كُنّي بأبي الفضل، وأبي القاسم، وله ألقاب عظيمة تكشف عن مكنون شخصيته، وطهارة عرقه، وسموه ونبله، وهي:
1- قمر بني هاشم ( [9]): لقّب به لما كان فيه من روعة البهاء، وجمال الصورة بحيث كان آية من آياتها. 2- السقّاء ( [10]): لقّب بذلك، لأنه قام مرات عديدة باقتحام الفرات وإحضار الماء للعطاشى في مخيم الحسين(ع). 3- بطل العلقمي ( [11]): والعلقمي اسم النهر الذي استشهد(ع) ، على ضفافه. 4- حامل اللواء ( [12]): إذ كان العباس(ع) قد دفع إليه أخوه الحسين لواءه في كربلاء. 5- كبش الكتيبة، أظفاه عليه أخوه الحسين(ع) ، عندما استأذنه للبراز، فقال له: أنت كبش كتيبتي، وهو وسام لأعلى قائد في الجيش، الذي يقوم بحماية كتائب جيشه بحسن التدبير. أبو الفضل العباس (ع) قمر بني هاشم. 6- باب الحوائج ( [13]): لما رأته الشيعة وغيرهم، من استجابة الله تعالى الدعاء تحت قبة قبره المبارك. أجلسه أمير المؤمنين(ع) ذات مرة في حجره - وكان صغيراً - فشمّر العباس عن ساعديه، فجعل الإمام يقبلهما وهو غارق في البكاء، فسألته أم البنين: ما يبكيك؟
فقال: نظرت إلى هذين الكفين، وتذكرت ما يجري عليهما. فقالت: ماذا يجري عليهما؟
قال: إنهما يقطعان من الزند. فقالت: ولماذا؟
فأخذ أمير المؤمنين يخبرها عما يجري عليه وعلى إخوته في كربلاء ( [14]).
- اجمل صور ابو الفضل العباس عليه
- تعداد فرزندان ابو الفضل العباس عليه
- ابو الفضل العباس عليه السلام
- زيارة ابو الفضل العباس
- مولد ابو الفضل العباس
- أبغض الحلال عند الله الطلاق
- ما صحة حديث أبغض الحلال إلى الله الطلاق للشيخ أبوإسحاق - YouTube
- درجة حديث أبغض الحلال إلى الله الطلاق - إسلام ويب - مركز الفتوى
اجمل صور ابو الفضل العباس عليه
احتلت شخصية العباس بن علي عليهما السلام اهتماماً واسعاً من قبل أئمة أهل البيت عليهم السلام لأهمية القضية التي كان العباس عليه السلام أحد اقطابها ورجالاتها البارزين، وكان الدور الذي يحتمله العباس عليه السلام في هذه القضية احدى الملاحم المهمة التي دعت أئمة أهل البيت عليهم السلام ان يجعلوه من اهم الشخصيات البارزة في سيرتهم ومشروعهم الرسالي، فقد أضحت شخصية العباس من اهم دواعي الاعتزاز التي يفتخر بها المخلصون الاوفياء، الذين يبحثون عن قدوتهم في هذا الشأن. لقد اخذت شخصية العباس عليه السلام اهتمامها الواسع في أعمال المحققين، وكلمات المؤرخين، حتى انك لم تجد مؤرخا إلا وأشار إلى سيرة العباس عليه السلام تفصيلا وايجازا، مما يمكن القول ان هذه الشخصية الملحمية فرضت نفسها على الواقع التحقيقي، واملت المساحة التاريخية الشاسعة بالكثير من المواقف التي اذهلت الجميع. ولعل ما نجده من كلمات المعصومين عليهم السلام في تقريض شخصية العباس عليه السلام سيكون حافزاً مهماً للوقوف على حقائق غيبية أشار اليها المعصوم، أوضح فيها معالم شخصيته التي لم يستطع أحد ان يستكشفها الا من خلال شواهد المعصومين عليهم السلام الذين دفعوا بهذه الشخصية المهمة إلى واجهة الأحداث فضلاً عن مواقفها ومحطات حياتها البطولية.
