ذلك - أخي القارئ - هو مثَل الكلِمة الطيِّبة وفعْلها في النفوس، فهي تستقرُّ في قرار النفوس، وتضرب في أعماقها، وتأخذ منها القرار المكين الَّذي لا تُزَحْزحه عواصف الدَّهر، ولا أعاصير الأحداث، ولا النزغات الشَّيطانيَّة العابرة؛ لذا كان مِن السُّنَّة في الإسلام أن تكون أوَّلَ ما يَطرُق سمعَ المولود، فيؤذَّن في أذنه اليُمنى ويُقام في اليسرى؛ لتستقرَّ في نفسِه كلمة التَّوحيد، وقيَم الإسلام: (أشهد ألَّا إلهَ إلَّا الله، أشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الفلاح). إنَّ الَّذي يغرس في نفسك كلامًا طيِّبًا تَغْفر له كلَّ ما قد يبْدر منْه مِن زلَّة أو هفوة؛ لأنَّ شجرة كلمتِه الطَّيبة في نفسك أقْوى مِن أن تهزَّها أعاصير هفوات وزلَّات عارضة، فيبقى حبُّه وتقديره في نفسك أعظمَ مِن أنْ تصِل إليه تلك الزلَّة أو الهفوة؛ لأنَّها كلَّما حاولتِ التَّسلُّل إلى نفسِك ارتطمَت بجِذع الكلمة الطيبة، التي غرَسَها في نفسك مِن قبل، وكلَّما تكاثرَت كلماتُه الطيبة كلَّما كثُرَت أشجار الكلِمة الطيبة في نفسك، حتَّى تكون كالحصن الحصين الَّذي لا يمكن أن يَنفُذ منْه أيُّ عدوٍّ متربِّص، حتَّى ولو كان زلَّةً عابرة.
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة ابراهيم - الآية 24
- الحديث الخامس والعشرون: كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع | موقع نصرة محمد رسول الله
- إسلام ويب - شرح النووي على مسلم - مقدمة - باب النهي عن الحديث بكل ما سمع
- شبكة الألوكة
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة ابراهيم - الآية 24
{وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ} في ما يتمثل فيها من معاني الكفر والضلال والزيف والنفاق وغير ذلك مما يتصل بالعقائد الفاسدة، والأخلاق الذميمة والخبيثة والصفات السيئة، {كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ} لا يطيب ثمرها، ولا تعطي ظلاً {اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ} أي استؤصلت من سطح الأرض {مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} لأنها لا تملك عمقاً في الجذور يمتد بها في التربة ويمنحها قوة الثبات في الأرض، وبذلك، فإن من الممكن لأيّ اهتزاز أن يطيح بها ويسقطها. وهذا هو المثل الحسّي للكلمة الخبيثة التي لا تملك في مضمونها ثباتاً قادراً على تثبيتها في حركة الواقع، لأنها لا تمثل حقيقة، ولا تملك حجةً تثبّت موقعها في الفكر الذي يتحرك من مواقع البرهان، ولا تحقّق عملياً أيّ نفع للناس وللحياة، لتكون منافعها سبباً لامتدادها في حياة الناس. وهكذا ينبغي للناس أن يواجهوا الكلمات في مداليلها الفكرية والشعورية والعملية، وفي تأثيرها على وعي الشخصية الإنسانية للفكر، وعلى حركة الساحة في الواقع، وعلى عمق النتائج في الحياة، فلا يتوقفوا أمام الأجواء الخيالية أو الضبابيّة أو السحرية التي تستهوي مشاعرهم بشكل سريع، ولكنها تذوب في دخان الغرائز والشهوات، لأنّ قيمة الكلمة هي في عمقها وامتدادها وفعاليتها في خط الخير.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فَاطِرٍ: 10]. تفسير القرآن الكريم
مرحباً بالضيف
