بقلم |
عمر نبيل |
الاثنين 28 يونيو 2021 - 02:04 م
الشكوى لغير الله مذلة.. هناك من يعترض على هذه الجملة ثم تراه يعترض على الشكوى للمخلوقين أو حتى الفضفضة معهم من باب التنفيس.. فكيف ذلك؟.. الشكوى لغير الله مذله. بداية بالتأكيد الشكوى لغير الله مذلة إذا كانت تحمل في طياتها يقينًا في أن عبدًا من عباد الله قادر على أن يمنحك ما لا يمنحك إياه الله، فهذا بالتأكيد كفر بالله والعياذ بالله. لكن الشكوى للعباد ليست مذلة لو كانت تحمل في معناها سببًا من الأسباب التي يمنحها الله للعبد للخروج من ضيق أو مسألة ما، فالله سبحانه يرحم عباده عن طريق أسبابه وهي كونه سبحانه.. ولذلك قال جل وعلا مخاطبًا عبده من أجل عبده: «جعت فلم تطعمني وعطشت فلم تسقني ومرضت فلم تزرني»، فقال العبد للرب: (وكيف تجوع وتعطش وتمرض وأنت رب العالمين)، فقال له الله تعالى: «جاع عبدي فلان ولو أطعمته لوجدتني عنده وعطش عبدي فلان ولو سقيته لوجدتني عنده، ومرض عبدي فلان ولو زرته لوجدتني عنده ». حقيقة علاقتنا في الكون المقصود أن علاقتنا مع الكون هي في الحقيقة علاقة مع الله لكنها بصورة الكون، وكذلك عندما يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: (من لم يشكر الناس لم يشكر الله)، يشير به إلى أن العلاقة مع الخلق علاقة مع الخالق.
- الشكاية لغير الله مذلة! – القديح 24
- الكلمة الطيبة أقوال وحكم: الشكوى لغيـــــــــر الله مذلة
- الشكوى لغير الله مذله
الشكاية لغير الله مذلة! – القديح 24
انتهى كلامه. وقال عبد الله إن أخت بشر بن الحارث قلت للإمام أحمد: يا أبا عبد الله أنين المريض شكوى قال: أرجو أنه لا يكون شكوى ولكنه اشتكى إلى الله، وذكر غير واحد في كراهة الأنين في المرض روايتين، ورويت الكراهة عن طاوس. اهـ. وأما مقولة (الشكوى لغير الله مذلة) فهي صحيحة إذا كانت الشكوى من النوع المكروه أو المحرم، قال الغزالي: فالأحرى بالعبد إن لم يحسن الصبر على البلاء والقضاء وأفضى به الضعف إلى الشكوى أن تكون شكواه إلى الله تعالى فهو المبتلي والقادر على إزالة البلاء وذل العبد لمولاه عز والشكوى إلى غيره ذل وإظهار الذل للعبد مع كونه عبدا مثله ذل قبيح. الكلمة الطيبة أقوال وحكم: الشكوى لغيـــــــــر الله مذلة. من الإحياء. وقال ابن الجوزي: وَقَدْ كَانَ السَّلَفُ يَكْرَهُونَ الشَّكْوَى إِلَى الْخَلْقِ، وَالشَّكْوَى وَإِنْ كَانَ فِيهَا رَاحَةٌ إِلا أَنَّهَا تَدُلُّ عَلَى ضَعْفٍ وَذُلٍّ وَالصَّبْرُ عَنْهَا دَلِيلٌ عَلَى قُوَّةٍ وَعِزٍّ. من الثبات عند الممات. والله أعلم.
ديسمبر 12, 2020
مقالات
هلال الوحيد
مع اقتناعنا في سريرتنا أن شكوانا للناس هي رسالة استنجاد من ضعيفٍ لضعفاءَ من مثله وسِنخه – أو أقل – إلا أننا لطالما جاشت واضطربت نفوسنا فأرسلنا همومنا وشكوانا لهم! فكم هي ثمينة نصيحة الشاعر إيليا أبو ماضي أن نقل من الشكوى، ونلبس لباسَ الحمد الكوني الذي أسبغه الله على الكائنات لنجد فيه متنفساً، حين يفقد البكاء والعويل قيمته ومعناه:
أَيُّهَذا الشاكي وَما بِكَ داءٌ
كَيفَ تَغدو إِذا غَدَوتَ عَليلاَ
إِنَّ شَرَّ الجُناةِ في الأَرضِ نَفسٌ
تَتَوَقّى قَبلَ الرَحيلِ الرَحيلاَ
لا تشتكي لغير الله طويلا، فقد قيل منذ القدم الشكوى لغير الله مذلة. والدراسات الاجتماعية تقرر أن الإنسانَ كلَّما أكثر من الشكوى لغيره، في كل مرة يشتكي ينقص التعاطف معه. الشكاية لغير الله مذلة! – القديح 24. في المرة الاولى يكون زخم التعاطف كبيرا ويختفي بعدها رويدًا رويدا، فلا من راحم أو مجيب. وكلنا سمعنا بقصة الطفل الكذاب الذي كان يرعى الغنم ويزعم أن ذئبًا يهاجم ماشيته، فهبَّ أهل القرية لنجدته مرات، لكنهم ما لبثوا أن تركوه حقا لقدره حين جاء الذئبُ وافتَرس الماشية. هذا على عكس تعاطف الله مع البشر الذي يطلب منهم أن يسألوه، محتاجين أو أغنياء، أصحاء أم مرضى، بل يصر عليهم أن يكرروا الطلب ويلحون في المسألة، فإنه لن يمل من العطايا، وكلما كثر السؤال أسرع في الإجابة!
