( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما). قوله تعالى: ( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما). الشيخ محمد بن صالح العثيمين-تفسير القرآن الكريم-07a-6. اعلم أنه تعالى لما ذكر شرائط التوبة المقبولة أردفها بشرح التوبة التي لا تكون مقبولة ، وفي الآية مسائل:
المسألة الأولى: الآية دالة على أن من حضره الموت وشاهد أهواله فإن توبته غير مقبولة ، وهذه المسألة مشتملة على بحثين:
البحث الأول: الذي يدل على أن توبة من وصفنا حاله غير مقبولة وجوه:
الأول: هذه الآية وهي صريحة في المطلوب. الثاني: قوله تعالى: ( فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا) [ غافر: 85]. الثالث: قال في صفة فرعون: ( إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين آلآن) [ ص: 7] ( وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين) [ يونس: 90 ، 91] فلم يقبل الله توبته عند مشاهدة العذاب ، ولو أنه أتى بذلك الإيمان قبل تلك الساعة بلحظة لكان مقبولا. الرابع: قوله تعالى: ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها) [ المؤمنون: 99 ، 100].
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة النساء - القول في تأويل قوله تعالى " وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن "- الجزء رقم8
أما الوجه الثاني مما عولوا عليه: فهو أنه أخبر أنه لا توبة عند المعاينة ، وإذا كان لا توبة حصل هناك تجويز العقاب وتجويز المغفرة ، وهذا لا يخلو عن نوع تخويف وهو كقوله: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) [ النساء: 48] على أن هذا تمسك بدليل الخطاب ، والمعتزلة لا يقولون به ، والله أعلم. المسألة الخامسة: أنه تعالى عطف على الذين يتوبون عند مشاهدة الموت ، الكفار ، والمعطوف مغاير للمعطوف عليه ، فهذا يقتضي أن الفاسق من أهل الصلاة ليس بكافر ، ويبطل به قول الخوارج: إن الفاسق كافر ، ولا يمكن أن يقال: المراد منه المنافق لأن الصحيح أن المنافق كافر ، قال تعالى: ( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) [ المنافقون: 1] ، والله أعلم. المسألة السادسة: أعتدنا: أي أعددنا وهيأنا ، ونظيره قوله تعالى في صفة نار جهنم: ( أعدت للكافرين) [ البقرة: 24] احتج أصحابنا بهذه الآية على أن النار مخلوقة ؛ لأن العذاب الأليم ليس إلا نار جهنم وبرده ، وقوله: ( أعتدنا) إخبار عن الماضي ، فهذا يدل على كون النار مخلوقة من هذا الوجه ، والله أعلم.
تفسير: (ليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ...)
جملة: (إنّما التوبة) على اللّه لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (يعملون السوء.. ) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (يتوبون.. ) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: (أولئك يتوب اللّه.. ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: (يتوب اللّه.. ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك). وجملة: (كان اللّه عليما.. الصرف: (جهالة)، مصدر سماعيّ لفعل جهل يجهل باب فرح وزنه فعالة بفتح الفاء، وثمّة مصدر آخر هو جهل بفتح فسكون. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة النساء - القول في تأويل قوله تعالى " وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن "- الجزء رقم8. الفوائد: (أولاء) اسم إشارة للجمع المذكّر والمؤنث للعقلاء وغيرهم. يسبق اسم الإشارة بهاء هي حرف التنبيه. هؤلاء الطلاب مجتهدون. ها حرف تنبيه. أولاء اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ، الطلاب بدل مرفوع. ومجتهدون خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. وقد تلحقه كاف الخطاب فيقال: أولئك.. إعراب الآية رقم (18): {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (18)}.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين-تفسير القرآن الكريم-07A-6
(59) انظر تفسير "أليم" ، فيما سلف من فهارس اللغة.
