الجمعة: 21 / 9 /1438هـ
- معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم "وبينهما أمور مشتبهات".
- ص402 - كتاب شرح المصابيح لابن الملك - كتاب الرقاق - المكتبة الشاملة
- تفسير: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام...)
- تفسير قوله الله تعالى ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل | المرسال
معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم &Quot;وبينهما أمور مشتبهات&Quot;.
عباد الله: وفي هذه العشر ليلة هي خير من ألف شهر {ليلة القدر خير من ألف شهر}
[القدر:3]، من قامها إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، وفي هذه العشر يسن الاعتكاف، فقد كان صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده. ويسن في هذه العشر كثرة البذل والعطاء، فقد كان صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة، وهكذا قوافل الإغاثة في بلادنا ولله الحمد والمنة فليس خافياً ما يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في تقديم المساعدات والمعونات للشعوب والدول المنكوبة ورفع المعاناة عنهم، وذلك تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ووفقه لخيري الدنيا والآخرة، بتلمّس حاجات الأشقّاء اليمنيين والوقوف معهم في محنتهم، وتقديم المتطلّبات الأساسية لتكفل لليمنيين حياة كريمة،
أسأل الله تعالى أن يبارك في جهوده الخيّرة، وأن يخلف بلادنا خيرا مما تنفق. كما أسأله تعالى أن يعيننا وإياكم على استغلال هذه العشر فيما يرضيه عنا، وأن يوفقنا وإياكم لقيام ليلة القدر، وأن يكتبنا وإياكم ووالدينا والمسلمين من عتقائه من النار، إنه ولي ذلك والقادر عليه. ص402 - كتاب شرح المصابيح لابن الملك - كتاب الرقاق - المكتبة الشاملة. هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جلَّ من قائل عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} (الأحزاب:٥٦).
ص402 - كتاب شرح المصابيح لابن الملك - كتاب الرقاق - المكتبة الشاملة
وروى ابن جرير عن ابن عباس وأبي مالك وسعيد بن جبير أنهم قالوا في قوله: ( وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين) يعني: أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وكأنهم أرادوا أن هذا الخطاب في قوله: ( وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين) مع هذه الأمة. والجمهور على أنه خطاب من موسى لقومه وهو محمول على عالمي زمانهم كما قدمنا. وقيل: المراد: ( وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين) يعني بذلك: ما كان تعالى نزله عليهم من المن والسلوى ، وتظللهم من الغمام وغير ذلك ، مما كان تعالى يخصهم به من خوارق العادات ، فالله أعلم.
ولو انفرط عقد الأمن ساعةً لرأيت كيف تعمُّ الفوضى، ويكثر الهرج، ويحل الخوف والفزع في قلوب الناس، وتتعطَّل مصالحهم، ويتسلط الظالمون على المستضعفين، قال جل وعلا: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحج: 40]. وتأمَّل فيمَن حولك من البلاد ستجد الواقع ناطقًا وعلى هذه الحقيقة شاهدًا. عباد الله: من فضل الله على بلادنا كونها آمنة ومستقرة يفد الناس إليها من كل حدب وصوب، ويرغبون العمل فيها، ويبذلون الغالي والنفيس لسكناها والبقاء على أرضها. وإن من أهم مقومات العيش الكريم ونيل القوة والتمكين والرقي والتعمير وجود نعمة الأمن؛ وبعدم وجودها تضطرب حياة الناس، وهي ضرورة من ضرورات العيش الهنيء،
ونيل السكينة والطمأنينة، وأدلة ذلك من الشرع والواقع أكثر من أن تعد. وأي بلادٍ تفقد أمنها، وتضطرب أحوالها؛ يفر الناس منها، ويفارقونها إلى غيرها، مخلفين وراءهم كل شيء لهم، ينشدون الأمن والاستقرار، حتى لو شردوا وطوردوا، وعاشوا مغتربين عن بلدانهم، معدمين بقية أعمارهم، فالدنيا بأسرها لا تساوي شيئاً بلا أمن ولا استقرار، ولا قيمة لكل ما يملكه الناس من القصور والدور والأموال إذا فقدوا هذه النعمة.
قيل عن قتادة في قوله تعالى " ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام ": من مشى مع خصمه وهو له ظالم، فهو آثم حتى يرجع إلى الحق. واعلم يَا ابن آدم أن قَضاء القاضي لا يُحلّ لك حراما ولا يُحقّ لك باطلا وإنما يقضي القاضي بنحو ما يرَى ويشهدُ به الشهود، والقاضي بَشر يخطئ ويصيب، واعلموا أنه من قد قُضي له بالباطل، فإن خصومته لم تنقض حتّى يجمع الله بينهما يوم القيامة، فيقضي على المبُطل للمحق، بأجود مما قُضي به للمبطل على المحقّ في الدنيا. تفسير: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام...). قيل عن قتادة في قوله تعالى " وتدلوا بها إلى الحكام ": لا تدلِ بمال أخيك إلى الحاكم وأنتَ تعلم أنك ظالم، فإن قضاءه لا يُحلّ لك شيئا كان حراما عليك، وقيل عن السدي في قوله تعالى" ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون ": يظلم الرجل منكم صاحبَه، ثم يخاصمه ليقطع ماله وهو يعلم أنه ظالم، فذلك قوله: " وتدلوا بها إلى الحكام ". قيل عن عكرمة في قوله تعالى " ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ": هو الرجل يشتري السِّلعة فيردُّها ويردُّ معها دَرَاهم، وقال ابن زيد في قوله تعالى " ولا تأكلوا أموالكم بَينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام ": يكون أجدل منه وأعرَف بالحجة، فيخاصمه في ماله بالباطل ليأكل ماله بالباطل، وقرأ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ: هذا القِمار الذي كان يَعمل به أهل الجاهلية.
تفسير: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام...)
و قوله تعالى " وتدلوا بها إلى الحكام "، ولها وَجهين من الإعراب فقوله تعالى " وتُدْلوا " جزما عطفا على قوله " ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل " وتعني ألا تدلوا بها إلى الحكام، وتم ذُكر ذلك في قراءة أُبَيٍّ بتكرير " وَلا تدلوا بها إلى الحكام ". والوجه الآخر منهما هو النصب على الصرْف، وتعني أن الله ينهي المسلمين عن أكل الاموال فيما بينهم بالباطل وألا يتدلون بها إلى الحكام.
تفسير قوله الله تعالى ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل | المرسال
أخرجه الإمام مسلم.
وهو من قبيل قولك: لا تأكل السمك وتشرب اللبن ، وقيل: المعنى لا تصانعوا بأموالكم الحكام وترشوهم ليقضوا لكم على أكثر منها ، فالباء إلزاق مجرد. قال ابن عطية: وهذا القول يترجح; لأن الحكام مظنة الرشاء إلا من عصم وهو الأقل ، وأيضا فإن اللفظين متناسبان: تدلوا من إرسال الدلو ، والرشوة من الرشاء ، كأنه يمد بها ليقضي الحاجة. قلت: ويقوي هذا قوله: وتدلوا بها تدلوا في موضع جزم عطفا على تأكلوا كما ذكرنا ، وفي مصحف أبي " ولا تدلوا " بتكرار حرف النهي ، وهذه القراءة تؤيد جزم تدلوا في قراءة الجماعة ، وقيل: تدلوا في موضع نصب على الظرف ، والذي ينصب في مثل هذا عند سيبويه " أن " مضمرة ، والهاء في قوله بها ترجع إلى الأموال ، وعلى القول الأول إلى الحجة ولم يجر لها ذكر ، فقوي القول الثاني لذكر الأموال ، والله أعلم. تفسير قوله الله تعالى ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل | المرسال. في الصحاح. " والرشوة معروفة ، والرشوة بالضم مثله ، والجمع رشى ورشى ، وقد رشاه يرشوه ، وارتشى: أخذ الرشوة ، واسترشى في حكمه: طلب الرشوة عليه ". قلت: فالحكام اليوم عين الرشا لا مظنته ، ولا حول ولا قوة إلا بالله!. السابعة: قوله تعالى: لتأكلوا نصب بلام كي. فريقا أي قطعة وجزءا ، فعبر عن الفريق بالقطعة والبعض ، والفريق: القطعة من الغنم تشذ عن معظمها ، وقيل: في الكلام تقديم وتأخير ، التقدير لتأكلوا أموال فريق من الناس.