وما لبث هؤلاء أن أصبحوا أعداء للعرب من بني أمية، ولا شك أن سلوك الوليد بن يزيد الذي أدى إلى مصرعه كان من أبرز الأسباب المباشرة في فساد الأحوال. كما أن الاستبداد الفردي عامل من عوامل سقوط الدولة، قال به كثيرون. وقد تكون كل هذه الأسباب صحيحة، بل قد تكون متداخلة، لكننا نميل إلى سببٍ جوهري نراه أكبر الأسباب وأبرزها، وهو العنصرية الأموية التي جعلتهم يرفعون العرب على حساب غيرهم، ويثيرون الأحقاد في بقية الطوائف المسلمة!! وتبقى عِبرة التاريخ الأخيرة في سقوط الدولة الأموية.. فإن نصر بن سيار (والي خراسان) كان على عهد مروان بن محمد آخر خلفاء الأمويين، وكان نصر هذا.. كما كان مروان.. كان كلاهما من خيرة من أنجبت الدولة الأموية.. هذا في الولاة، وذلك في الخلفاء. لكنهما ظهرا بعد أن اتسعت خروق الدولة على أي راقع، وكان رصيد الدولة من الفساد والتحلُّل والظلم والضعف، قد أصبح أكبر وأضخم من طاقة أي إنسان. من أسباب سقوط الدولة الأموية. لقد كانت حركة التاريخ التي هي من سُنَّة الله قد قالت في الدولة الأموية كلمتها.. وقد حاول "نصر" أن يستعمل ذكاءه في إنقاذ الدولة؛ إذ كان يستشف ببصيرته الوقادة أن ثمة أمورًا تبينت للدولة، وأن دولة الأمويين على وشك الرحيل، وكم كاتب الخليفة الأموي الأخير "مروان" في ذلك!
سقوط الخلافة الأموية| قصة الإسلام
كما هرب عبد الملك بن محمد بن الحجاج بن يوسف والي دمشق خوفاً من الوباء واستخلف ابنه سنة ستة وعشرين ومئة. موت الخلفاء بسبب الطاعون
مات عدد من الخلفاء أو ولاة العهد مما سبب فراغاً في السلطة، ومن أهم من مات بسبب الطاعون:
1- يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، الخليفة تاريخ أبي زرعة 196
2- معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، الخليفة، البدء والتاريخ 6/17
3- المغيرة بن أبي شعبة، أمير البصرة، المعارف 1/295
4- زياد بن أبي سفيان ويقال له: زياد بن أبيه وزياد بن سمية، والي العراق، البداية والنهاية 8/67
وغيرهم عددا مم سيكون خليفة أو من الولاة. اقتطاع أجزاء من الدولة الأموية
كان البيزنطيون قد اعتادوا، عقب سماعهم بوقوع الطاعون في الشام، مهاجمة تلك المدن الواقعة على التخوم، مثلما حدث في طاعون الجارف في عام 69هـ/ 688م، ، فقام الإمبراطور البيزنطي جستنيان الثاني (66 – 77هـ/ 685 – 695م) بانتهاز تلك الفرصة، وقام بحملة واسعة استهدفت إخضاع أرمينيا وإعادتها إلى السيادة البيزنطية ونجح بالفعل في سلخ أرمينيا عن جسد الدولة الأموية، تكرر في عام 79هـ/ 698م مسلك الروم نفسه في الطاعون العام؛ إذ أقدم البيزنطيون على مهاجمة أنطاكية.
ذات صلة ما هي أسباب سقوط الدولة العباسية سقوط الدولة العباسية
الأسباب التي أدت لسقوط الدولة الأموية
عندما توسّعت رقعة الخلافة الأموية، أصبحت بحاجة لخلافاء أقوياء أشداء لحكمها، إلا أنّه في تلك الفترة استلم زمام الحكم خلفاء ضعفاء، انصرفوا عن أمور الحكم لترف وملذات الدنيا، وكانت هناك عدة أسباب لسقوط الدولة منها: [١]
الانقسام بسبب اختيار الخلفاء
كان المسلمون مختلفون على الشروط الواجب توفّرها في الخليفة المختار، لكن في الدولة الأموية أصبح نظام الحكم بالوراثة، فعارضته بعض الفرق كالخوارج ودخلت في عدة معارك أضعفت قوة الدولة. ولاية العهد
نشأ عن تولية العهد المتتابعة ضعف كبير في صفوف الدولة؛ كما حدث في تولية مروان بن الحكم ولدية؛ عبد الملك ثم عبد العزيز، وولى عبد الملك ولديه؛ الوليد ثم سليمان، مما أثار الخلافات والنزاعات بين بني أمية أنفسهم. العصبية القبيلة
ندّد الدين الحنيف بالعصبية الجاهلية المنتنة ونهى عنها، ولكنّها عادت للظهور في عهد بني أمية، مما أجج الصراع بين القبائل العربية، التي تعد سنداً وعماداً الدولة، وكذلك الخلاف بين العرب والموالي؛ وهم المسلمون غير العرب أو الأعاجم. الأسباب الاقتصادية
من أحد أبرز الأسباب في سقوط الدولة الأموية؛ هو حرمان الموالي من الامتيازات الاقتصادية، والتي جعلتهم عرضة للاضطرابات وثورانهم.