وقيل: المتكبر معناه: الكبير، لأنه أجلُّ من أن يتكلف كبراً، وقد يقال: تظلم بمعنى: ظلم، وتشتم بمعنى: شتم، واستقر بمعنى: قر، كذلك المتكبر بمعنى: الكبير، وليس كما يوصف به المخلوق إذا وصف بتفعل إذا نسب إلى ما لم يكن منه ثم نزه نفسه، فقال: سبحان الله أي تنزيها لجلالته وعظمته عما يشركون. انتهى
وقال ابن كثير: وقوله تعالى العزيز أي: الذي قد عز كل شيء فقهره، وغلب الأشياء فلا ينال جنابه لعزته وعظمته وجبروته وكبريائه، ولهذا قال تعالى: (الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) أي: الذي لا تليق الجبرية إلا له، ولا التكبر إلا لعظمته، كما تقدم في الصحيح: "العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحداً منهما عذبته". بحث عن أسماء الله وصفاته - Layalina. وقال قتادة: الجبار: الذي جبر خلقه على ما يشاء، وقال ابن جرير: الجبار: المصلح أمور خلقه المتصرف فيهم بما فيه صلاحهم، وقال قتادة: المتكبر يعني: عن كل سوء، ثم قال تعالى: (سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ). انتهى
وأما اسم الجبار، فمعناه كما قال الطبري: المصلح أمور خلقه، المصرفهم فيما فيه صلاحهم. وكان قتادة يقول: جبر خلقه على ما يشاء من أمره. اهـ
وقال السعدي: { الْجَبَّارُ} الذي قهر جميع العباد، وأذعن له سائر الخلق، الذي يجبر الكسير، ويغني الفقير.
- بحث عن أسماء الله وصفاته - Layalina
- بحث عن أسماء الله الحسنى - سطور
- كتب بحث عن أسماء الله وصفاته - مكتبة نور
بحث عن أسماء الله وصفاته - Layalina
وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم لما شكوا إليه ذلك قال: الحمد لله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة. رواه أحمد وأبوداود. قال ابن الجوزي في كتاب تلبيس إبليس: ومن ذلك أن الشيطان يأتي إلى العامي فيحمله على التفكر في ذات الله وصفاته فيتشكك، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تسألون حتى تقولوا هذا الله خلقنا فمن خلق الله؟ قال أبو هريرة: فوالله إني لجالس يوماً إذ قال رجل من أهل العراق هذا الله خلقنا، فمن خلق الله؟ قال أبو هريرة: فجعلت أصبعي في أذني ثم صحت: صدق رسول الله، الله الواحد الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم له كفوا أحد. انتهى. كتب بحث عن أسماء الله وصفاته - مكتبة نور. وأما عن أحاديث النفس وما يحول في الخواطر - فإن الله تعالى برحمته لا يحاسب عليها عبَاده، فقد جاء في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تتكلم. وأما التوبه من جميع الذنوب على سبيل الإجمال فهي كافية كما قال محمد مولود في مطهرة القلوب في شروط التوبة:
وشرطها استحلاله للآدمي من حقه الظاهر غير الحرمى
ونحوه إن تستطع تحلله منه ولا بد من أن تفصله
له وتكفي في ذنوب مجمله ومنكر عجز أن يعود له
اهـ
وأما الجواد فهو اسم من أسماء الله تعالى كما في الحديث: إن الله تعالى جواد يحب الجود.
بحث عن أسماء الله الحسنى - سطور
قد يتضمَّن الاسم الواحد من أسماء الله تعالى صفتين أو أكثر من باب دلالة اللُّزوم، فمثلاً الخلَّاق من أسماء الله تعالى، يتضمَّنُ صفة الخلق ويسلتزم صفة العِلم والقُدرة، حيث إنه لا خَلق بغير علمٍ وقُدرة، ومن هذا المبحث نفهم بأن أسماء الله سبحانه وتعالى هي أعلامٌ وأوصاف، وذلك إن كان اعتبار دلالتها على الذَّات فهي تكون أعلاماً، وإن كان اعتبار دلالتها على المعاني فهي تكون أوصافاً. أسماء الله تعالى متباينة ومترادفة
من أجل فهمٍ أكثر لهذا المبحث يلزمنا فهم معنى متباينة ومترادفة أولاً، كالآتي:
المتباين: هو أن يكون اللفظ والمعنى للاسم متعدِّد، فمثلاً الاسمين (حجر) و (إنسان) يكونان متباينين؛ وذلك لأن اللفظ غير متشابه، والمعنى مختلف بالكامل. بحث عن أسماء الله الحسنى - سطور. المترادف: هو أن يكون اللفظ مختلفاً ولكن المعنى واحد، فمثلاً الاسمين (بشر) و (إنسان) يكونان مترادفين؛ وذلك لأن اللفظ غير متشابه، ولكن المعنى يؤدي إلى نفس الشيء. بعد هذا التفسير للمعنيين نقول بأن أسماء الله تعالى باعتبار دلالتها على الذَّات فهي مترادفة؛ لأنها دلَّت على شيءٍ واحد وهو الله سبحانه وتعالى، وأما باعتبار دلالتها على المعنى فهي متباينة؛ لأن لكلِّ اسم منها معنى يختلف عن معنى الأسماء الأخرى، فمثلاً من أسماء الله تعالى (العزيز) و (الرحيم)، فإذا نظرنا إلى هذين الاسمين من ناحية الدَّلالة، فإننا نجدهما يدُلَّان على شيءٍ واحد وهو الله تعالى، فعندها نقول بأنهما مترادفان بالدَّلالة، وأما إذا نظرنا إلى هذين الاسمين من ناحية المعنى، فإننا نجدهما مختلفين، فعندها نقول بأنهما متباينان بالمعنى.
