ثمَّ تؤخَذُ الأعمالُ على ذاكم. أبو هريرة
شعيب الأرناؤوط
تخريج سنن أبي داود
864
صحيح بطرقه وشواهده
5 - أوَّلُ ما يحاسَبُ بِه العبدُ يومَ القيامةِ صلاتُهُ، فإن أتَمَّها كُتبت لَه تامَّةً ، وإن لم يَكن أتَمَّها قالَ: انظُروا تجِدونَ لعبدي مِن تطوُّعٍ، فأَكمِلوا ما ضيَّعَ من فريضتِه ثُمَّ الزَّكاةُ، ثُمَّ تؤخَذُ الأعمالُ على حَسبِ ذلِكَ. 6 - مَن حجَّ عن والدَيهِ بعدَ وفاتِهما ؛ كتَبَ اللَّهُ له عِتقًا من النَّارِ ، وكان للمَحجوجِ عنهُم أجرُ حجَّةٍ تامَّةٍ ؛ مِن غيرِ أن يُنتَقَصَ مِن أجورِهما شَيءٌ.
من جلس في مصلاه | سواح هوست
حديث أنس سلف في القنوت (١) ، وحديث عائشة أخرجه مسلم أيضًا (٢) ، وقتل زيد بن حارثة وصاحباه في غزوة مؤتة -بالهمز وتركه- بالبلقاء من أرض الشام في جمادى الأولى، وقيل: الآخرة سنة ثمان. (١) برقم (١٠٠١) كتاب: الوتر. (٢) "صحيح مسلم" (٩٣٥) كتاب: الجنائز، باب: التشديد في النياحة.
وسجود الشكر وهو سجود وليس صلاة. قال ابن قدامة في المُغني: ويستحب سجود الشكر عند تجدد النعم، واندفاع النقم. وروى ابن المنذر بإسناده عن أبي بكر أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان إذا أتاه أمر يُسرّ بِهِ خرّ ساجداً ورواه أبو داود ولفظه قال: كان إذا أتاه أمرٌ يُسرّ بِهِ ، أو بُشِّر به خرّ ساجداً شكراً لله وسجد الصديق حين فتح اليمامة، ولا يُشترط لسجود الشكر ما يُشترط للصلاة من وضوء واستقبال قبلة وتكبير، لأنه مجرد سجود. وإن كان الأفضل أن يسجد على طهارة ويكون مستقبلا القبلة.
ويعرف الدكتور تمام حسان اللغة بأنها منظمة عرفية للرمز 'إلى نشاط المجتمع
التعريف الاصطلاحي:
يمكن أن نخلص إلى تعريف للغة يتشكل عبر تلك المفهومات:
( فاللغة نظام صوتي يمتلك سياقا اجتماعيا و ثقافيا له دلالاته و رموزه و هو قابل للنمو و التطور يخضع في ذلك للظروف التاريخية و الحضارية التي يمر بها المجتمع). إذا أردنا أن نبني حديثنا عن خصائص اللغة العربية عل أسس و قواعد علمية يمكن أن ننظر إلى المسألة من زوايا ثلاث:
أولاً: البناء الداخلي:
ثانياً: خصائص تتعلق بالجانب التراثي المعرفي و الروحي:
ثالثاً: خصائص شعرية إيحائية:
وسوف أتحدث في هذا البحث عن البناء الداخلي فقط
بما في ذلك القواعد و الأصول التي تنهض عليها اللغة من الناحية النحوية أو الصرفية أو الصوتية أو البلاغية أو المعجمية أو ما يتعلق بفقه اللغة
و علومها. مبدأ الاعتدال: الذي بنيت عليه اللغة العربية, فأكثر كلماتها وضعت على ثلاثة أحرف, و قليل منها أصله رباعي أو خماسي لكيلا يطول النطق و يعسر, فلم يكثروا من الألفاظ الثنائية خشية تتابع عدة كلمات في العبارة الواحدة فيضعف متن الكلام و يحدث فيه ما يشبه التقطع لتوالي الألفاظ المكونة من حرفين, و قد خرجت بعض اللغات عن الأخرى عن الاعتدال _ كما يقول الباقلاني _ يتكرر في بعض الألسنة الحرف الواحد في الكلمة الواحدة, و الكلمات المختلفة كثيراً نحو تكرر حرفي الطاء و السين في اللغة اليونانية, و الحروف الكثيرة في تسمية الشيء الواحد في لغة الترك.