ايات القران التي تتكلم عن: التوبه
جملة: (ليست التوبة للذين.. ) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما التوبة. وجملة: (يعملون السيّئات) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (حضر أحدهم الموت) في محلّ جرّ بإضافة (إذا) إليها. وجملة: (قال.. ) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: (إنّي تبت... ) في محلّ نصب مقول القول. وجملة (تبت الآن) في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: (يموتون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: (هم كفّار) في محلّ نصب حال. وجملة: (أولئك اعتدنا... وجملة: (أعتدنا... ) في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك. الصرف: (اعتدنا)، فيه إبدال، أصله أعددنا فأبدلت الدال الأولى تاء لأنهما من مخرج واحد، وكثيرا ما يبدلان من بعضهما، وزنه أفعلنا.. إعراب الآية رقم (19): {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً (19)}. الإعراب: (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و(ها) حرف تنبيه (الذين) اسم موصول في محلّ نصب بدل من أيّ- أو نعت له- (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ... والواو فاعل (لا) نافية (يحلّ) مضارع مرفوع اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يحلّ)، (أن) حرف مصدريّ ونصب (ترثوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (النساء) مفعول به منصوب (كرها) مصدر في موضع الحال أي مكرهينهنّ على ذلك.
والمصدر المؤوّل (أن تكرهوا.. ) في محلّ رفع فاعل عسى التام. الواو واو المعيّة (يجعل) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد واو المعيّة (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (في) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يجعل)، (خيرا) مفعول به منصوب (كثيرا) نعت منصوب. والمصدر المؤوّل (أن يجعل... ) معطوف على مصدر مسبوك من الكلام المتقدّم أي: قد يكون رجاء كره منكم وجعل خير من اللّه. جملة النداء: (يأيّها الذين... وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (لا يحلّ) لكم لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: (ترثوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن). وجملة: (لا تعضلوهنّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يحلّ. وجملة: (تذهبوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن). وجملة: (آتيتموهنّ) لا محلّ لها صلة الموصول (ما). وجملة: (يأتين... ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن). وجملة: (عاشروهنّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يحلّ. وجملة: (إن كرهتموهنّ) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (عسى أن تكرهوا... ) لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي: إن كرهتموهنّ فاصبروا لأنه عسى أن تكرهوا... وجملة: (تكرهوا... ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الرابع.
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب ، ما ذكره الثوري أنه بلغه أنه في الإسلام. وذلك أن المنافقين كفار ، فلو كان معنيا به أهل النفاق لم يكن لقوله: ولا الذين يموتون وهم كفار معنى مفهوم ، إذ كانوا والذين قبلهم في معنى واحد: من أن جميعهم كفار. ولا وجه لتفريق أحكامهم ، والمعنى [ ص: 102] الذي من أجله بطل أن تكون لهم توبة - واحد. وفي تفرقة الله - جل ثناؤه - بين أسمائهم وصفاتهم ، بأن سمى أحد الصنفين كافرا ، ووصف الصنف الآخر بأنهم أهل سيئات ، ولم يسمهم كفارا - ما دل على افتراق معانيهم. وفي صحة كون ذلك كذلك صحة ما قلنا وفساد ما خالفه.
فهنا عبدالرحمن يسأل أبا بكرة يقول: "سمعتُك تدعو كلَّ غداةٍ"، والغداة هي أول اليوم بما يكون بين طلوع الفجر إلى طلوع الشَّمس، "تدعو كلَّ غداةٍ: اللهم عافني في بدني"، "عافني في بدني" أي: مُعافاةً تامَّةً من الأسقام والعِلل والأمراض، وذلك من أجل أن يقوم الإنسانُ بطاعة الله والتَّقرب إليه، والعافية علَّمنا النبيُّ ﷺ أن نسألها، ولا يُشرع للإنسان أن يدعو على نفسه بالمرض، أو البلاء، أو نحو ذلك، وإنما يسأل ربَّه العافية: (اللهم عافني في بدني). ثم خصَّ بعد ذلك السَّمع والبصر: (اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري)، فهذا خاصٌّ بعد العامِّ، وذكر بعض أفراد العامّ بعده يدلّ على أهمية هذا المذكور، هذا الذي خُصَّ بالذكر. فهاتان الحاسّتان هما أعظم الحواسِّ أثرًا، وهما بابان إلى القلب، من طريقهما يتلقّى العلوم والمعارف، وما إلى ذلك مما يحصل به صلاح القلب أو فساده، فهو يرى بالبصر الآيات المشهودة، ويسمع الآيات المتلوّة، إلى غير ذلك، فهي من أعظم المنافع، وهذا أمرٌ معلومٌ؛ ولذلك يرد ذكر هاتين الحاسّتين كثيرًا في الكتاب والسُّنة: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً [الإسراء:36].
