فليس المطلوب من العبد ألا يحزن وألا تدمع عينه عند المصيبة، بل المطلوب منه ألا يبالغ في البكاء بحيث يصير نياحة وصياحًا وولولة! وقد بكى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لموت أبنائه وأصحابه، وقال: «إنَّ اللهَ لا يُعذِّبُ بدمع العينِ، ولا بحزن القلب، ولكنْ يعذبُ بهذا أو يرحمُ (وأشار إلى لسانه)، وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه» [رواه البخاري 1304، ومسلم 924] أي بسبب البكاء بالصفة المنهي عنها. وليس المطلوب من العبد ألا يضحك، بل المطلوب ألا يكثر الضحك، فإنه لا أحد من البشر يخلو من إعجاب بشيء يتولد عنه ضحكُه، ولذلك قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ولا تكثر الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب» وهذا تهديد عظيم!
كثرة الضحك - الكلم الطيب
تاريخ النشر: الخميس 17 شوال 1424 هـ - 11-12-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 41154
71010
0
346
السؤال
ما حكم الدين في الضحك باستمرار مع عدم السيطرة عليه في معظم الأحيان؟ وما هو العلاج؟ جزاكم الله خيرا. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من كثرة الضحك بقوله صلى الله عليه وسلم: إياك وكثرة الضحك، فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه. كثرة الضحك - الكلم الطيب. رواه أحمد وغيره، وصححه الألباني. والضحك المذموم الإكثار منه ما كان مصحوبًا بصوت ويسمى القهقهة، وذلك لما يترتب عليه من آثار سيئة، كموت القلب وذهاب الهيبة وضياع الوقت. قال الإمام الماوردي في كتابه "أدب الدنيا والدين": وأما الضحك فإن اعتياده شاغل عن النظر في الأمور المهمة، مذهل عن الفكر في النوائب الملمَّة وليس لمن أكثر منه هيبة ولا وقار، ولا لمن وصم به خطر ولا مقدار، روى أبو إدريس الخولاني عن أبي ذر الغفاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياك وكثرة الضحك، فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه. ورُوي عن ابن عباس في قوله تعالى: مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا [الكهف: 49].
كثـرة الضحك تميــت القلــب - منتديات برق
الحمد لله. لا شك أخي الكريم أن كثرة الضحك تؤثر في قلب المسلم وتشغله عن التفكر والتدبر والخشوع لله تعالى ، وقد حذرنا الرسول صلى الله
عليه وسلم من كثرة الضحك ، وأخبرنا بخطورته على القلب فقال: ( لَا تُكْثِرُوا الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ) رواه الترمذي ( 2305) وابن ماجه ( 4193) ، وصححه الألباني "السلسلة الصحيحة " (506). كثـرة الضحك تميــت القلــب - منتديات برق. إلا أنه لم يرد دعاء محدد يعالج هذا الأمر وإنما لك أن تدعو الله بما شئت وتطلب منه سبحانه وهو السميع المجيب أن يرفع عنك هذا
البلاء وأن يبدلك به قلبا خاشعا ولسانا ذاكرا وعينا دامعة من خشيته. وعليك بالإكثار من قراءة القرآن والتدبر في معانيه ، والإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى ودعائه واللجوء إليه في كل أمورك. أما المرض الذي ذكرته فنسأل الله لك العافية منه ، وقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى أن يقرأ على نفسه
بالمعوذات وينفث. رواه البخاري (4728) ومسلم (5679) ، كما يسن للمريض أن يضع يده على الذي تألم من جسده ويقول: بسم الله ، ثلاثا ، ثم يقول سبع مرات:
أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر. رواه مسلم (5701)
وختاما أنبهك أخي السائل إلى أن الذهاب إلى الأطباء وأخذ الدواء لا يتنافى مع الإيمان بالله والتوكل عليه ، بل إن من كمال
التوكل الأخذ بالأسباب المادية مع الإيمان التام بأن الشفاء من عند الله سبحانه ولا شفاء إلا شفاؤه.
