اهـ [3]. • وقال الشنقيطي في تفسيره:
قوله تعالى: ﴿ واستعينوا بالصبر والصلاة ﴾ الاستعانة بالصبر على أمور الدنيا والآخرة لا إشكال فيها، وأما نتيجة الاستعانة بالصلاة، فقد أشار لها تعالى في آيات من كتابه، فذكر أن من نتائج الاستعانة بها النهي عما لا يليق، وذلك في قوله: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45]، وأنها تجلب الرزق وذلك في قوله: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132]، ولذا كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة. (واستعينوا بالصبر والصلاة) - ملتقى الخطباء. وإيضاح ذلك: أن العبد إذا قام بين يدي ربه يناجيه، ويتلو كتابه هان عليه كل ما في الدنيا رغبة فيما عند الله ورهبة منه، فيتباعد عن كل ما لا يرضي الله فيرزقه الله ويهديه. اهـ [4]. • ولأبن العثيمين في فوائد الآية في تفسيره كلام نفيس عن فضيلة الاستعانة بالصبر والصلاة.. قال رحمه الله:
• ومن فوائد الآية: الحث على الصبر بأن يحبس الإنسان نفسه، ويُحمِّلها المشقة حتى يحصل المطلوب؛ وهذا مجرب. أن الإنسان إذا صبر أدرك مناله؛ وإذا ملّ كسل، وفاته خير كثير.
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 45
- (واستعينوا بالصبر والصلاة) - ملتقى الخطباء
- إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الانفطار- الجزء رقم16
- تفسير سورة الإنفطار و المطففين التفسير الميسر
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 45
الاحابة
الجواب: نعم، إذا ضاقَ بكَ الأمر فاستعن عليهِبالصبر أولاً ثُمَّ بالصلاة لأنَّ الصلاة تُعينُ على تحمُّل المَشقَّة (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللهَ
مَعَ الصَابِرِين)، وكانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّم- إذا
حَزَبَهُ أمرٌ أو ضاقَ بهِ أمرٌ يفزعُ إلى الصلاة، ويقول: «يَا بِلَالُ، أَقِمْ
الصَّلَاةَ أَرِحْنَا بِهَا».
(واستعينوا بالصبر والصلاة) - ملتقى الخطباء
هل الصلاة عبء ثقيل؟! { وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاة وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ}. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 45. لعلّ المراد أنها ثقيلة على النّاس الذين لا يعيشون روح الخشوع للّه والخضوع لربوبيته، لأنَّ صلاتهم تتحوّل إلى عبء ثقيل لا يدركون معناه ولا يرتفعون إلى آفاقه، بل يمارسونها ـ لو مارسوها ـ كواجب جامدٍ وضريبةٍ مفروضة عليهم. أمّا الخاشعون الذين تخشع قلوبهم لذكر اللّه، وتتلذذ به، وترتاح إليه، فإنهم يقبلون عليها بكلّ ما في قلوبهم من حبّ وطمأنينة وانفتاح، وبكلّ ما في نفوسهم من التطلّعات الروحية التي يحملونها إلى اللّه سبحانه في أمر دنياهم وآخرتهم، وبكلّ ما في ضمائرهم من شعور بالمسؤولية أمام اللّه في ما يفكرون به ويقومون به من عمل، وذلك عندما يعيشون الإيمان باليوم الآخر في عمق الإحساس بالعقيدة وروعة الإيمان بقضية المصير، فيتمثّل ذلك في انضباطهم العملي، لأنهم { الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ}. والحديث عن لقاء اللّه لا يُراد منه اللقاء الحسّي المادي، لأنَّ اللّه لا يتجسّد كما تتجسّد المخلوقات بالأشكال المادية، بل هو كناية عن يوم القيامة الذي يلتقي النّاس فيه باللّه، في حسابه وثوابه أو عقابه، باعتبار أنه اليوم الذي لا مظهر فيه لسلطة أحد ولو بالشكل، إلاَّ للّه، كما قال سبحانه: { يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأمرُ يَوْمَئِذٍ للّه[}الانفطار:19]، فكأنَّ الإنسان يلتقي باللّه هناك من خلال تمثّل وجوده تعالى، من خلال الإحساس، على نحوٍ أقوى بقدرته المطلقة.