تعداد فرزندان ابو الفضل العباس عليه
ثم تجهز للمسير وسار بعسكره حتى وصل إلى مدينة النهروان فلما سمع به القوم أغلقوا باب السور عليهم وتحصنوا فبعث إليهم عبد الله بن عباس (رض) فخطبهم وذكرهم فلم يفد ذلك. فنهض إليهم الإمام علي (ع) ورفع صوته يخاطبهم محذرا من الفتنة وحاججهم فألجمهم وذكرهم ووعظهم فرجع منهم جماعة عن حربه وأصر الباقون و اعلنوا العناد فعند ذلك شعر الإمام لحربهم واستعد معه أصحابه للحرب فقال (ع): لا ينهض لحربهم غيري وغير ولدي. ثم مضى نحوهم ومشى خلفه ولده الحسن ثم الحسين ثم محمد ابن الحنفية (عليهم السلام) فمسك الامام بباب المدينة واقتلعه قالع باب خيبروالقوم يرمونه وولده بالنبل. لواء أبو الفضل العباس.. عنوان طائفي في المأساة السورية. وكان لمدينة النهروان أربعة أبواب فقال لولده الحسن (ع): بني دونك ذلك الباب وأشار للباب الشرقي فمضى الحسن حيث أمره أبوه ،وقال للحسين (ع):أنت عليك بالباب الغربي ، وقال لمحمد: أنت عليك بالباب الجنوبي فمضيا حيث أمرهما أبوهما وانغمس أمير المؤمنين (ع) في وسط المدينة وحمل عليهم بسيفه البتار فتركهم بين طريح وجريح ومنهزم
وبينما هو كذلك وإذا بغلام قد اقبل فنظر إليه فإذا هو ولده ، فقال له: - بني ما الذي جاء بك في هذا الوقت. قال العباس (ع) (وكان في ذلك الحين غلاما صغيرا) يا أبتاه من هذا وأشار بيده إلى الحسن.
ابو الفضل العباس عليه السلام
وظل الاستقرار يسود الخيام ما دام هو على قيد الحياة، وهو كما قال الشاعر: اليوم نامت أعين بك لم تنموتسهدّت أُخرى فعزّ منامها في يوم عاشوراء استشهد أخوة العباس الثلاثة قبله، ولما جاء هو أخيه الحسين طالباً الأذن للبروز إلى الميدان، أمره أخوه بجلب الماء للأطفال العطاشى في الخيام. فسار أبو الفضل نحو الفرات وملأ القربة، وعند العودة للخيام اشتبك مع جيش العدو الذي يحاصر الماء، وقطعت يداه، واستشهد هناك. وقبل هذا كان قد برز للقتال عدّة مرات إلى جانب سيد الشهداء وقاتل جيش يزيد. إن للعباس عليه السلام مكانة جليلة، والتعابير الرفيعة الواردة في زيارته تعكس هذه الحقيقة. وتنصّ زيارته المنقولة عن الإمام الصادق عليه السلام على عبارات من قبيل: " السلام عليك أيّها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين... مولد ابو الفضل العباس. أشهد أنك مضيت على ما مضى عليه البدريون والمجاهدون في سبيل الله، المناصحون في جهاد أعدائه،المبالغون في نصرة أوليائه، الذّابّون عن أحبّائه... "(مفاتيح الجنان:435)،
وهي تؤكد على ما كان يتصف به من العبودية لله والصلاح والطاعة، وأنه استمرار لخط مجاهدي بدر، وأولياء الله والمدافعين عن أولياء الله.
زيارة ابو الفضل العباس
قال: هذا الحسن. قال ومن أبوه ؟
قال: أنا أبوك علي. قال العباس: ومن ذاك ؟
قال علي: هذا أخوك الحسين بن علي. قال العباس: ومن ذاك وأشار إلى محمد ابن الحنفية ؟
قال علي:ذاك أخوك محمد بن علي. قال إذا نحن أبناء أب واحد. قال:نعم يابني. فما الذي تريد بهذا. قال: ياسيدي أراك قد خصصت كل واحد من أخوتي بباب من أبواب هذه المدينة يكون عليه عند الحملة وما أراك جعلتني على باب من أبواب هذه المدينة وهذا الباب الجنوبي ليس فيه احد من أخوتي واني جئت إليك لهذا الأمر. فلما سمع الإمام كلام ولده تبسم وقال:يابني أنت غلام صغير بعد. قال:يا أبتاه ألم تجاهد بين يدي رسول الله و أنت غلام صغير ؟
قال: نعم يا ولدي. قال وأنا الشبل من ذاك الأسد أسألك بعيش عاشه رسول الله (ص) الا ما جعلتني على ذلك الباب. قال علي:إن أمامه نهرا وعلى النهر قنطرة واني أخشى عليك منهم في مثل هذا المكان. قال العباس:القنطرة لي وإنا لها وانا ولدك. زيارة ابو الفضل العباس. قال علي (ع): وأنت كفؤ كريم دونك يا بني ما تريد.
