا يعملون " فإذا فرغ من ذلك فيؤخذ من حسناتك لتعطى إلى حسنات من اغتبته قال بن مبارك في هذا: لو كنت مغتابا لأحد لاغتبت والداي لأنهما أحق بحسناتي. ومن هذا قال الشيخ محمد متولي الشعراوى رحمه الله: (إذا أردت أن تسب أو تغتاب أحد فسب وأغتاب والديك فهما أولى الناس بحسناتك).
ولا يكون الإنسان قويَّ الإيمان، تامَّ اليقين بالحساب في يوم الحق والبيان حتى يكُفَّ اللسان عمَّا يُغضِب الرحمن؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فَلْيَقُلْ خيرًا أو ليصْمُت... ))؛ (رواه البخاري، ومسلم)، وعن أبي موسى رضي الله عنه، قال: قلتُ: يا رسول الله، أيُّ المسلمين أفضل؟ قال: ((مَنْ سلِمَ المسلمون من لسانه ويده))؛ (متفق عليه). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتدرون ما المفلس؟)) قالوا: المفلس فينا مَنْ لا درهمَ له ولا متاع، فقال: ((إنَّ المفلسَ مِنْ أُمَّتي مِنْ يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي وقد شَتَمَ هذا، وقذَف هذا، وأكل مال هذا، وسفَكَ دَمَ هذا، وضرب هذا، فيُعْطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإنْ فَنِيَتْ حسناتُه قبل أن يقضي ما عليه، أُخِذَ من خطاياهم، فطُرِحَتْ عليه ثم طُرِحَ في النار)). نسأل الله تعالى أن يُوفِّقنا إلى حفظ اللسان، وإلى تطييبه بالذكر والقرآن، والأمر بالمعروف ونهي الإنس والجان عن كل ما يُغضب الرحمن، والصلاة والسلام على خير الأنام، وعلى آله وصَحْبه وأتباعه الكرام الأعلام إلى يوم البعث والقيام.