أنت في عشر ذي الحجة تنبه إلى قلبك ينبغي أن يكون سليماً، وخاصة على علماء الأمة، وخاصة على فقهائها، هذا فضلاً عن أصحاب سيدنا رسول الله، فضلاً عن الخلفاء الأربعة، فضلاً عن كتاب الوحي، فضلاً عن أمهات المؤمنين، فضلاً عن الذين نقلوا إلينا أحاديث سيدنا رسول الله كأبي هريرة رضي الله تبارك وتعالى عنه، أيها الإخوة أيام عشر ذي الحجة هي الأيام التي يتنافس فيها المتنافسون، علينا بصيامها وبقيام لياليها وقيام لياليها، أقل ما يمكن أن يقال في قيام لياليها أن تصلي الفجر والعشاء في جماعة. من خلال هذه الأيام علينا أن نتعرض لنفحة الله عز وجل، سائلين المولى أن يغيث البلاد والعباد، وأن يطهر قلوبنا من الحقد ومن الغل ومن الحسد على كل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، حتى نسلم يوم القيامة إذ يقول مولانا عز وجل: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم} لنتنافس أيها الإخوة في هذه الأيام بالأخلاق الحسنة وخيركم خيركم لأهله، سائلين المولى عز وجل أن يعيننا على اتباع سيدنا رسول الله بأقوالنا وأفعالنا وأخلاقنا وأحوالنا، وفي ساعة الرضا وفي ساعة الغضب، إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير، أقول هذا القول وكل منا يستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
- يختص برحمته من يشاء -3 الشيخ زمان الحسناوي ليلة 17 جمادي الاخرة 1439 هـ بلد
يختص برحمته من يشاء -3 الشيخ زمان الحسناوي ليلة 17 جمادي الاخرة 1439 هـ بلد
اختصاصه بالرحمة من يشاء الحق تبارك وتعالى في الآية التي نحن بصددها يقول: { وَٱللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ}.. ساعة تقرأ كلمة يختص تفهم أن شيئا خصص لشيء دون غيره.. يعني أنني خصصت فلانا بهذا الشيء: { وَٱللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ}.. أي يعطي الرحمة لمن يشاء لكي يؤدي مهمته أو ينزل رحمته على من يشاء، فليس لهؤلاء الكفار أن يتحكموا في مشيئة الله، وحسدهم وكراهيتهم للمؤمنين لا يعطيهم حق التحكم في رحمة الله.. ولذلك أراد الله أن يرد عليهم بأن هذا الدين سينتشر ويزداد المؤمنون به.. وسيفتح الله به أقطارا ودولا.. يختص برحمته من يشاء -3 الشيخ زمان الحسناوي ليلة 17 جمادي الاخرة 1439 هـ بلد. وسيدخل الناس فيه أفواجا وسيظهره على الدين كله. ولو تأملنا أسباب انتصار أي عدو على من يعاديه لوجدنا إنها إما أسباب ظاهرة واضحة وإما مكر وخداع.. بحيث يظهر العدو لعدوه أنه يحبه ويكيد له في الخفاء حتى يتمكن منه فيقتله.. ولقد هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة سرا.. لماذا؟ لأن الله أراد أن يقول لقريش لن تقدروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو بالمكر والخداع والتبييت.. هم بيتوا الفتية ليقتلوه.. وجاءوا من كل قبيلة بفتى ليضيع دمه بين القبائل.. وخرج صلى الله عليه وسلم ووضع التراب على رءوس الفتية.. الله أرادهم أن يعرفوا أنهم لن يقدروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمكر والتبييت والخداع ولا بالعداء الظاهر.
جملة: (إن الذين يشترون.. وجملة: (يشترون) لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: (أولئك) لا خلاق لهم في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: (لا خلاق لها) في محلّ رفع خبر أولئك. وجملة: (لا يكلّمهم اللّه) في محلّ رفع معطوفة على جملة لا خلاق. وجملة: (لا ينظر إليهم) في محلّ رفع معطوفة على جملة لا خلاق. وجملة: (لا يزكّيهم) في محلّ رفع معطوفة على جملة لا خلاق. وجملة: (لهم عذاب) في محلّ رفع معطوفة على جملة لا خلاق. الصرف: (ثمنا)، اسم لما كان عوض البيع فعله ثمن يثمن باب كرم وزنه فعل بفتحتين (الآية 79- البقرة). البلاغة: 1- الاستعارة المكنية: في الاشتراء، أي أنهم يستبدلون بما عاهدوا عليه وبما حلفوا به من الإيمان متاع الدنيا، ورأوا بذلك تحريفهم للتوراة وتبديل ما ورد فيها.. إعراب الآية رقم (78): {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)}. يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم. الإعراب: الواو عاطفة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم اللام لام التوكيد (فريقا) اسم إنّ مؤخّر منصوب (يلوون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ألسنة) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (بالكتاب) جارّ ومجرور متعلّق ب (يلوون)، والباء بمعنى في أي في قراءة الكتاب اللام لام التعليل (تحسبوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام.. والواو فاعل والهاء ضمير مفعول به (من الكتاب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان أي معدودا من الكتاب.