[٢]
ماذا يقصد بالسلوك البشري؟
نظرًا لارتباط الوعي الذاتي بالسلوك البشري، فيمكن تعريف السلوك البشري بأنّه ردة الفعل الكامنة وراء النشاط البدني والعقلي والاجتماعي خلال مراحل متتالية من النمو، من الطفولة وحتى الشيخوخة، وكل مرحلة منها تتميز بمجموعة من المميزات الجسدية والسلوكية والفسيولوجية [٣]. يمكن الحصول من السلوك على معلومات قيمة قد تكون مجهولة حول كل شخص، فتتعدد أنواع السلوك البشري منها السلوكيات السلبية والسلوكيات العدوانية والسلوكيات الحازمة والسلوكيات العاطفية والسلوك الواعي، والسلوك اللاواعي، والسوك العقلاني، والسلوك غير العقلاني، [٤]
ويمكن تعديل السلوك بتقديم الحوافز التعزيزية والمكافئات أو العقاب أو وفقًا للنوايا ذاتية التوجيه التي تنبع من داخل الإنسان.
شرح معنى &Quot;الوعي بالذات&Quot; (Self Awareness) - دليل مصطلحات هارفارد بزنس ريفيو
وسط كل هذه الأحداث المتتالية التي تمر علينا، نسمع مصطلح "الوعي" يتردد بكثرة في الكتابات والسجالات، ونرى أصواًتا غير قليلة تدعو للتحلي بالوعي، ولاسترداد الوعي، وللمحافظة على الوعي. فما هو "الوعي؟ وما ضرورته؟ وهل له صلة بمحاولات الانعتاق الحضاري من أسر التخلف والاستبداد والتبعية؟
مفهوم الوعي
جاء في "مقاييس اللغة": "الواو والعين والياء: كلمةٌ تدل على ضَمِّ شَيْءٍ. وَوَعَيْتُ الْعِلْمَ أَعِيهِ وَعْيًا. وَأَوْعَيْتُ الْمَتَاعَ فِي الْوِعَاءِ أُوَعِّيهِ" (6/ 124). الوعي المروري. وفي "لسان العرب": "الْوَعْيُ: حِفْظُ الْقَلْبِ الشَّيْءَ. وَعَى الشَّيْءَ وَالْحَدِيثَ يَعِيهِ وَعْيًا وَأَوْعَاهُ: حَفِظَهُ وَفَهِمَهُ وَقَبِلَهُ، فَهُوَ وَاعٍ، وَفُلَانٌ أَوْعَى مِنْ فُلَانٍ أَيْ أَحْفَظُ وَأَفْهَمُ. وَفِي الْحَدِيثِ: (نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا؛ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ). الْأَزْهَرِيُّ: الْوَعِيُّ الْحَافِظُ الْكَيِّسُ الْفَقِيهُ" (15/ 396). إذن الوعي في اللغة يدل على فهم الشيء وحفظه وفقهه والإحاطة به. أما مفهوم "الوعي" (Cognition) فلهذا المصطلح دلالات عديدة، ولكن أهم معانيه تتجلى من خلال علمين أساسيين في الإنسانيات الحديثة: علم النفس وعلم الاجتماع.
الوعي المروري
الوعي والأدراك
الوعي والإدراك لا ينفصلان البتة، فالوعي هو الإدراك الصحيح لما يدور حول الإنسان من وقائع وأحداث، فكلما كان الإدراك صحيحاً وفي محله قريباً من الواقع كلما كان الإنسان أقرب ما يكون في قراراته إلى الصحة وكلما كان إدراكه منقوصاً تشوبه شوائب وتؤثر عليه المؤثرات المختلفة كلما أدى ذلك في نهاية المطاف غلى أن يكون وعيه أيضاً زائفاً غير مدرك للواقع بعيداً عما يدور حوله، وكأنه يعيش في كوكب آخر وفي عالم افتراضي، هو أنشأه من محض خياله وعاش فيه وحده وسيموت فيه وحده قطعاً. تعريف الوعي
يعتبر الوعي محصلة الأفكار والمعلومات التي تدور في رأس الإنسان وفي عقله والتي تتأثر بها قراراته، فالأيدولوجيات مثلاً نشأت عن وعي معين وإدراك خاص لما دار من أحداث، كونت لدى مؤسس الأيدولوجية المعينة فكرة تمخضت في النهاية عن طرح أيدولوجية متكاملة شاملة، وقد تمتد هذه الأيدولوجية لتحتل حيزاً هاماً في عقول الناس وفي أفئدتهم فيتبناها الجماهير وتصبح شيئاً متعارفاً عليه لا يمكن هدمه او نقضه خصوصاً في عقول الغوغاء الحيارى الذين يطبلون ويزمرون لكل من هتف باسمهم. مؤثرات الوعي
يوجد مؤثرات يتأثر بها الوعي والإدراك لدى الإنسان، فمثلاً قد يرى الإنسان الحق أمامه ساطعاً سطوع الشمس، لكنه لا يكترث له بسبب تأثره في الأفكار والأطروحات من حوله والتي أسهمت في تشكيل وعيه الزائف حول قضية معينة، مما يجعله مقتنعا بأن هذا الحق الساطع أمام عينيه غير موجود نهائياً وغير صحيح، فتبنى أفكاره ونظرياته على الباطل، فوعي الإنسان شيء خطير خصوصاً في ظل الإنتشار الواسع لوسائل الإعلام والتي تتبع كل منها لجهة معينة، فيجب الحذر عند التعاطي مع أية قضية والإعتماد على أكثر من مصدر في عملية تشكيل فكرة متكاملة عنها.
جماعية الوعي
وفيما يتصل بقضية الوعي عمومًا، نلفت النظر إلى أمرين أساسيين:
الأمر الأول: أن الوعي يزيد وينقص، وليس أمرًا ثابتًا.. فقد يتوافر الوعي عند الإنسان في وقت ما، ثم ينحسر. وقد يتوافر الوعي بقضية ما دون قضية أخرى. وقد يوجد الوعي بدرجة لكنها درجة غير كافية. شرح معنى "الوعي بالذات" (Self Awareness) - دليل مصطلحات هارفارد بزنس ريفيو. فالوعي يزيد بالقراءة، والتجربة، واليقظة، والتأمل، وينقص بأضداد هذه الأمور؛ أي الجهل، وعدم الخبرة، والغفلة، وإهمال العقل. أما الأمر الثاني فهو أننا بحاجة ماسة إلى "الوعي الجماعي"؛ فواقعنا بلغ من التعقيد بحيث لا يستطيع فرد- مهما كان- أن يلم بخرائطه وتشابكاته. ولذا، أنشئت المجامع الفقهية، واللغوية، ومراكز الأبحاث، وما يطلق عليه (Think Tanks) أي مراكز التفكير. تجريف الوعي
ولا يخفى على المراقب أن أمتنا قد تعرضت، خاصة في العقود الأخيرة، لإصابات أدت إلى تجريف الوعي عند أعداد وشرائح لا يستهان بها؛ بحيث أصبحت رؤيتها مشوَّشة، وطريقة إدراكها لذاتها، وقيمها، والعالم من حولها؛ طريقة غير سوية. الأمر الذي يستدعي مضاعفة الجهد ممن يشتغلون بالوعي، ويهتمون بتصحيح مساره. إن قضية الوعي ينبغي أن نوليها أهمية تتناسب مع قدرها؛ إذ هي قضيةُ حياةٍ أو موت، وجودٍ أو فناء، فاعليةٍ أو خمول!