كتب بحث عن أسماء الله وصفاته - مكتبة نور
تعتبر أصلاً لكل عبادة: تعتبر معرفة الله من خلال معرفة أسمائه الحُسنى أساس اتِّباع الأوامر واجتناب النواهي، فمن عرف الله لزم طاعته وابتعد عما نهى عنه كي ينال قربه. سبب استجابة الدعاء: فقد أمر الله تعالى عباده أن يدعونه بأسمائه العظيمة؛ فقال تعالى في كتابه الكريم: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) [٣] ، كما وردت العديد من الأدعية المأثورة للنبي عليه الصلاة السلام حيث كان يستفتح دعاءه باسمٍ من أسماء الله الحسنى. هي السبيل لتزكية النفس: فإن معرفة الله تُمهِّد السبيل إلى معرفة الفرد نفسه وبالتالي السعي إلى تزكيتها من كل شائبة، وإصلاح قلبه فعندما يعلم الفرد أن الله معه حيث كان سوف يحرص على أن يراه دائما بحالٍ يُرضيه فيسعى إلى تحصين نفسه وتزكيتها باستمرار، وقد أمر الله بذلك وربط تزكية النفس بالفلاح فقال جل علاه: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا) [٤]. معرفته تستوجب محبته: فمن عرف الله لزم محبته، ومن آمن به لم يدع سواه، ومن ذاق لذة قربه لم يقدر على وحشة المعصية، ومن آمن بجزاء الآخرة سعى إليه بكل حبٍ ويقين. أسماء الله الحسنى توقيفية
أسماء الله الحسنى أسماء توقيفية، فلا يجوز أن يُسمي أحدٌ الله سبحانه بأسماء لم يتم ذكرها في كتابه الكريم، أو في السنة النبوية، بحيث تؤخذ كما هي لفظًا ومعنى دون زيادة أو نقصان، كما أنها غير قابلة للقياس؛ فلا يجوز الأخذ والتقريب بالمعنى إلى لفظٍ آخر عما ورد في نصوص الشرع ومما يثبت ذلك قول الشيخ الألباني في موسوعة عقيدة أن أسماء الله توقيفية فلا يجوز اشتقاق اسم لله من صفة ثابته له، فهو يتعلق في ذات الله، فلا يتم مناداته وتسميته إلا بما ورد في السنة [٥].
الفهرس
1 أسماء الله الحسنى وصفاته العُلى
1. 1 أسماء الله تعالى تتضمَّنُ أوصافاً ذات معنى
1. 2 أسماء الله تعالى متباينة ومترادفة
1. 3 أسماء الله ليست محصورةً
1. 4 تسمية المخلوقين بأسماء الله سبحانه وتعالى
1. 5 أسماء الله تعالى توقيفية
أسماء الله الحسنى وصفاته العُلى
يقول الله عزَّ وجل: "وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"، يعلم كلُّ مسلمٍ أن الله سبحانه وتعالى جعل لنفسه أسماءً وصفات كاملةً وخاليةً من النُّقصان، حيث إنَّ المسلم يتعبَّد الله سبحانه تعالى ويتقرَّب إليه ويدعوه بها. كما أنه لكلِّ اسمٍ من هذه الأسماء معنى متكامل، وسنذكر اليوم شرحاً مبسطاً لهذه المسألة، وهي توحيد أسماء وصفات الله سبحانه وتعالى، وسنقسِّم بحثنا المختصر جداً إلى خمسة مباحث، حيث إننا اقتبسنا من بعض المشايخ والعلماء، كالشيخ العلَّامة محمد بن صالح العثيمين، مع بعض التَّصرف والإضافات، حتى نبيِّن بعض الأمور العقائدية التي تخصُّ هذه الأسماء والصِّفات. أسماء الله تعالى تتضمَّنُ أوصافاً ذات معنى
إنَّ أسماء الله سبحانه وتعالى ثابتة عظيمة، أي أنها حق، حيث يتضمَّن كل اسمٍ منها الصِّفة التي اشتُقَّ منها، حتى اسم (الله) يتضمَّنُ صفة، وهي صفة الألوهية التي ينفردُ بها سبحانه وتعالى، إذاً فإن أسماء الله تعالى هي أعلامٌ دالَّةٌ على صِفة ذات معنى، ولولا ذلك لما كانت أسماءً حُسنى كاملة، أو لأصبحت أسماءً جامدةً لا تحمل أيَّ معنى.