في صفة الأذان وحكمه:
لعل صفة الأذان قد اتَّضحت من حديث ابن عبدربه المتقدِّم، ومع ذلك فللعلماء خلافٌ حول كيفية الأذان، يمكنُ حصره في أربعة فروع على التفصيل التالي:
الفرع الأول: في تربيع التبكير الأول:
اتضح لنا من حديث ابن عبدربه المتقدم، أن التكبير الأوَّل في الأذان يكون رباعيًّا، أما باقي الأذان، فيكون ثنائيًّا، باستثناءِ كلمة التوحيد في نهاية الأذان، فهي وتر، وبذلك يكون عددُ كلمات الأذان خمسَ عشرةَ كلمةً، وهو رأي جمهور الفقهاء، وخالف في ذلك المالكية، فقالوا بأن التكبير الأول يكون ثنائيًّا أيضًا، وبذلك يكون عددُ كلماته ثلاثَ عشرةَ كلمةً. واحتج الإمام مالك برواية ابن مُحَيْريز، قال: "كان الأذان الذي يُؤذِّن به أبو مَحْذورة: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله)) [1]. قال المالكية:
وتترجَّح رواية مذهبنا بعمل أهل المدينة، فإنها موضع إقامته - عليه الصلاة والسلام - حال استقرار أمره، وكمال شرفه، إلى حين انتقاله لرضوان ربه، والخلفاءُ بعده كذلك يسمعه الخاص والعام بالليل والنهار، برواية الخلف عن السلف روايةً متواترة، مخرجة له عن حيز الظن والتخمين إلى حيِّز العلم واليقين". صفة الأذان والإقامة وحكمهما. وأما الجمهور، فيستندون إلى حديث ابن عبدربه المتقدِّم، وهذا كان بلالٌ يؤذِّن به مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دائمًا، سفرًا وحضرًا، وأقرَّه النبي - صلى الله عليه وسلم - على أذانه بعد أذان أبي مَحْذورة؛ لأن حديث أبي مَحْذورة كان بعد فتح مكَّة، وقد رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الفتح إلى المدينة، فأقر بلالاً على أذان عبدالله بن زيد.
كتب How To Call To Prayer - مكتبة نور
((شرح النووي على مسلم)) (4/79). ، وقولُ طائفةٍ من السَّلَف قال الشوكانيُّ: (قال ابن سيِّد الناس: وقد ذهَب إلى القول بأنَّ الإقامة إحْدى عشرةَ كلمةً: عمرُ بن الخطاب وابنُه، وأنسٌ، والحسنُ البصريُّ، والزهريُّ، والأوزاعيُّ، وأحمدُ، وإسحاقُ، وأبو ثور، ويحيى بن يحيى، وداود، وابن المنذر). ((نيل الأوطار)) (2/49). كتب how to call to prayer - مكتبة نور. ، واختاره ابنُ المنذرِ قال ابنُ المُنذر: (ثم اختلَفوا هؤلاء بعد اجتماعِهم على إفرادِ الإقامةِ في قوله: قد قامت الصلاة، فولدُ أبي محذورة وسائرُ مؤذِّني مكَّةَ يقولون: قد قامتِ الصلاة، قد قامتِ الصلاة، مرَّتين، وولَدُ سعد القَرَظ يقولون: قد قامتِ الصلاة مرةً واحدة. وقد اختلفتِ الأخبارُ في ذلك، غير أنَّ الأخبارَ التي تدلُّ على صحة مذهبِ أهل مكَّة أثبَتُ). ((الأوسط)) (3/20). ، وابنُ باز قال ابن باز: (ولكن الأفضل: هو تثنية ألفاظ التَّكبير في أوَّل الإقامَةِ وآخرِها، وفي (قد قامت الصلاة)، وإفراد ألفاظ ما سوى ذلك؛ لأنَّ ذلك هو الذي كان يفعله بلالٌ رضي الله عنه بين يدَيْ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أن تَوفَّى اللهُ نبيَّه محمدًا عليه الصَّلاة والسَّلام). ((مجموع فتاوى ابن باز)) (10/337).
صفة الأذان والإقامة وحكمهما
الفرع الثاني: في ترجيع الشهادتين:
• ذهب الحنفية والحنابلة إلى أن المعتَمَد في الأذان هو أذانُ بلالٍ الذي لا ترجيعَ فيه في الشهادتين؛ عملاً بحديث ابن عبدربِّه المتقدم. • وذهب المالكية والشافعية إلى أن ترجيع الشهادتين سُنَّة مؤكدة، ومعنى الترجيع: أن يذكر الشهادتين مرتين مرتين يخفض بذلك صوته في المرة الأولى، بحيث يسمعه مَن يقربه أو أهل المسجد، ثم يُعِيد الشهادتين رافعًا بهما صوته. • احتجَّ الشافعية والمالكية بحديث أبي مَحْذورة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علَّمه الأذان، فقال له: ((تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، تخفض بها صوتك، ثم ترفع بالشهادة)) [2]. صيغة الاذان. وقد أجاب الحنفية والحنابلة على ما استدل به الشافعية والمالكية بما يأتي:
1- أن الثابت أن الترجيع كان بمكة يوم الفتح، وكان سببه إغاظة المشركين بالشهادتين، والسبب قد انتفى، فينتفي الترجيع. 2- أن أبا محذورة كان شديد البغضِ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فقد خرَج أبو مَحْذورة بعد الفتح إلى حُنَينٍ هو وتسعةٌ من أهل مكة، فلمَّا سمِعوا الأذان استهزؤوا بالمؤمنين فأذَّنوا مثلهم، فأرسل إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلَّم أبا محذورة الأذان، وبرَّك عليه ثلاثًا، ثم قال: ((اذهب فأذِّن عند المسجد الحرام)) [3].
صيغة الاذان
هناك اختلاف تنوع بينهم رحمهم الله في عدد كلماته، فالمشهور أنه خمس عشرة جملة، في مذهب الإمام أحمد، وعند الإمام مالك سبع عشرة جملة، وعند الإمام الشافعي تسع عشرة جملة
والترتيب شرط في صحة الآذان والإقامة. )) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واثق الحسيني
9_شعبان_1433. المواضيع المتشابهه
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 06-01-2015, 07:50
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 03-10-2014, 11:47
آخر مشاركة: 05-09-2014, 18:15
آخر مشاركة: 26-03-2012, 23:49
آخر مشاركة: 06-12-2011, 15:44
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى