علم البيان
يبحث علم البيان في عنصَري العاطفة والصور الخيالية معاً، وسمي بـ علم البيان لأنه يساعد على زيادة تبيين المعني وتوضيحه وزيادة التعبير عن العاطفة والوجدان، باستخدام التشبيهات والاستعارات وأنواع المجازات، هو أيضًا العلم الذي يبحث في وجوب مطابقة الكلام لمقتضى حال المخاطب وأحوال السامعين، ويبحث في المعاني المستفادة من تأليف الكلام ونظمه وسياقه. علم البديع
يختص علم البديع بالصياغة وجماليات الأسلوب، إذ يعمل على حسن تنسيق الكلام حتى يجيء بديعاً، عبر جملا وكلمات حسن تنظيمها، مستعينًا بما يسمى بالمحسنات البديعة، سواء اللفظي منها أو المعنوي. لقد تأكدت قيمة تقسيم علوم البلاغة باعتبارها علوم جمالية يستفيد منها الأديب قبل إنشاء النص، ما يمكننا أن نعتبرها علم تعليمي، نعرف من خلاله كيف نعبر عن المعاني التي تجول بأذهاننا، وكيف ننسق أسلوبنا وصياغته، حتى نبين المعنى والعاطفة المقصودة.
ص42 - كتاب الإيضاح في علوم البلاغة - مقدمة - المكتبة الشاملة
ونستكمل علوم البلاغة في علمها الثاني، وهو علم البيان، حيث القصد فيه أن بيّن المعنى الواحد بأساليب متعددة وطرق مختلفة، فتقول إن طلاب العلم كالنجوم، وأساتذتهم الأقمار، والعلم نفسه هو الشمس، مصدر الضياء، والله هو النور الذي يمدنا بهذا جميعًا. ففي علم البيان التشبيه، بأنواعه بين تشبيهٍ مرسل ومؤكد ومفصل ومجمل وتمثيلي وضمنيّ، وفيه كذلك المجاز، العقليّ واللغويّ، والاستعارة، المكنية والتصريحية، وفيه الكناية، عن صفة وعن موصوف وعن نسبة، وما في ذلك المجمل كله من تفصيلات، بليغة، وجميلة. والعلم الثالث من علوم البلاغة هو علم البديع. فإن كان علم المعاني يهتم بالنص في مجمله، وبمعانيه كلها، وبأساليب الكتابة بين الإنشاء والخبر وغيرهما داخل ما يُكتب، وعلم البيان يهتم بإيصال المعنى الواحد بطرق متعددة، ويتفنن في التعبير عن الفكرة نفسها بألف طريقة، فإن علم البديع هو صاحب اللمسة النهائية التي توفق العلوم الثلاثة معًا، إذ يتولى تنسيق الجمل، وترتيب العبارات، وحتى ترتيب الحروف داخل الكلمات، ويضع المحسنات البديعية عليه، بين معنوية ولفظية، فيكون البناء كله متماسكًا، متناسقًا، سهلًا في الوصول إلى أي تفصيلة منه دون مجهود.
تعريف علم البيان والبديع والمعاني وأمثلة عليهم
[٥] لمعرفة المزيد من التفاصيل عن علم البلاغة يرجى قراءة المقال الآتي: ما_هو_علم_البلاغة. فيديو الأساليب البلاغية في اللغة العربية
شاهد الفيديو لتعرف الأساليب البلاغية في اللغة العربية:
المراجع
^ أ ب الدكتور علي زايد (1982)، البلاغة العربية: تاريخها. مصادرها. مناهجها ، القاهرة - مصر: مكتبة الشباب ، صفحة 9- 11. بتصرّف. ^ أ ب ت ث الشيخ محمد علي المالك ، الحواشي النّقيّة على كتاب البلاغة لنخبة الأفاضل الأزهرية ، بيروت - لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 16-19. بتصرّف. ↑ آمة الله جوادي (2011)، في الفكر الديني الحديث: محمد عابد الجابري أنموذجاً (الطبعة الأولى)، تونس: الدار التونسية للكتاب، صفحة 33-34. بتصرّف. ↑ "تعريف ومعنى بلاغة في معجم المعاني الجامع" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 10-30-2020. بتصرّف. ↑ الدكتور جلال شوقي (1985)، "نظم علوم البلاغة" ، حولية كلية الإنسانيات والعلوم الإجتماعية ، العدد الثامن ، صفحة 114-115. بتصرّف.
علوم البلاغة ( البديع والبيان والمعاني )
البلاغة. فهو لا يجري على طريقة عبد القادر والزمخشري والسكاكي، تلك الطريقة التي تقوم على أساس التمييز والفصل بين علوم البلاغة الثلاثة المعروفة، وإنما نراه يتبع طريقة ابن الأثير التي تعد البلاغة وحدة عضوية مترابطة. ثم هو بعد ذلك يخالف ابن الأثير في طريقة البحث والمعالجة، فإذا كان ابن الأثير يعتمد في بحثه على الذوق الأدبي، فإن التنوخي يعتمد على النحو والمنطق. على أن حظ البديع من كتاب التنوخي ضئيل، فهو يتكلم فيه عن الاعتراض، وتأكيد المدح بما يشبه الذم الذي يعده صورة من صور الكناية، كما يتكلم عن الاشتقاق، والتكرار، والتقسيم، والمبالغة، والتضمين، والاستدراج، والسجع، ولزوم ما لا يلزم، والجناس الذي أطال فيه. وكذلك ذكر أنواعا من البديع يمكن أن ترد إلى البيان. مثل التوشيح أو الموشحات. تلك هي فنون البديع التي ساقها التنوخي في كتابه، وهي من ناحية قليلة العدد، ومن ناحية أخرى جاءت مختلفة في الكتاب على حسب مقتضيات البحث، فلا فصل ولا تفريق بين اللفظي والمعنوي منها، كما فعل بعض البلاغيين المتقدمين عليه. ٣ - ابن قيم الجوزية (١): هو شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي المعروف بابن قيّم الجوزية المتوفى سنة ٧٥١ للهجرة.
[٢]
عندما جاء الأمويون زادت الملاحظات البلاغيّة بسبب تطوّر الخطابة وتنوّع أساليبها، كما ساهم انتقال العرب للإقامة في المدن إلى وجود أسواق أدبيّة، كسوق عكاظ في الجاهليّة، وفي العصر العباسي بدأ تدوين علم الدراسات البلاغيّة التي قامت على أسس الملاحظات النقديّة، وكان أوّل من بدأ بالتأليف أبو عبيدة بن المثنى في كتابه "مجاز القرآن"، ثمّ سار على دربه علماء البلاغة الآخرين في تأليف كتب في صور الاستعارة والتشبيه والكناية. أمّا علم المعاني فقد كتب في مسائله مؤلفون عدّة، كان أبرزهم: سيبويه. ، والجاحظ في كتابه "البيان والتبيين"، وأبو هلال العسكري في كتابه "الصناعتيْن"، وعبدالقادر الجرجاني، الذي كان له كتابان، وهما: "دلائل الإعجاز" و"أسرار البلاغة"، أمّا علم البديع فكان أول من كتب فيه عبدالله بن المعتز، ثم قدامة بن جعفر، وابن رشيق في كتابه "العمدة".