دعاء اللهم احفظنا من الامراض والاسقام مكتوب - موقع محتويات
ورأى بعضهم في يد محمد بن واسع قرحة فتوجع فقال له: "هذه من نعم اللّه حيث لم يجعلها في حدقتي". والله تعالى يجيب من دعاه ويكشف السوء عمن ناداه.. يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر: "وعلى الحقيقة ما الصبر إلا على الأقدار، وقل أن تجري الأقدار إلا على خلاف مراد النفس. فالعاقل من دارى نفسه في الصبر بوعد الأجر، وتسهيل الأمر، ليذهب زمان البلاء سالما من شكوى، ثم يستغيث بالله تعالى سائلا العافية. فأما المتجلد فما عرف الله قط ، نعوذ بالله من الجهل به ، ونسأله عرفانه، إنه كريم مجيب". من أذكار الصباح: اللهم عافني في بدني وفي سمعي وبصره | مصراوى. وقد كان سفيان الثوري رضي الله عنه يقول: "نحن لا نخاف البلاء وإنما نخاف مما يبدو منا حال البلاء من السخط والضجر ثم يقول: والله ما أدري ماذا يقع مني لو ابتليت؟ فلعلي أكفر ولا أشعر". ومن ذلك قول سحنون: " فليس لي في سواك حظ ، فكيفما شئت فاختبرني"!.. فابتلي بحصر البول، فصار يطوف ويقول لأطفال الكتاب: "ادعوا لعمكم الكذاب". والنعمة إنما تدوم لمن يعرف قدرها، وإنما يعرف قدرها الشاكر. وفي الأثر: إذا مرض العبد ثم عُوفي فلم يزدد خيرا، قالت الملائكة عليهم السلام: هذا الذي داويناه فلم ينفعه الدواء! 0
-1
1, 676
من أذكار الصباح: اللهم عافني في بدني وفي سمعي وبصره | مصراوى
وفيه: حثٌّ لِمَن به غمٌّ وهَمٌّ أن يَلجَأَ إلى اللهِ تَعالى بالدُّعاءِ، وبيانُ ما يَقولُه.
(اللَّهمَّ عافِني في بدَني اللَّهمَّ عافِني في سمعي اللَّهمَّ عافِني في بصري لا إلهَ إلَّا أنت، اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الكُفْرِ والفقرِ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من عذابِ القبرِ لا إلهَ إلَّا أنت).. "ثَلاثَ مرَّاتٍ". اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحمَّد، فقد جاء في الحديث: (مَن صلى عَلَيَّ حين يُصْبِحُ عَشْرًا، وحين يُمْسِي عَشْرًا أَدْرَكَتْه شفاعتي يومَ القيامةِ). (أستغفرُ اللهَ العظيمَ الذي لا إلهَ إلَّا هو الحيَّ القيومَ وأتوبُ إليه). (لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ). قراءة سورة الإخلاص والمعوّذتين ثلاث مرات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، والْمُعَوِّذتَيْنِ حَينَ تُمسي وحين تُصبِحُ، ثلاثَ مراتٍ، يكفيكَ مِنْ كلِّ شئٍ)
موضوعات متعلقة..
- "يا لطيف.. خُذْ بِيَدِ عَبدِكَ الضعيف".. اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي. مناجاة خاشعة لمستشار المفتي
- دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل سريرتنا خيرًا من علانيتنا
- وقت يستحب فيه الدعاء.. إليك دعاء النبي عند المطر والرعد وشدة الرياح
محتوي مدفوع
إعلان