وجه الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر رداً مقتضباً على الشيخ يوسف القرضاوي، وذلك تعقيباً على ما نشره الأخير، معلقاً على الخبر الكاذب المدسوس، "أن شيخ الأزهر يسعى في دفع الدية لمن قتلوا في ميدان رابعة". وبالرغم من أن الأزهر قد نفى هذا الخبر الكاذب جملة وتفصيلا، إلا أن الشيخ يوسف القرضاوي يصر على نسبة هذا الخبر إلى شيخ الأزهر. وقال الدكتور عباس شومان، في رده على القرضاوي: "هل نسيت ما تعلمته في الأزهر من قول النبي – صلى الله عليه وسلم –، "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع". الحديث الخامس والعشرون: كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع | موقع نصرة محمد رسول الله. مضيفا، "اتق الله يا رجل، وكفاك إساءة إلى من أحسن إليك". الأسير لا يقود والجريح لا يقرر من جهة أخرى، يذكر، أن عبود الزمر القيادي في الجماعة الإسلامية، قال في مقال له الاثنين، بعنوان "الأسير لا يقود والجريح لا يقرر": "تكلمت كثيرًا بالإشارة حول تقويمي للمشهد الختامي، وخطورة الاستمرار في الصراع الدائر دون وجود حل سياسي للأزمة، فجاءتني بعض المعاتبات عن كيف أنني أتكلم في المصالحة ودماء رابعة والنهضة لم تجف، فقلت وهل هناك استعمال للصلح ورأب الصدع إلا في مسألة الدماء، فمن ثبت أنه قتل أحدًا حوسب، أما من سقط دون أن يدري أحد من هو قاتله، فله دية كاملة من خزانة الدولة، سواء كان مواطنا أو جنديا في الجيش أو الشرطة، فكل هؤلاء دماؤهم معصومة لا يجوز استهدافها".
الحديث الخامس والعشرون: كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع | موقع نصرة محمد رسول الله
2018-01-23
أخلاقنا الإسلامية, صور, كاتب, مصلحون, ملفات وبطاقات دعوية
1, 794 زيارة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع» رواه مسلم
0
تقييم المستخدمون:
كن أول المصوتون!
إسلام ويب - شرح النووي على مسلم - مقدمة - باب النهي عن الحديث بكل ما سمع
حَدِيثُ (كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ) رَوَاهُ مُسْلِم، مَعْنَاهُ أَنَّ الإِنْسَانَ لَا بُدَّ أَنْ يَسْمَعَ كَلامًا فَاجِرًا فإنْ حَدَّثَ بِهِ فَهَذَا حَرَامٌ. والْكَذِبُ هُوَ كُلُّ كَلاَمٍ بِخِلاَفِ الْوَاقِعِ، يقول الله تبارك وتعالى (يا أيّها الذين ءامنوا اتّقوا الله وكونوا مع الصادقين) ءاية 119 من سورة التّوبة، ويقول رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم (وإيّاك والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النّار وما يزال العبد يكذب ويتحرّى الكذب حتى يُكتَب عند الله كذّابا) رواه مسلم، ويقول رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم (لا يصلح الكذب في جدّ ولا في هزْل) رواه البيهقيّ، وقال عليه الصّلاةُ والسّلامُ (أنا زعيم ببيت في وسط الجنّة لِمَن تَرَكَ الكّذِبَ وإن كان مازحًا) رواه البيهقيّ. كفي بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع. والكذب المحرم يا أحبابنا هو كلّ كلام بخلاف الواقع، وأنت تعلم أنّه بخلاف الواقع فعليك أخي المسلم بطول الصّمت إلا من خير فإنّه مطردةٌ للشّيطان عنك وعَوْنٌ لك على أمر دينك كما جاء في الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ولِيُعْلَم أن الكذب لا يصلح في جدّ ولا في هزل ولو كان المقصد منه إضحاك الحاضرين ولو لم يكن فيه إيذاءٌ للناس، فقد قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم (إني لأمزح ولا اقول إلا حقّا) رواه الطّبرانيّ.