مولد ابو الفضل العباس
كنيته:
وكُنِّي سيّدنا العبّاس عليه السلام بما يلي:
١ ـ أبو الفضل:
كُنّي بذلك لأن له ولداً اسمه الفضل ، ويقول في ذلك بعض من رثاه:
أبا الفضل يا من أسّس الفضل والإبا
أبى الفضل إلّا أن تكون له أبا
وطابقت هذه الكنية حقيقة ذاته العظيمة فلو لم يكن له ولد يُسمّى بهذا الإسم ، فهو ـ حقّاً ـ أبو الفضل ، ومصدره الفياض فقد أفاض في حياته ببرّه وعطائه على القاصدين لنبله وجوده ، وبعد شهادته كان موئلاً وملجأً لكل ملهوف ، فما استجار به أحد بنيّة صادقة إلّا كشف الله ما ألمّ به من المحن والبلوى. ٢ ـ أبو القاسم:
كُنّي بذلك لأن له ولداً اسمه ( القاسم) وذكر بعض المؤرّخين أنّه استشهد معه يوم الطفّ ، وقدّمه قرباناً لدين الله ، وفداءً لريحانة رسول الله صلّى الله عليه وآله. ألقابه:
أمّا الألقاب التي تُضفى على الشخص فهي تحكي صفاته النفسية حسنة كانت أو سيّئة ، وقد أضيفت على أبي الفضل عليه السلام عدّة ألقاب رفيعة تنمّ عن نزعاته النفسية الطيبة ، وما اتصف به من مكارم الأخلاق وهي:
١ ـ قمر بني هاشم:
كان العبّاس عليه السلام في روعة بهائه ، وجميل صورته آية من آيات الجمال ، ولذلك لقّب بقمر بني هاشم ، وكما كان قمراً لأسرته العلوية الكريمة ، فقد كان قمراً في دنيا الإسلام ، فقد أضاء طريق الشهادة ، وأنار مقاصدها لجميع المسلمين.
وهذه بعض مقامات العباس عليه السلام ومراتبه التي كشف عنها المعصوم في كلماته، ويمكن ان نستلخص منها اكثر من ذلك لولا مراعاة بعض المقامات التي أدركُ مراعاتها في هذا الشأن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ما ورد عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام
تعد مشاريع الامام الصادق عليه السلام التأسيسية في مقام المعصومين من خلال ما ضمنها في مخصوص الزيارات هي إحدى المعالم المعرفية التي أكدها الامام عليه السلام في هذا الشأن. ويمكن أن نستوضح ذلك من خلال استعراض نصوص الزيارات الكاشفة عن مقاماتهم عليهم السلام ومنها مقام أبي الفضل العباس عليه السلام وسيأتي التعرض إلى بعضها. فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام قوله:
(كان عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة، صلب الإيمان جاهد مع أبي عبد الله عليه السلام وابلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً)3. فقد وصفه الإمام الصادق عليه السلام بصفة مهمة وهي:
نفاذ البصيرة
صفة معرفية تزيد الانسان معرفة لا تخالطها شبهة ولا يختلجها شك، وهذه الصفة فرع العلم الذي أشار اليه الامام أمير المؤمنين عليه السلام (بأن العباس زق العلم زقا)، ومن المؤكد ان ما اعترى خروج الامام الحسين عليه السلام إلى كربلاء من الاعتراضات والتشكيكات في صحة اقدامه على هكذا عمل قد يثير الربية في صحة ما اتخذه الامام عليه السلام، ويورث التردد -وقد اشرنا إلى حجم الاعتراضات التي اعترضت الامام الحسين عليه السلام منذ خروجه إلى كربلاء-.