الكلمة الطيبة أقوال وحكم: الشكوى لغيـــــــــر الله مذلة
فعلى خلاف سيرة الله في خلقه ووصاياه لهم، فإن دراسات اجتماعية تظهر أن التراحم والتعاطف بين الناس آخذ في الاضمحلال – على الأقل في دول الغرب – حيث الناس منشغلة بهمومها عن هموم الآخرين. أنا مريض، أنا محتاج، أنا مهموم؛ سوف يسمعها الناس مرةً واثنتين ثم هي لا تعنيهم؛ لهذا لم يقل النبي يعقوب (ْع): إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى "النَّاس"، بل قال: {إِنَّمَآ أَشْكُواْ بَثِّى وَحُزْنِىٓ إِلَى ٱللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}، ولم يناد النبي أيوب (ع) الناسَ، بل نادى ربه {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}. وَإِذا ما أَظَلَّ رَأسَكَ هَمٌّ
قَصِّرِ البَحثَ فيهِ كَيلا يَطولاَ
أَدرَكَت كُنهَها طُيورُ الرَوابي
فَمِنَ العارِ أَن تَظَلَّ جَهولاَ
أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ( (النحل: 71)، لاستراح، وقد تبيّن له قدرة الله وتدبيره، وقهره لعباده، إذ فضل بعضنا على بعض في الرزق، وكذلك في أمور أخرى، تفضيلاً عجيباً: هذا غني، وهذا فقير، وقد يفتقر الذكي القوي ويستغني البليد الضعيف! هذا الاستدلال يغني عن الوقوف على أبواب الخلق.. كذلك لو تأملنا في «حُسن الخُلق»، وما يدره على المسلم من خير عاجل في الدنيا، وخير آجل في الآخرة، لما وجدنا لكثير من الشكاوى منفذاً، خاصة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما سُئل عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة قال: «تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ» (الترمذي)، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «َأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا» (الترمذي). ولكن، يبقى الإنسان، وهو يسير وراء سُنن الله في الكون والخلق، ضعيفاً عجولاً، فاستحدث سُبلاً لتنفيس شكاويه: فالشعراء يشتكون للبحر والسماء والنجوم، والمريض يشكو حاله لمن حوله، ومنهم من يشتكي في أحلامه، أو من خلال كتابة مذكراته، وآخرون يعتقدون أن في الانتحار الحل المأمول! إلا أنه من اللافت للنظر انتشار الشكاوى، وبشكل واسع، على مواقع الإنترنت، لما تضمنه من حرية لا توجد في غيرها.. أقترح هنا استحداث «وزارة الشكاوى» للملمت كل هذه السُبل والتقنيات تحت سقف واحد!
الشكوى لغير الله مذله
والجُبْنُ مَنْقَصَة ٌوَالْفَقْرُ يُخْرِسُ الفَطِنَ عَنْ حُجَّتِهِ
وَالْمُقِلُّ غَريبٌ في بَلْدَتِهِ. وَالْعَجْزُ آفَة ٌ. وَالصَّبْرُ شَجاعَة ٌ
وَالزُّهْدُ ثَرْوَة ٌ. وَالْوَرَعُ جُنَّة ٌ إذا أَقْبَلَتِ الدُّنْيا عَلى أَحَدٍ أعارَتْهُ مَحاسِنَ غَيْرِه ِ
وَإذا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحاسِنَ نَفْسِه ِ مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ أفْضَلُ الزُّهْدِ إخْفاءُ الزُّهْدِ فاعِلُ الخَيْر ِخَيْرٌ مِنْهُ, وَفاعِلُ الشَّرِّ شَرٌّ مِنْه ُ
الأكثر شهرة على موقع نظراتي هي الأسئلة المميزة التي تبحث عنها مع إجابات للمصداقية ، عنوان لنا ، كل الأسئلة من أيدي خبراء بمصداقية عالية. السحالي
الألغاز مضحك
أسئلة صعبة
أسئلة صريحة
أسئلة الاختبار
أسئلة دينية
الفوازير وحلها
أسئلة الذكاء
أسئلة تاريخية
اسئلة عامة
أسئلة كرسي الاعتراف
الألغاز الصعبة
ستتحدث المصادر عن آلاف السبايا البربريات و رسائل الخليفة إلى قواده يحدد أوصاف تلك السبايا التي ينتظر وصولهن إليه وفي ذلك ـ في نظرنا ـ كثير افتراء و سيرفضها البعض ، إذ لا تليق بمسلم و لا بخليفة للمسلمين..
