أهميتها في الأدب الشعبي تمثل سيرة سيف بن ذي يزن مرحلة مهمة من مراحل تطور الأدب الشعبي التي اشتدت فيها الدعوة المتحمسة إلى العروبة والإسلام معاً، في الوقت الذي كان فيه تأثير الحروب الصليبية ينفذ إلى قلب القارة الأفريقية، وكانت إثيوبيا المسيحية مبعثَ الحماسة الصليبية في هذه القارة. ومن القصص التي شاعت إبان الحروب الصليبية بين أوروبا المسيحية والشرق، والواقع أن الحروب الصليبية خلقت في هذه المنطقة، كما في غيرها، كتلتين متخاصمتين، استغلت كل منهما القصص الشعبي سلاحاً من أسلحة الدعاية، فكان للسلطنات الإسلامية (الحبشية والكانمية) قصص شعبي يعبر عن التيار العربي والإسلامي، كما كان للشعوب المسيحية ممثلة في إثيوبيا بخاصة، قصص شعبي يعبر عن الحركة المضادة لهذا التيار. ففي إثيوبيا، إبان الحروب الصليبية، تألفت قصة ملكة لإثيوبيا يقال لها «ماكدة» زعموا أنها زارت سليمان الحكيم في الشمال، في بيت المقدس، وأنجبت منه بالزواج ولداً يدعى «منيليك» تولى – بعد وفاة أمه الملكة – عرش إثيوبيا.
- سيف بن ذي يزن
سيف بن ذي يزن
من هو سيف بن ذي يزن
هو أشهر وآخر ملوك حمية اليمنيين وقد أشتهر بسبب أنه حرر اليمن من يد الحبشة، اسمه بالكامل "سيف بن ذي يزن بن ذي أصبح بن مالك بن زيد"، ولد عام 516 ميلادي وكان ميلاده في الوقت التي كانت فيه اليمن واقعة تحت ظُلم الأحباش، وقد قام أبرهة الحبشي بخطف سيف وأمه وتربى الولد في قصر أبرهة وكان يظن أنه والده وكل هذه الفترة كانت أمه ساكته وخايفه لحقيقة والد سيف، وبعد فترة أشد عود سيف وأخبرته أمه بالحقيقة وتكتم سيف عن معرفة. وقرر بعد ذلك طلب المعونة لمحاربة الحبشة من أكثر من طرف ولكن دائمًا كان هناك رفض لأنه لن يقوم أحد بمحاربة ثالث أقوى جيش في العالم، فقرر سيف أن يذهب إلي "أنطاكيا" مقر مُلك بيزنطة ولجاء واستنجد بقيصر الروم أصحاب الجيش الأقوى وشرح له ما يحدث ولكن رفض القيصر لسبب واحد فقط أن الحبشة يعتنقون النصرانية مثل الروم فلا يمكن محاربتهم. حرب سيف بن يزن مع الأحباش
ثم ذهب في حيرة وأشار عليه "النعمان بن منذر" أن يذهب ويطلب المعونة من "كسري" ذهب للقاء "كسري" ملك الفرس فقال له "إن لي دين عندك يجب أن توفيه" فأجبه السيف لماذا يقول له هذا وذلك لأن والد سيف ظل منتظر أن يأتي "كسري" له بزوجته وولده ولم يفعل فمات من الانتظار.
ثم نهضوا إلى دار الكرامة والوفود، فأقاموا شهرا لا يصلون إليه، ولا يأذن لهم بالانصراف، ثم انتبه لهم انتباهة، فأرسل إلى عبد المطلب فأدنى مجلسه وأخلاه، ثم قال: يا عبد المطلب إنى مفض إليك من سر علمى ما لو يكون غيرك لم أبح به، ولكنى رأيتك معدنه، فاطلعتك طليعه، فليكن عندك مطويا حتى يأذن الله فيه، فإن الله بالغ أمره. سيف بن ذى يزن يبشر بـ النبى.. ما يقوله التراث الإسلامى - اليوم السابع. إنى أجد فى الكتاب المكنون، والعلم المخزون، الذى اخترناه لأنفسنا، واجتجناه دون غيرنا، خبرا عظيما، وخطرا جسيما، فيه شرف الحياة، وفضيلة الوفاة للناس عامة، ولرهطك كافة، ولك خاصة. فقال عبد المطلب: أيها الملك مثلك سر وبر، فما هو فداؤك أهل الوبر زمرا بعد زمر؟ قال: إذا ولد بتهامة غلام به علامة، بين كتفيه شامة، كانت له الإمامة، ولكم به الزعامة إلى يوم القيامة. قال عبد المطلب - أبيت اللعن -: لقد أبت بخير ما آب به وافد، ولولا هيبة الملك وإجلاله واعظامه، لسألته من بشارته إياى، ما ازداد به سرورا. قال ابن ذى يزن: هذا حينه الذى يولد فيه، أو قد ولد، واسمه محمد، يموت أبوه وأمه، ويكفله جده وعمه، ولدناه مرارا، والله باعثه جهارا، وجاعل له منا أنصارا، يعزبهم أولياءه، ويذل بهم أعداءه، ويضرب بهم الناس عن عرض، ويستبيح بهم كرائم أهل الأرض، يكسر الأوثان، ويخمد النيران، يعبد الرحمن، ويدحر الشيطان، قوله فصل، وحكمه عدل، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويبطله.