حصلت أوكرانيا بالفعل على مجموعة من أحدث الطائرات التركية من دون طيار، مع رغبة كييف الآن في شراء المزيد، وفي غضون ذلك، تجري محادثات بشأن الإنتاج المشترك المحتمل لنماذج جديدة في أوكرانيا، حيث ستلعب الهندسة الأوكرانية أيضاً دوراً رئيساً في تطوير صواريخ تركية من الجيل الثاني، كما وردت أنباء بأن المفاوضات جارية مع إسرائيل في شأن شراء مجموعة من طائرات مسيّرة "انتحارية". التعاون مع تركيا
وتولي أوكرانيا أهمية كبيرة للتعاون مع تركيا في الصناعات الدفاعية، إذ تعتبرها الشريك الأهم لها في هذا المجال، وتعوّل عليها في عملية انتقال كييف من نظام الجيش السوفياتي السابق إلى معايير تتيح لها الانضمام لحلف شمال الأطلسي، حتى لو لم يكن هناك حتى الآن أي احتمال واضح لخطة عمل العضوية نحو الانضمام إلى التحالف العسكري الأطلسي، حيث أعطت التدريبات والمعدات العسكرية التي قدمتها تركيا لأذربيجان، ميزة حاسمة وتغلبت تماماً على القوات الأرمينية بتدريبها وإمداداتها الروسية. والجدير ذكره، أن سكان دونباس في جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك (غير معترف بهم)، معظمهم يحمل الجنسية الروسية، مع وجود 400 كم حدود مشتركة بين روسيا وجمهوريتي دونباس، وهي العوامل التي لا تنطبق على أزمة أرمينيا وأذربيجان عند مقارنتها مع أزمة شرق أوكرانيا.
الأمم المتحدة: ربع الأوكرانيين فروا وسط ارتفاع القتلى جراء الحرب الروسية | النهار
لا يمكن ربط التطور الأخير بين تركيا وروسيا بشأن وقف السماح بعبور طائرات الأخيرة العسكرية فوق أراضي الأولى فقط بالملف الأوكراني أو بالتصعيد الذي شهده شمال شرقي وغربي سوريا وما رافقه من حديث عن دعم تلمّسته أنقرة من موسكو لـ " قوات سوريا الديمقراطية " (قسد)، فالتطور إزاءه يأتي خلفه ستار يخفي جملة من الأحداث ذات الدلالات المستقبلية، سواء على الساحة السورية أو حتى التركية الداخلية. ماذا يريد مسؤولو تركيا من إشاراتهم إلى إعادة السوريين؟
كان الحديث الرسمي التركي عن إمكانية إعادة السوريين إلى ما تصفه أنقرة بـ "المناطق الآمنة" في سوريا، بالون اختبار، برأي البعض، فقد جذب أنظار الداخل التركي، فعمل على تطمين شريحة واسعة من المعارضين للوجود السوري من أنصار "حزب العدالة والتنمية"، بعد أن باتوا يعرفون أن موقف حزبهم الحاكم قد يتغير تجاه السوريين يوما ما، فقد سمعوا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان ، يقول "سنبني لهم بيوتا مصنوعة من الطوب في سوريا وسنؤمن عودة اللاجئين إلى بيئة آمنة"، ووزير خارجيته، مولود جاويش أوغلو يؤكد أنه بدأ بمشروع لإعادة السوريين بالاشتراك مع 4 دول أخرى. ولعل أكثر المواقف الرسمية وضوحا في هذا السياق جاءت على لسان وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، في أثناء إجابته على أسئلة الصحفيين حول ذهاب اللاجئين السوريين إلى بلادهم في إجازة العيد، إذ قال إن الوزارة ستفرض قيوداً على الذاهبين إلى ما سماها بـ "المناطق الآمنة" في سوريا خلال الإجازة.
الكرملين: مقابلة بوتين لزيلينسكي مشروطة بوثيقة
موسكو – (أ ش أ):
أعلن رئيس مركز إدارة الدفاع الروسي الجنرال ميخائيل ميزينتسيف اليوم الإثنين، أن روسيا تعمل حاليًا على فتح ممر إضافي من ماريوبول إلى بيرديانسك، استجابة للمبادرة الإنسانية التي طرحتها كلًا من ألمانيا وتركيا وفرنسا. وأكد ميزينتسيف- في تصريحات له أوردتها وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية- استعداد بلاده لنشر ممرات إنسانية في أي اتجاهات أخرى في أسرع وقت ممكن وضمان الإجلاء الآمن للمدنيين، مُشددًا على أن روسيا استجابت للمبادرات الإنسانية من قبل ألمانيا وتركيا وفرنسا بشأن إجلاء السكان المدنيين، لذلك، تعمل حاليًا على فتح ممر إضافي من ماريوبول إلى بيرديانسك ومنه إلى اتجاهين، عن طريق البر والبحر. وتواصل القوات المسلحة الروسية، العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا لحماية سكان إقليم دونباس منذ 24 فبراير، فيما فرضت الدول الغربية خلال الفترة الماضية، عقوبات واسعة النطاق على روسيا في محاولة للضغط عليها من أجل وقف العملية العسكرية. تركيا.. دور بارز متقدم في مساعي إنهاء الحرب الروسية ضد أوكرانيا (تقرير) - وكالة أنباء تركيا. المصدر: مصراوى
تركيا.. دور بارز متقدم في مساعي إنهاء الحرب الروسية ضد أوكرانيا (تقرير) - وكالة أنباء تركيا
ورأى بدرخان أن "استقلالية قرار تركيا السياسي ظهر بعد وصول حزب العدالة إلى السلطة، ما عزز دورها الإقليمي والدولي، وأصبحت من أكبر اقتصاديات العالم وبمجموعة الدول العشربن، وبالتالي تفهمت روسيا هذا الدور ونشأت علاقات اقتصادية وسياسية، ورغم أنها لم تصل إلى الاستراتيجية لكنها علاقات قوية جدا". واعتبر بدرخان أن "كل هذا يسهل على تركيا أن تلعب دورا أكثر إيجابية في الحرب الدائرة على الأراضي الأوكرانية، حيث تفوق دورها على الدور الفرنسي بفضل تأثيرها على أمريكا وفي الفترة الأخيرة على بريطانيا أيضا، ناهيك عن العلاقة التاريخية مع ألمانيا، وبالتالي هذه العلاقات جعلت الاتحاد الأوربي بحاجة إلى تركيا أكثر من حاجة تركيا إلى الاتحاد، إضافة إلى أن روسيا وتركيا شغرتا أنهما بحاجة بعضهم البعض كونهما دولتان قادرتان على حل كثير من المسائل في المنطقة وخاصة الحدودية". وختم بالقول إنه "من المهم جدا لفت الانتباه إلى الموقع الجغرافي لتركيا ووجود البوسفور والدردنيل تحت سيادتها، حيث تدرك أمريكا هذه الأهمية، خاصة وأن تركيا ساهمت من خلال إيقاف البواخر والسفن الحربية في البوسفور بين الدول المتحاربة على تخفيف التصعيد كعامل عسكري مهم في هذه الفترة، وبات العالم يدرك أنه لا منتصر بين الدول النووية ولن تنجر دولة نووية إلى الصدام من أجل دولة أخرى، إذ إن اقتراب حاملات الطائرات لا يحمل إلا طابعاً معنويا وإعلاميا يدفع ثمنه الناس البسطاء".
وأشار صويلو إلى أنه استمع إلى كلمة زعيم حزب الحركة القومية التركية دولت بهتشلي ، أمام كتلته النيابية في البرلمان، حيث تحدث عن زيارة اللاجئين السوريين لبلدهم خلال إجازة العيد قائلاً: إن "طالبي اللجوء السوريين الذين يمكنهم الذهاب إلى بلادهم خلال العطلة لا يحتاجون إلى العودة".
كما أعرب الرئيس عن قناعته بأنه من المستحيل القضاء على الإرهاب اعتمادا على قدرات دولة واحدة، ولا سيما في الظروف الراهنة، عندما باتت الحدود مفتوحة ويعيش العالم عصر هجرات جديد. وتابع أن روسيا تحارب الإرهاب في الخطوط الأمامية منذ وقت بعيد، وتبدي الزعامة والمسؤولية في هذا المجال، واصفا هذه الحرب بأنها نضال في سبيل الحرية والحقيقة والعدل. وذكر بأن الأعمال الإرهابية داخل روسيا أسفرت عن مقتل الآلاف، مضيفا أن كسر ظهر العصابات الإرهابية، استغرق قرابة 10 سنوات، حتى تمكنت السلطات الروسية من طرد الإرهاب تقريبا من أراضيها، لكنها ما زالت تحارب ما تبقى من العصابات. وحذر من أن الخطر الإرهابي في العالم ينمو، إذ تحولت سوريا والعراق وليبيا إلى مناطقة فوضى تمثل خطرا على العالم برمته. وأضاف: "إننا نعرف لماذا حصل ذلك، ونعرف من أراد الإطاحة بالأنظمة التي لا تروق له وفرض قواعده بصورة فظة. وما النتيجة؟ إنهم دمروا كيان الدولة وزرعوا الفتنة بين الناس، ومن ثم غسلوا أيديهم، وفتحوا الطريق أمام المتشددين والمتطرفين والإرهابيين". وشدد على أن الهدف الرئيسي للعملية الروسية في سوريا يتعلق بضمان أمن المواطنين الروس. وأضاف: "إن السلاح الروسي يثبت فعاليته في سوريا، أما خبرة استخدامه في ظروف القتال، فتتراكم ليتم استخدامها لاحقا من أجل مواصلة تطوير أسلحتنا ومعداتنا القتالية".