كلمة (لا حول ولا قوة إلا بالله) لها تأثير في دفع داء الهم والغم والحزن، بسبب ما فيها من كمال التفويض والتبرئ من الحول والقوة إلا به، وتسليم الأمر كله له وعدم منازعته في شئ منه "
ولا شك أن معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) أوسع وأعم مما ذُكر، فلفظ الحول يتناول كل تحول من حال إلى حال، والقوة هي القدرة على ذلك التحول، فدلت هذه الكلمة العظيمة على أنه ليس للعالم العلوي والسفلي حركة وتحول من حال إلى حال ولا قدرة على ذلك إلا بالله. ومن الناس من يفسر ذلك بمعنى خاص فيقول لا حول من معصيته إلا بعصمته ولا قوة على طاعته إلا بمعونته. والذي يدل عليه اللفظ، أن الحول لا يختص بالحول عن المعصية وكذلك القوة لا تختص بالقوة على الطاعة، بل لفظ الحول يعم كل تحول.. فضل لا حول ولا قوة الا بالله في تفريج الهم صل علی. وكذلك لفظ القوة، قال تعالى: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً" (الروم: 54). ولفظ القوة لا يراد به ما كان في القدرة أكمل من غيره فهو قدرة أرجع من غيرها أو القدرة التامة ولفظ القوة قد يعم القوة التي في الجمادات بخلاف لفظ القدرة، فلهذا كان المنفي بلفظ القوة أشمل وأكمل فإذا لم تكن قوة إلا به لم تكن قدرة إلا به بطريق الأولى وهذا باب واسع.
فضل لا حول ولا قوة الا بالله في تفريج الهم منفرج
ويعد قوة لاحول ولاقوة الا بالله من أعظم أبواب الفرج لأنها كنز من كنوز الجنة، فعن أبي موسى الأشعري أن النبي صلّ الله عليه وسلم قال له " قل لا حول ولا قوة الا بالله، فأنها كنز من كنوز الجنة"، وأمر الله سبحانه وتعالى بقول لا حول ولا قوة إلا بالله وحث على الإكثار بها وملازمتها للعبد دائما ذلك لأنها تكشف سبعين بابا من البلاء والضر. فوائد قول لاحول ولاقوة الا بالله
تعد كلمة لاحول ولاقوة الا بالله عبارة قليلة في الكلمات لكنها لها العديد من الفوائد التي تريح النفس وتجلب الحق ، وتحقق الأمنيات لأصحابها، وأوصى الأنبياء والرسل والصحابى بالإكثار منها لأنها مفتاح لكل خير، ووصفت لاحول ولاقوة الا بالله بأنها كنز من كنوز الجنة وباب من أبوابها، وتعرف لا حول ولا قوة إلا بالله بالحوقلة، ويمكن قولها في كافة الأوقات ولابد من ملازمتها للبشر نظرا لفوائدها التي لا تعد ولا تحصى. وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فقال لأبي هريرة أكثر من قولها، ذلك لأن قولها يسبب العديد من الفوائد، والتي من بينها:
دواء وشفاء لتسعة وتسعين داء، حيث قال صلى الله عليه وسلم " من قال لاحول ولاقوة الا بالله كان دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم".
فضل لا حول ولا قوة الا بالله في تفريج الهم والحزن
كما أنه ليس لعبد في نيل مطلوب والحصول على مرغوب أو دفع مرهوب إلا إن أعانه الله سبحانه وأمده بقوة منه، فالعبد، بقوله لهذه الكلمة يتبرأ من حوله وقوته، ويعتقد أن الحول والقوة بالله وحده فهو سبحانه مالك الملك وخالق، بيده أمور الخلق يتصرف بهم كيف يشاء ويصرّفهم حيث يشاء ويقلّب أحوالهم من حال إلى حال على حسب مشيئته وحكمته وإرادته لا مانع لما قضى ولا لما أعطى، ولا معطي لما منع بيده الملك وهو على كل شئ قدير. إنَّ كلمة (لا حول ولا قوة إلا بالله) لها تأثير في دفع داء الهم والغم والحزن، بسبب ما فيها من كمال التفويض والتبرئ من الحول والقوة إلا به، وتسليم الأمر كله له وعدم منازعته في شئ منه، وعموم ذلك لكل تحول من حال إلى حال في العالم العلوي والسفلي والقوة على ذلك التحول، وأن ذلك كله بالله وحده فلا يقوم لهذه الكلمة شيء، فلا حول من معصيته إلا بعصمته ولا قوة على طاعته إلا بمعونته. —————————————————————————————————————————-
مراجع البحث:
د. فضل قول لاحول ولا قوة الا بالله. علي محمد محمد الصّلابيّ، الإيمان بالقدر، دار ابن كثير، بيروت، ص (85: 87). ابن تيمية، مجموع الفتاوى، وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية – مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المملكة العربية السعودية، 1425هـ – 2004م، (5/ 575).
فضل لا حول ولا قوة الا بالله في تفريج الهم والونه
قال: لما فيها من كمال التفويض والتبري من الحول والقوة إلاّ به ، وتسليم الأمر كلّه له ، وعدم منازعته في شيء منه ، وعموم ذلك لكل تحول من حال إلى حال في العالم العلوي والسفلي والقوة على ذلك التحول ، وأنّ ذلك بالله وحده ، فلا يقوم لهذه الكلمة شيء)). قال: ((ولها تأثير عجيب في طرد الشيطان)). فضل لا حول ولا قوة الا بالله في تفريج الهم والونه. وقال شيخ الإسلام رحمه الله: (( هذه الكلمة بها تحمل الأثقال، وتكابد الأهوال، وينال رفيع الأحوال)). وقال: ((هذه الكلمة كلمة استعانة، لا كلمة اسْترجاع، وكثير من النّاس يقولها عند المصائب بمنزلة الاسترجاع، ويقولها جزعاً لا صبراً)). وفي الختام: فإنّ لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من تحت العرش من كنوز الجنّة حقيقة، أنزلها الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم، وعلمه إياها، ومنّ عليه وعلى أمّته بها، وقد حث صلى الله عليه وسلم على الإكثار من قولها لتحصيل ثوابها المدّخر في الجنّة، وهو ثواب نفيس، وهكذا الكنز يكون نفيساً م ن ق و ل تحياااتي
قال: سُبحانَ اللهِ، والحَمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبَرُ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ. قال: فذهَبَ، أو قامَ، أو نَحوَ ذا، قال: هذا للهِ عزَّ وجلَّ، فما لي؟ قال: قُلْ: اللَّهمَّ اغْفِرْ لي، وارحَمْني، وعافِني، واهدِني وارزُقني ". [3]
من فضائل لا حول ولا قوة إلا بالله أنّها حرز للمؤمن من الشيطان، فقد جاء في حديث أنس بن مالك أن رسول الله قال: " إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ: فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّهِ، فَيُقَالُ لَهُ: حَسْبُكَ، قَدْ كُفِيتَ وَهُدِيتَ وَوُقِيتَ، فَيَلْقَى الشَّيْطَانُ شَيْطَانًا آخَرَ فَيَقُولُ لَهُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ كُفِيَ وَهُدِيَ وَوُقِيَ ".