الحمد لله. هذا الحديث مداره على الراوي الثقة: " معرف بن واصل "، عن الإمام الثقة " محارب بن
دثار " ، المتوفى سنة (116هـ) ، وهو من طبقة التابعين ، ولكن جاء عن " معرف " على
وجهين:
الأول: مسندا متصلا عن معرف بن واصل ، عن محارب ، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن
النبي صلى الله عليه وسلم. رواه محمد بن خالد الوهبي عن معرف ، هكذا ، مسندا ، كما عند أبي داود (2178)، ومن
طريقه البيهقي في " السنن الكبرى" (7/322)، وابن عدي في "الكامل" (6/2453). الثاني: مرسلاً عن معرف بن واصل ، عن محارب بن دثار ، عن النبي صلى الله عليه وسلم
، بدون ذكر ابن عمر. ان ابغض الحلال عند الله الطلاق. رواه هكذا أحمد بن يونس ، ويحيى بن بكير ، ووكيع بن الجراح. كما عند أبي داود في "السنن" (2177)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/322)، وابن أبي
شيبة في "المصنف" (5/253)، وذكره السخاوي في "المقاصد الحسنة" (11)، والدارقطني في
"العلل" (13/225). ولمَّا رأى المحدِّثون أنَّ مَن رواه مرسلا أوثق وأكثر ممَّن رواه مسندا متصلا
رجحوا الإرسال ، والمرسل من أقسام الحديث الضعيف، ونصوا على أن من رواه متصلا عن
ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخطأ ووهم. قال ابن أبي حاتم:
" قال أبي: إنما هو محارب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا "
انتهى.
أبغض الحلال عند الله الطلاق
حكم طلاق الحائض ، لا شك أن العلاقات الاجتماعية والأسرية مهما كانت ناجحة وتعيش في جو تغلفه الألفة والمحبة، قد يتغير هذا الحال الجميل، ويتسرب الخلاف بين الرجل وزوجه، فتظهر المشاكل بينهما، مما يؤدي إلى الطلاق في بعض الأحيان، ولذلك سنعرف في هذا المقال حكم طلاق الحائض. حكم طلاق الحائض
لا يجوز تطليق الزوجة في حال الحيض، ولا في حال النفاس، ولا في طهر جامعها فيه حتى تطهر ، لا بد من طهرها من الحيض، ثم يطلق قبل أن يمسها لقول النبي لابن عمر لما طلقها وهي حائض غضب عليه النبي وأنكر عليه، وقال: "راجعها، ثم أمسكها حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، ثم إن شئت طلقها قبل أن تمسها، فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق على النساء"، وإذا مسها لا يطلقها حتى تحيض، ثم تطهر، ثم يطلقها قبل أن يمسها، هكذا أمر النبي ابن عمر، كما أنه غضب عليه لما طلقها في الحيض، ومثله في النفاس. وقد اختلف أهل العلم في ذلك، حيث أن جمهور يرون أنه يقع الطلاق ، وهذا قول الأكثرين من أهل العلم، والقول الثاني: أنه لا يقع في الحيض، ولا في النفاس، ولا في طهر جامعها فيه الرجل، لما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله، والصواب أن الطلاق لا قع في مثل هذه الحالة والله أعلم.
ما صحة حديث أبغض الحلال إلى الله الطلاق للشيخ أبوإسحاق - Youtube
[1]
شاهد أيضًا: الأصل في حكم الطلاق التحريم
هل يجوز طلاق الحامل
بعد معرفة حكم الطلاق الحائض، يجب معرفة هل يجوز طلاق الحامل، فإن الحامل يقع عليها الطلاق، وهذا ما أجمع عليه أهل العلم، وليس فيه خلاف، والحامل طلاقها إما سني وإما لا سنة ولا بدعة، وهذا ما ورد من خلال قول النبي صلى الله عليه وسلم، أنه أمر ابن عمر لما طلق امرأته في حيضها، أن يمسكها حتى تحيض ثم تطهر، قال: ثم ليطلقها طاهراً أو حاملاً، وهذا يعني أن طلاق الحامل أمر لا بأس به، بل هو سنة على الراجح، يعني طلاقها سُنّي لا بدعي. وفي محل السُّنة تطليق المرأة في حالتين، إما أن تكون حبلى، اي حامل، فطلاقها سُنّي لا بدعي، أو أن تكون طاهرًا لم يمسها الزوج، قد طهرت من حيضها أو نفاسها قبل أن يمسها، فإن هذا الطلاق سُنّي في هذه الحالة، ولكن يبقى الطلاق هو أبغض الحلال إلى الله، لأنه يفرق بين الرجل وأهله. [2]
شاهد أيضًا: شروط الطلاق في المحكمة وإجراءات الطلاق في السعودية
حكم طلاق الغضبان
على الزوج أن يتقي الله سبحانه وتعالى، وأن يتجنب استعمال لفظ الطلاق، حتى لا يؤدي ذلك إلى خراب بيته وانهيار أسرته، وقد قسم العلماء الطلاق عند الغضب إلى ثلاثة أحوال، وهي: [3]
الحال الأولى: وهي حال يتغيب معها الشعور، فهذا يلحق بالمجانين، ولا يقع الطلاق عند جميع أهل العلم.
