والنية تنقسم إلى نية التقرب، ونية التمييز، فالأولى: تكون في العبادات وهو إخلاص العمل لله تعالى، والثانية: تكون في المحتمل للشيء وغيره". اهـ. والنية بنوعيها محلها القلب ؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى " (22/ 230): "نية الطهارة من وضوء أو غسل أو تيمم، والصلاة والصيام والحج والزكاة والكفارات، وغير ذلك من العبادات- لا تفتقر إلى نطق اللسان باتفاق أئمة الإسلام، بل النية محلها القلب دون اللسان باتفاقهم. ولم يذكر أحد في ذلك خلافًا إلا أن بعض متأخري أصحاب الشافعي - رحمه الله - خرَّج وجهًا في ذلك وغلَّطه فيه أئمة أصحابه". وعليه؛ فقول السائل صحيح، فالذي يظهر أنه يقصد بقول القلب العلم، ومتى علم العبد ما يفعله فقد نواه،، والله أعلم. محل النية | الموقع الرسمي لمعالي الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير - حفظه الله تعالى -. 11
8
35, 103
- محل النية | الموقع الرسمي لمعالي الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير - حفظه الله تعالى -
محل النية | الموقع الرسمي لمعالي الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير - حفظه الله تعالى -
وقد جاء في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من سمّع سمّع الله به يوم القيامة ومن راءى راءى الله به ». ثالثًا: أن النية هي القصد والإرادة، وصحة النية والصدق فيها يحقق القرب من الله تعالى، إذا قصد وجه الله سبحانه وتعالى وإخلاص العمل له، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبهذين الشرطين ( الإخلاص والمتابعة) يكون قبول العمل عند الله عز وجل كما قال عز وجل: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عِمرَان:31]. رابعًا: لقد شرعت النية لتميز العادة من العبادة، أو لتميز العبادات بعضها عن بعض، أو تحويل العادات إلى عبادات وذلك: المثال الأول: (تميز العادة من العبادة) الجلوس في المسجد بقصد الاستراحة عادة، فهذا ليس فيه أجر ولا ثواب من الله عز وجل، بل مجرد استراحة وقد حصل عليها، وإذا قصدها للعبادة بنية الاعتكاف فقد ميز بين العبادة والعادة، وبذلك يحصل على الراحة وأجر الاعتكاف، وأيضًا مثل الغسل إذا قصد به تنظيف البدن كالعادة فليس له إلا النظافة، وإذا قصد به العبادة وصحح النية بأن يغتسل ليكون طاهرًا ظاهرًا وباطنًا ومتوضئًا ومستعدًا للعبادة فهذا يؤجر عليه.
ثانيًا: أنَّ النيَّةَ مِن متعلِّقاتِ القَلب، فلا معنى لاشتراط النُّطقِ بها قال الطحطاوي: (لا يُشترط النُّطق بالنيَّة؛ لأنَّها من متعلِّقات القلب التي لا يُشترط لها النُّطق، وقد أجمَعَ العُلَماءُ على أنَّه لو نوى بقلبه ولم يتكلَّم بنيَّته، فإنَّه يجوز). ((حاشية الطحطاوي)) (ص: 148). انظر أيضا:
المبحث الأوَّل: الإسلام. المبحث الثَّاني: العقل. المبحث الرَّابع: انقطاع ما يُنافي الوضوء من دَم حيضٍ أو نِفاس. المبحث الخامس: إزالة ما يَمنع وصول الماء إلى بشرة أعضاء الوُضوء.