وردت في القرآن الكريم آية، قال عنها عليٌّ رضي الله عنه: ما في القرآن آية أوسع منها؛ وقال عنها عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: هي أرجى آية في القرآن؛ إنها قوله تعالى: { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا} (الزمر:53) ففي هذه الآية يبين سبحانه أنه يغفر ذنوب عباده جميعها.
ان الله يغفر الذنوب جميعا الا الشرك
----------------- الهوامش: (3) هو وحشي بن حرب الحبشي مولى جبير بن مطعم ، وهو قاتل حمزة بن عبد المطلب في غزوة أحد ، وكان فاتكا يشرب الخمر ثم أسلم بعد. ( انظر خلاصة الخزرجي).
تاريخ النشر: الثلاثاء 6 جمادى الآخر 1421 هـ - 5-9-2000 م
التقييم:
رقم الفتوى: 5668
4768
0
272
السؤال
هل يتقبل الله من التائب عن الذنب ويستجيب الله الدعاء عن فترة أربعين يوما مثلاً لبس المرأة المسلمة الحجاب بعد تبرجها؟ أفيدونا أفادكم الله وشكراً
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فهنالك حقيقتان لابد من معرفتهما: أولاً: أنه ما من ذنب صغيراً كان أو كبيراً إلا تجب التوبة منه إلى الله تعالى. ثانياً: أنه ما من ذنب يكبر على التوبة، فالشرك الذي هو أعظم الذنوب إذا تاب منه صاحبه توبة نصوحاً تاب الله تعالى عليه، وقبل الله توبته. ثم إن باب التوبة مفتوح على مصراعيه لكل داخل حتى يغرغر المرء أو تطلع الشمس من مغربها. علي جمعة يحذر: إياك واليأس من رحمة الله.. يغفر الذنوب جميعا.. فيديو - قناة صدى البلد. ولمعرفة أحكام التوبة وما ينبغي على التائب نرجو التكرم بمراجعة الجواب رقم 263. وفيما يتعلق بارتداء الحجاب ووجوبه على المسلمة ننصح بمراجعة الجواب رقم 7095. والله تعالى أعلم.
ان الله يغفر الذنوب جميعا الا ان يشرك به
إنه رمضان شهر النفحات والرحمات، فلنستعد له، ولتكن لنا وقفة مع أنفسنا لمراجعة كل شيء، حتى من يظن نفسه على الصراط المستقيم، فالذنوب كثيرة، والشوائب وغبار المعاصي حجبا الرؤية الحقيقية، وأنت أيها العاصي التائه، أنت أدرى بنفسك، فإلى متى العناد والكبر، وأنت ترى آيات الله في النفس والكون تدلك على الله العظيم، عجّل بالإنابة قبل فوات الأوان، فالله يدعوك ليغفر لك، يبسط يده لتتوب إليه، فكن من التوابين، همّك هو إرضاء الله ليس إلا، فكن مع الله ولا تبالي.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قول الله: ( الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ) قال: قتل النفس في الجاهلية. حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, قال: ثني ابن إسحاق, عن بعض أصحابه, عن عطاء بن يسار, قال: نـزلت هذه الآيات الثلاث بالمدينة في وحشيّ (3) وأصحابه ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ) إلى قوله: مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ. ان الله يغفر الذنوب جميعا الا ان يشرك به. حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: أخبرني أبو صخر, قال: قال زيد بن أسلم, في قوله: ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) قال: إنما هي للمشركين. حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ) حتى بلغ ( الذُّنُوبَ جَمِيعًا) قال: ذكر لنا أن أناسا أصابوا ذنوبا عظاما في الجاهلية, فلما جاء الإسلام أشفقوا أن لا يتاب عليهم, فدعاهم الله بهذه الآية: ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ).
ان الله يغفر الذنوب جميعا الا الشرك به
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عنى تعالى ذكره بذلك جميع من أسرف على نفسه من أهل الإيمان والشرك, لأن الله عم بقوله ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ) جميع المسرفين, فلم يخصص به مسرفا دون مسرف. فإن قال قائل: فيغفر الله الشرك؟ قيل: نعم إذا تاب منه المشرك. وإنما عنى بقوله ( إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا) لمن يشاء, كما قد ذكرنا قبل, أن ابن مسعود كان يقرؤه: وأن الله قد استثنى منه الشرك إذا لم يتب منه صاحبه, فقال: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ, فأخبر أنه لا يغفر الشرك إلا بعد توبة بقوله: إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا. فأما ما عداه فإن صاحبه في مشيئة ربه, إن شاء تفضل عليه, فعفا له عنه, وإن شاء عدل عليه فجازاه به. وأما قوله: ( لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) فإنه يعني: لا تيأسوا من رحمة الله. كذلك حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس. ألم يقل عز وجل : ** إن الله يغفر الذنوب جميعا ... ** لماذا لا نتوب؟!!. - منتدى الرقية الشرعية. وقد ذكرنا ما في ذلك من الروايات قبل فيما مضى وبيَّنا معناه. وقوله: ( إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا) يقول: إن الله يستر على الذنوب كلها بعفوه عن أهلها وتركه عقوبتهم عليها إذا تابوا منها ( إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) بهم, أن يعاقبهم عليها بعد توبتهم منها.
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا (48) القول في تأويل قوله: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَـزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ = وإن الله لا يغفر أن يشرك به، فإن الله لا يغفر الشرك به والكفر، ويغفر ما دون ذلك الشرك لمن يشاء من أهل الذنوب والآثام. * * * وإذ كان ذلك معنى الكلام، فإن قوله: " أن يشرك به " ، في موضع نصب بوقوع " يغفر " عليها (44) = وإن شئت بفقد الخافض الذي كان يخفضها لو كان ظاهرًا. ان الله يغفر الذنوب جميعا الا الشرك. وذلك أن يوجَّه معناه إلى: إن الله لا يغفر أن يشرك به، على تأويل الجزاء، كأنه قيل: إن الله لا يغفر ذنبًا مع شرك، أو عن شرك. (45) وعلى هذا التأويل يتوجه أن تكون " أن " في موضع خفض في قول بعض أهل العربية. (46) * * * وذكر أن هذه الآية نـزلت في أقوام ارتابوا في أمر المشركين حين نـزلت: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [سورة الزمر: 53].