درجة حديث أبغض الحلال إلى الله الطلاق - إسلام ويب - مركز الفتوى
إنّ أبغضَ الحلالِ عند الله الطّلاق
ورد أنّ هذا الحديث مرويٌ عن النبيّ-صلّى الله عليه وسلّم- ومتداول على أنه صحيح، كما يستشهد الكثير من الناس به ويستدلون به على منع الطلاق وربما تحريمه، وبعد تدقيق العلماء في سند الحديث تبين أنه حديثٌ ضعيف، ولا يصلح للاستدلال به فقهاً، وقد ورد بروايات عدة كلُّها ضعيفة، وتخريجه هو كالآتي: [٨]
رواه جماعة من الرّواة عن معرف عن محارب عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مُرسلاً، والمرسل يعني فيه ضعف. رواه أحدهم عن معرف عن محارب عن ابن عمر عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- مُتصلاً. رجّح الأئمّة "إرساله" ؛ لأنّ الذين أرسلوه ثقاته أكثر من الذين جعلوه متصلاً، أو قد وصله واحد فقط، وهذا يعني أنه غريبٌ وضعيف، هذا بالنّسبة للسند الموصل إلى المتن. أبغض الحلال عند الله الطلاق. أمّا من حيث المتن فإن كان الحديث صحيحاً على وجه الافتراض، فيُحمل حينئذٍ على المعنى المجازي أيْ ليس المراد بغض الطّلاق بعيْنه، وإنّما بغض ما يترتب عليه من سلبيّات، وأولها دمار الأسرة، رغم أنّه مباحٌ شرعاً إلّا أنّه لا يكون إلا للضرورة القصوى، وأن يكون من آخر القرارات التي يلجئ إليها الزوج بعد الزجر والتأنيب والهجر في المضجع والضرب غير المبرح إن لزم الأمر، أما إن ظن الزوج أنّ الحياة ستصبح أفضل بعد الطلاق بوجود قرائن دالة على ذلك، كضعف الوازع الديني والأخلاقي، يكون الطّلاق من حقّه حينها.
[٤] [٥]
آداب إيقاع الطلاق
إنّ لتطليق الرجل زوجته آداباً شرعيةً يجدر به مراعاتها عند إيقاع الطلاق، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها: [٦]
الحرص على رعاية المصلحة قبل إيقاع الطلاق، وذلك من خلال التروّي، والتحاكم إلى حكمين، فمن تعجّل في إيقاع الطلاق، وترك الاحتكام إلى حكمين فيه قد تلبّس بفعل المنهي عنه، ومخالفة المأمور به. إيقاع الطلاق في حالة الخوف من عدم إقامة حدود الله بين الزوجين؛ كأن تتضرّر المرأة بزواجها لما تراه من انكبابه على الفواحش، والمنكرات، أو إغراءٍ لها بترك الواجبات، أو ترغيبها بمشاهدة ما يأتيه من الموبقات، ونحو ذلك. عدم قصد إيذاء الزوجة، والإضرار بها من خلال إيقاع الطلاق عليها؛ لأنّ الضرر ممنوعٌ شرعاً، وقد نهى الله تعالى عنه في قوله: (وَلَا تُضَارُّوهُنَّ). [٧]
ألّا يكون الطلاق بثلاثة طلقاتٍ دفعةً واحدةً، لنهي الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عن فعل ذلك. الإشهاد على حدوث الطلاق، وعلى حدوث الرجعة أيضاً إن حصلت. ألّا يكون الطلاق في حالة الغضب. أن يقع الطلاق على الوجه المأذون به شرعاً، فلا يكون طلاقاً بدعياً محرّماً في وقت الحيض ، أو النفاس، بل في طهرٍ لم يجامع الرجل فيه زوجته. إيقاع الطلاق بإحسان؛ أي دون كلامٍ فاحشٍ بذيءٍ، ودون بغيٍ، أو عدوانٍ على المرأة.