فقد كان موسى بن نصير عارفا بالله و بأحكام الدين كما تؤكد بعض المصادر أحيانا ، فقد قال صاحب البيان المغرب: « و أمر العرب أن يعلموا البربر القرآن و أن يفقهوهم في الدين ، ثم مضى موسى قافلا إلى إفريقية.. ». أو قوله: «.. و جعل عليهم مولاه طارقا ، ودخل بهم إلى جزيرة الأندلس ، وترك موسى سبعة عشر رجلا من العرب يعلمونهم القرآن و شرائع الإسلام «. كل هذا فعله الرجل ، من أجل إدخال الدين الإسلامي إلى المغرب و تمكينه في النفوس ، وبهذا يكون موسى ذلك الفاتح المحنك الذي يعرف جيدا ما يفعله. ولكننا سرعان ما نصطدم بأحداث أخرى تؤكد ، إما أنه كانت له أهداف شخصية ، و إما كانت للخليفة نوايا غير صافية أو أصيب بجنون العظمة (ميغالومان كما يقول الفرنسيون). و إذا نحن قرأنا ما كُتب عن ابن نصير و جدناه ذكيا مراوغا كذوبا ،بل مألوف كذبه كما تصفه بعض المصادر التي أوردت كتاب الخليفة له بعد أن راسله موسى عند فتح سقوما و ما أفاء الله عليه من غنائم و عدّد له السبي بالآلاف.. يقول كتاب الخليفة:
«.. ويحك إني أظنها من بعض كذباتك.. أسئلة عامة دينية. فإن كنت صادقا ، فهذا محشر الأمة.. »
ستنتهي (رحلة موسى الفاتح للأندلس) في المغرب نهاية مؤلمة كما تحكي المصادر عندما عاد إلى المشرق.
منذ البداية وجب أن نعترف أ ن كتابنا هذا ليس كتاب تاريخ محض، إنما هو محاولة يمكن إدراجها ضمن مجال الدراسات الثقافية التي حاول الأنجلوساكسون تطويرها – منذ ظهورها بعيد منتصف القرن الماضي – وذلك بدراسة مختلف الظواهر الثقافية اعتمادا على مناهج علوم مختلفة ومتعددة، كالتاريخ والأنثربلوجيا وعلم الاجتماع وعلم الأديان والآداب. إنه محاولة للجواب على أسئلة مؤرقة. لعل أهمها: لماذا تفتخر كل الشعوب بتاريخها وتنقب عما يمكن أن تجده عبر الحفريات الأركيولوجية ومختلف اللقيات حفظا لهويتها؟ إلا هذا البلد الأمين الذي يحاول في ثقافته الرسمية أن يحصر تاريخه بل والأحرى أن يوقفه في حدود القرن الثاني الهجري. هل تَرى تلك الثقافة أن التحقيب هنا لا يهتم إلا بما يسمى الدولة الحديثة؟ الأوْلى، إذن، الحديث عن الدولة المغربية وليس الموريتانية Moros أو Mores أو المراكشية Moroeccos منذ سميت كذلك، أو حين حاول الفرنسيون تأسيس مفهوم جديد للدولة الحديثة ومنح المملكة الشريفة اسم Royaume du Maroc للحديث عن المملكة المغربية وسموها على طريقتهم و بصياغتهم؟ وقالوا اختصارا Maroc، أو حين تم وضع أول دستور مغربي (محض) بعيد الاستقلال. المشكل، من هذا المنظور، هو مشكل هوية ثقافية تتعلق بمواطن مغربي يرى أن ماضيه لا يتجاوز تأسيس الأدارسة لإمارتهم، أي قدوم المولى إدريس الأول رفقة خادمه إلى المغرب الأقصى ونزولهما ضيفين على قبيلة أوربة (إن كان النطق صحيحا) ونتعرف من خلال التاريخ الرسمي على اسم زعيمها وابنته كنزة.