أيها الأخ الكريم، نعم أنت تقول: إنك تحب الله عز وجل، وكلُّ واحدٍ منَّا يدعي ذلك، ولا يجرؤ أحد أن يقول: إنه لا يحب الله تعالى حتى الكفار أيضًا، ولكن الأهم من ذلك هل خالقك ومالكك الذي هو ربك يحبك؟ وكيف للعبد أن يعرف أن الله سبحانه وتعالى يحبه؟ وما هي علامات حب الله سبحانه وتعالى للعبد؟ تعالوا معي نقرأ ونتفكَّر؛ لنتعرف على بعض علامات حب الله للعبد: أولًا: توفيق الله سبحانه وتعالى للعبد إلى الإيمان به؛ كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب، فإذا أحب الله عبدًا أعطاه الإيمان» [2]. ثانيًا: من علامات حب الله للعبد، اتباع النبي صلى الله عليه وسلم كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى: {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31]، فإذا وفَّقَ الله سبحانه وتعالى العبد باتباعه النبي صلى الله عليه وسلم فاعلم أن الله تعالى يحبه. ثالثًا: ومن علامات حب الله للعبد حمايته من شهوات الدنيا وفتنها؛ كما ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أحبَّ الله عبدًا حماه الدنيا كما يظلُّ أحدُكم يحمِي سقيمَه الماء» [3]. وليس المقصود من هذا أن من أحبه الله أفقره وأغنى من أبغضه، ولكن المقصود من ذلك أن الله سبحانه وتعالى عصمه من التعلق بشهوات الدنيا، وصرف قلبه عن حبها والانشغال بها كي لا يركن إليها؛ كما قال الملا علي القاري في شرح هذا الحديث: أي "حفظه من مال الدنيا ومنصبه وما يضر بدينه ونقصه في العقبى".
علامات حب الله تعالى للعبد - إسلام ويب - مركز الفتوى
تاريخ النشر: الإثنين 3 جمادى الأولى 1422 هـ - 23-7-2001 م
التقييم:
رقم الفتوى: 9317
5668
0
251
السؤال
ما هي علامات حب الله للعبد؟وماذا يفعل المرء حتى يبلغ أقصى درجات حب الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن أبرز علامات حب الله تعالى للعبد أن يوفقه لاتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [آل عمران:31]. كما أن العبد يترقى في درجات حب الله تعالى حسب التزامه بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قاصداً بذلك وجه الله والدار الآخرة، وتحقيقه للهدف الذي خلق من أجله: ألا وهو عبادة ربه سبحانه وتعالى قال الله تعالى. (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات:56] وراجع الجواب رقم 3161 والله أعلم.
حلاوة حب الله تعالى للعبد - طريق الإسلام
وكذلك خالد ابن الوليد سيف الله المسلول فارس الإسلام رضي الله عنه يقول- لما دخل الإيمان قلبه وذاق حلاوته-: "ما ليلة تهدى إلى بيتي فيها عروس أنا لها محب، أو أبشر فيها بغلام بأحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أُصَبِّح بها العدو"[7]. وغيرهم وغيرهم كثير. أيها القارئ الكريم، إذا أحببنا من حولنا، وتعلَّقنا بالدنيا الفانية وملذَّاتها، ونسينا حب الله عز وجل لنا، لكن هل يسأل أحد منا نفسه: هل الله سبحانه وتعالى يحبني؟ أم فقط ندعي بأننا نحب الله سبحانه وتعالى، لا أيها الأخ الحبيب.. إذا كنت تحب الله فعليك باتباع النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31]. نشاهد كثيرًا من الموظفين والعاملين في شركة ما، يسعون في أعمالهم ليرضى عنهم المديرون؛ طمعًا في الترقي في رتبة العمل والمعاش، لكن هل أحدنا يحرص ويسأل نفسه سؤالًا: هل الله سبحانه وتعالى يحبني؟ لكن حين غفلنا عن الله سبحانه وتعالى وعن حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد قصَّرنا مع الله سبحانه وتعالى، وهو الذي أنعم علينا بالخير الكثير، ثم نتجرأ ونعصي ربنا، فأين نحن من حب الله واستشعار عظمته؟ وبماذا انشغلنا؟ وكم غفلنا؟ نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا حبه سبحانه وتعالى وحب حبيبه صلى الله عليه وسلم، ويرزقنا حلاوة الإيمان، ونسأل الله لنا ولكم العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
خطبة عن (هل يحبك الله؟، فما هي علامات حب الله للعبد؟) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
قال الأشرف: أي "منعه عنها ووقاه من أن يتلوث بزينتها كيلا يمرض قلبه بداء محبتها"[4]. رابعًا: من علامات محبة الله: توفيق الله للعبد إلى الرفق واللين وترك العنف؛ كما في الحديث الشريف قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إن الله يحب الرفق في الأمر كله » [5]. خامسًا: من علامات محبة الله: الابتلاء في الدين والدنيا؛ عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط » [6]. فإذا تعرض العبد للابتلاء في نفسه وماله وولده، فينبغي له أن يرضى بقضاء الله وقدره ويصبر، ليستحق أن يكون من أهل محبة الله تعالى. أيها القُرَّاء الكِرام، إذا علم المرء حب الله سبحانه وتعالى له فقد ذاق طعم الإيمان واستشعر بحلاوته، ونعمة حلاوة الإيمان ولذة طاعة الرحمة نعمة لا يعرف قدرها ولا يدرك قيمتها إلا من ذاق طعمها وعاش بها، لذة لا يستشعر أثرها إلا من تذوق طعمها وأنس بوجودها، فحلاوة الإيمان يجعلها الله سبحانه وتعالى في قلوب الذين اصطفاهم من عباده، فمن ذاق طعم الإيمان فلا يخاف من الدنيا وعذابها. وإليكم بعض المشاهد من الذين ذاقوا حلاوة الإيمان، منهم سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه حين أسلم وتذوق طعم الإيمان، وكان يعذب من قبل قريش في رمضاء مكة وحرِّها، ولكن لسانه لا ينطق إلا بكلمة التوحيد ، وكان يقول: أحد أحد، وثبت حتى كانت آخر كلماته بعد سنين من حياته مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال في آخر أيامه: "غدًا ألقى الأحِبَّة، محمدًا وصَحْبَه"، وكذلك قصة ماشطة ابنة فرعون تلك المرأة المؤمنة التي ذاقت حلاوة الإيمان، فهانت وصغرت عليها الدنيا وعذابها، وتحمَّلت العذاب والقتل راضية برضى الله سبحانه وتعالى.
حديث شريف
صحيح الاحادبث القدسيه للشيخ مصطفى العدوى
عن أبي هريرة ( قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه)). قال: ((فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء)) قال: (( ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه)) قال: (( فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه)) قال: فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض))
والحمد لله رب العالمين. [1] مسند الإمام أحمد: 13467. [2] مصنف ابن أبي شيبة: 34545. [3] سنن الترمذي: 2036. [4] مرقاة المفاتيح للملا على القاري: 8/ 3286. [5] صحيح البخاري: 6024. [6] سنن الترمذي: 2396. [7] مجمع الزوائد للهيثمي: 9/ 350. _________________________________________________________ الكاتب: محمد إلياس محمد يونس سكندري يماني