[8] البيت ينسب لأبي تمام. انظر: "الصناعتين" ص212. [9] أخرجه مسلم في القدر (2664)، وابن ماجه في المقدمة (79)- من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. [10] أخرجه أحمد (1/ 293، 303، 307)- من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. [11] أخرجه البخاري في الجهاد (2915)، ومسلم في الجهاد- الإمداد بالملائكة في غزوة بدر (1763)- من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. [12] أخرجه أبو داود في الصلاة (1319). [13] أخرجه أبو داود في الأدب (4985)- من حديث سالم بن أبي الجعد عن رجل. [14] أخرجه الطبري في "جامع البيان" (1/ 620). [15] انظر: "مجموع الفتاوى" (28/381). [16] أخرجه الترمذي في الإيمان (2616)، وابن ماجه في الفتن (3973)، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح". [17] انظر "بدائع التفسير" (1/ 314).
يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)
الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ
(8)
يا أيها الإنسان المنكر للبعث, ما الذي جعلك تغتَرُّ بربك الجواد كثير
الخير الحقيق بالشكر والطاعة, أليس هو الذي خلقك فسوَّى خلقك فعَدَلك, وركَّبك
لأداء وظائفك, في أيِّ صورة شاءها خلقك؟
كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ
لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ
(12)
ليس الأمر كما تقولون من أنكم في عبادتكم غير الله مُحِقون, بل تكذِّبون
بيوم الحساب والجزاء. إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الانفطار- الجزء رقم16. وإن عليكم لملائكة رقباء كراما على الله كاتبين لما وُكِّلوا
بإحصائه, لا يفوتهم من أعمالكم وأسراركم شيء, يعلمون ما تفعلون من خير أو
شر. إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13)
إن الأتقياء القائمين بحقوق الله وحقوق عباده لفي نعيم. وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ
الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16)
وإن الفُجَّار الذين قَصَّروا في حقوق الله وحقوق عباده لفي جحيم,
يصيبهم لهبها يوم الجزاء, وما هم عن عذاب جهنم بغائبين لا بخروج ولا
بموت.
إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الانفطار- الجزء رقم16
قال عكرمة أنها نزلت في أُبيّ بن خلف. قول آخر يذهب إلى أنها نزلت في أُبيّ الأشد بن كلدة الجمحي.
تفسير سورة الإنفطار و المطففين التفسير الميسر
15 يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ يصيبهم لهبها يوم الجزاء. تفسير سورة الإنفطار و المطففين التفسير الميسر. 16 وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ وما هم عن عذاب جهنم بغائبين لا بخروج ولا بموت. 17 وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ وما أدراك ما عظمة يوم الحساب. 18 ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثم ما أدراك ما عظمة يوم الحساب؟ 19 يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يوم الحساب لا يقدر أحد على نفع أحد، والأمر في ذلك اليوم لله وحده الذي لا يغلبه غالب، ولا يقهره قاهر، ولا ينازعه أحد.
3 وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ وإذا البحار امتلأت، وفاضت فانفجرت، وسالت مياهها وطغت. 4 وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ وإذا القبور قلبت ببعث من كان فيها. 5 عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ حينئذ تعلم كل نفس جميع أعمالها، ما تقدم منها، وما تأخر، وجوزيت بها. 6 يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ يا أيها الإنسان المنكر للبعث، أفي شيء غرك بالإشراك بربك الكريم الحقيق بالشكر والطاعة. 7 الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ الذي خلقك فسوى خلقك فعدلك، وركبك لأداء وظائفك. 8 فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ في أي صورة شاءها خلقك. 9 كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ليس الأمر كما تقولون من أنكم في عبادتكم غير الله محقون، بل تكذبون بيوم الحساب والجزاء. 10 وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ وإن عليكم لملائكة رقباء. 11 كِرَامًا كَاتِبِينَ كراما على الله كاتبين لما وكلوا بإحصائه، لا يفوتهم من أعمالكم وأسراركم شيء. 12 يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ يعلمون ما تفعلون من خير أو شر. 13 إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ إن الأتقياء القائمين بحقوق الله وحقوق عباده لفي نعيم. 14 وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ وإن الفجار الذين قصروا في حقوق الله وحقوق عباده لفي جحيم.