الدرر السنية
ولذا فإن المنهي عنه في هذا الحديث ليس مجرد الضّحك، بل كثرته، فليس الضّحك منهيٌّ عنه لذاته، ولكن لما يُمكن أن يؤدّي إليه من نتائج وأخلاق لا يرضاها الإسلام، وكلُّ شيءٍ خرج عن حدّه انقلب إلى ضده.
كثرة الضحك تميت القلب فعلاً
وعلى أساسه يفهم ما جاء في قصة إبراهيم – عليه السلام – من قوله: { رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} (سورة البقرة: 128). ومن قوله تعالى: { إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (سورة البقرة: 131) أي أخلصت له الدين وانقطعت تاماً عمن سواه. الكلمة الخامسة: قوله – صلى الله عليه وسلم: " وَلَا تُكْثِرْ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ ". كثرة الضحك تميت القلب صحة الحديث. وهذا صادق بالتجربة، فلا يضحك كثيراً إلا من به هوس فكري، وفساد خُلُقي، وقلب مريض يأن ويتوجع، وهو يريد – بلا جدوى – أن يطرد من قلبه ألماً مفجعاً، وهماً موجعاً، وحزناً داكناً، وسفهاً متحكماً، فيكون مثله كمثل العصفور المذبوح الذي يرقص من شدة الألم. ولو يعلم هؤلاء المغرورون بدنياهم، والمعجبون بأنفسهم ما وراءهم من عذاب وبيل وشر مستطير ما ضحكوا إلا قليلاً. والرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يقل الضحك يميت القلب. ولكن قال: " كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ ". فلابد للإنسان من أن يروح عن نفسه ولكن من غير إسراف ولا تكلف، وفي مواطن دون مواطن، وفي وقت دون وقت، وفي حال دون حال.
وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: إذا ضحك العالم ضحكة مجَّ من العلم مجة. انتهى. وللمزيد من التفصيل في هذا الموضوع، تراجع الفتوى رقم: 20423. وعليه، فعليك بمجاهدة النفس للتخلي عن هذا الأمر حسب استطاعتك، وما كان منه خارجا عن إرادتك، فأنت مغلوب ولا إثم عليك إن شاء الله تعالى. قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن: 16]. وقال تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة: 286]. ومما يعين على تركه ما يلي:
1- التأمل في ثماره ونتائجه السيئة، فأي ضرر أشد على الإنسان من موت قلبه الذي هو المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله. 2- البعد عن كل ما يكون سببا في إثارته كمجالسة البطالين الذين لا هم لهم إلا إضاعة الأوقات في الهذر والهزل. والله أعلم. المصدر
اسلام ويب
«------•}I|[ الـــــتــــــوقـــــــيـــــع]|I{•------»
♥: ¨`:•♥ اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ♥•: ¨`:•. ♥
♥: ¨`:•♥ لا اله الا الله محمد رسول الله ♥•: ¨`:•. ♥
♥: ¨`:•♥ لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ♥•: ¨`:•. ♥
- من يأخذُ عنِّي هؤلاءِ الكلماتِ فيعملُ بِهنَّ أو يعلِّمُ من يعملُ بِهنَّ قلتُ أنا يا رسولَ اللَّهِ فأخذَ بيدي فعدَّ خمسًا فقالَ اتَّقِ المحارمَ تَكن أعبدَ النَّاسِ وارضَ بما قسمَ اللَّهُ لَك تَكن أغنى النَّاسِ وأحسِن إلى جارِك تَكن مؤمنًا وأحبَّ للنَّاسِ ما تحبُّ لنفسِك تَكن مسلِمًا ولا تُكثرِ الضَّحِك فإنَّ كثرةَ الضَّحِك تُميتُ القلبَ
الراوي:
أبو هريرة
| المحدث:
ابن حجر العسقلاني
| المصدر:
تخريج مشكاة المصابيح
| الصفحة أو الرقم:
5/8
| خلاصة حكم المحدث:
[حسن كما قال في المقدمة]
| التخريج:
أخرجه الترمذي (2305) واللفظ له، وابن ماجه (4217) مختصراً، وأحمد (8095) باختلاف يسير. يا أبا هريرةَ!