شبكة الألوكة
فيه مثل صيني، يقول الإشاعة كالكرة الثلجية، تكون في أولها كالبيضة ثم تكون في آخرها كماذا، كالجبل، هذا يزيد، هذا يدبج، هذا يحليها، وهلم جرا، الإشاعات، الإشاعات تفرق القلوب قبل الأبدان، والواجب عليك شرعا أن تقتل هذه الإشاعة في مهدها إذا لم يكن صاحبها متأكدا منها، وأن تذكره بالله، وأن تحذره من مغبة الضرر المتعدي الذي يقع فيه الناقل وما يقع فيه السامعون وزره عليهم لا ينقص من أوزارهم شيئا، إشاعات فيها اتهامات وقدح في أديان وقدح في أعراض، تشويه سمعة بمجرد التشفي في نقل هذه الإشاعة. فالحذر كل الحذر من أن يكون طالب العلم مطية بلسانه لنقل الأخبار؛ ولهذا يدخل الكذب والغيبة والنميمة في جعبة الإشاعة، فالحذر أيها الأكارم، والواجب علينا جميعا إذا سمعنا خبرا يتناقله الناس أن لا نعين في نقله، تذكرون تأتي أرقام في الجوالات ادفعوا لحساب كذا، ثم يأتي بعد يومين أخطأنا في الرقم، الرقم الصواب كذا، وتأتي إشاعات عن أناس بأنهم قد ماتوا وهم أحياء، وعن أناس بأنهم متهمون وهم أبرأ -كما يقال- من ماء السحاب. أختم لكم بخبر حصل لي شخصيا، درست طالبا في المرحلة الثانوية، فجاءني خبر من زميل له سألني عنه قال: تعرف أين فلان؟ قلت: لا أعلم.
قالت: أي هنتاه أو لم تسمعي ما قال؟ قلت: وما قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضاً على مرضي، فلما رجعت إلى بيتي ودخل عليَّ رسول الله ﷺ تعني سلم ثم قال: كيف تيكم؟ فقلت أتأذن لي أن آتي أبوي؟ قالت: وأنا حينئذٍ أريد أن استيقن الخبر من قبلهما، قالت: فأذن لي رسول الله ﷺ فجئت أبوي، فقلت لأمي: يا أمتاه ما يتحدث الناس؟ قالت: يا بنية هوّني عليك فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثرن عليها، قالت: فقلت: سبحان الله ولقد تحدث الناس بهذا!
[شرح علل الترمذي لابن رجب: 1/ 451 - 452]. أقول: وهذا بيان من البرديجي أنه لا يقبل من هؤلاء حديثهم عن قتادة إلا ما قد تابعوهم عليه من الحديث، واجتمعوا معهم فيه، وإلا فهم ضعفاء عنده إذا تفردوا، وهذا على مذهب من يرى أنَّ التفرد بالحديث من البعض من باب المنكر وإنْ كانَ ثِقةً، قال البرديجي: إنَّ المنكر هو الذي يحدث به الرجل عن الصحابة، أو عن التابعين عن الصحابة، لا يعرف ذلك الحديث، وهو متن الحديث إلا من طريق الذي رواه، فيكون منكراً. [شرح علل الترمذي: 1/ 451 - 452]. شبكة الألوكة. قلت: وهذا يبين أنَّ البرديجي لم يكن مضِّعفاً لحماد بن سلمة، ولكنَّ هذا مذهبه بالذي يتفرد بالحديث، ويجب علينا جميعاً ألا نتسرع في إصدار الحكم على الراوي، إذا قيل فيه منكر الحديث، إلا بعد تحريرٍ مدروس لدلالة هذا القول، والتحقق منه بالبحث العلمي الجادّ والمناقشة واستقصاء أقوال سائر أهل العلم فيه، فقد يكون هذا الراوي من هؤلاء الذين تفردوا بنقل بعض الأحاديث، فيصير على مذهب هو منكر الحديث.