خصائص اللغة العربيّة المتّحدة
ولو لاحظنا اللغة العربية لوجدنا أنه يكثر فيها اقتران المعاني الحسية بالمعاني المجردة و انتقال المفردة من معنى إلى آخر لا بلغي المعنى السابق لذلك فإن لغتنا العربية لا تحتاج إلى التسلسل التاريخي في وضع معاجمها الحديثة لان معانيها في الغالب لا تهجر بل تستخدم كلها وفقاً لسياقاتها المتنوعة. و أريد أن أضيف أن اللغة العربية تميزت بعدة ظواهر لغوية تدل على مدى سعة اللغة العربية و ثراءها و سعة الدلالة فيها على المعنى, سوف أذكرها باختصار
أ) ظاهرة الترادف:
و تعني ما اختلف لفظه و اتفق معناه حيث تطلق عدة كلمات على مدلول واحد, و قد كان للعلماء الباحثين في هذه المسألة مواقف متباينة فمنهم من أثبت وجود الترادف دون قيود و هم الأكثرية, و هناك من أنكر و جود هذه الظاهرة إنكاراً تاما ً موضحا ً أن هناك فروقاً ملموسة في المعنى, و هناك فريق ثالث أثبت الترادف لكنه قيده بشروط أقرب ما تكون إلى إنكاره. ب) المشترك:
و هو اللفظ الواحد له أثر من معنى, و هو قليل جداً في اللغة,
و مثال ذلك العين التي هي في الأصل عضو الإبصار, فلأن الدمع يجري منها كما يجري الماء, أو لمعانها و ما يحف بها من أهداب تشبه عين الماء التي تحف بها الأشجار, و العين من أعيان الناس و هم وجهاؤهم, لقيمتهم في المجتمع التي تشبه قيمة العين في الأعضاء, و العين بمعنى الإصابة بالحسد لأن العين هي المتسببة في هذه الإصابة.... و ما إلى ذلك من معان.
وبهمةِ هؤلاءِ الجهابذةِ مِنَ العلماءِ، تعلَّمَ العربيةَ الفارسيُّ والتركيُّ والهنديُّ، وشاركُوا في بناءِ الحضارةِ الإسلاميةِ التي دامتْ زُهاءَ عشرةِ قرونٍ مِنَ الزمنِ. ولقدْ شَهِدَ المنصِفونَ مِنَ الكُتَّابِ الأجانِبِ كصاحبِ كتابِ: "تراثِ الإسلامِ" أنَّ اللغةَ العربيةَ لغةٌ عبقريةٌ لا تدانيها لغةٌ في مرونتِها واشتقاقاتِها. وقدْ بلغتْ حروفُ اللغةِ الروسيةِ خمساً وثلاثينَ حرفاً، ولكنَّها مع ذلكَ لم تبلغْ ما بلغتْهُ العربيةُ مِنْ مخارجَ ونبراتٍ، وما حملتهُ مِن معاني وكلماتٍ. أيها المسلمون: أكدتْ دراسةٌ حديثةٌ في علمِ الأصواتِ أنَّ اللغةَ العربيةَ فاقَتْ جميعَ اللُّغاتِ الحيَّةِ قاطبةً، كَما أنَّ اللغةَ العربيةَ على درجةٍ عاليةٍ من التنظيمِ في مخارِجِها وأصواتِها ومقاطِعِها ونبراتِها وتنغيمِها وصرفِها وإعرابِها، كما أنَّ لها قدرةً عجيبةً في الاقتصادِ والإيجازِ، لا يجاريها في ذلكَ لغةٌ أخرى. ومنْ خصائِصِها: أنها لغةٌ ولودةٌ، تلدُ الألفاظَ الجديدةَ، وتستوعبُ المصطلحاتِ عن طريقِ الإشتقاقِ والمجازِ والإلصاقِ. كما أنَّ لها نغمٌ خلابٌ تدركُهُ الأذنُ ولو كانَتْ غيرَ عربيةٍ. ولِلُّغةِ العربيةِ قدرةٌ عجيبةٌ في النحتِ مثلُ البسملةِ من "بسم الله"، والحوقَلَةِ مِنْ "لا حولَ ولا قوةَ إلاَّ باللهِ"، ولهَا القدرةُ على الترجمةِ وعلى التعريبِ.
خصائص اللغه العربيه الفصحي
ثم حَملَ لواءَ هذهِ الدعواتِ التغريبيةِ -وللأسفِ الشديدِ- كُتَّابٌ مِنْ بني جلدتِنا، وقَدْ قدَّمَ بعضُهُم مشروعاً في مِصرَ بأنْ تُكتبَ اللغةُ العربيةُ بالحروفِ اللاتينيةِ، فقوبِلَ ذلكَ المشروعُ المأفونُ مِنْ حُماةِ الدينِ وحُماةِ اللغةِ العربيةِ والذائدينَ عنها في مِصرَ بالسخطِ والنكيرِ، فلم يجدْ ذلكَ المشروعُ قبولاً في مِصرَ، ولكنَّهُ وجدَ قُبولاً في تركيا وأندونيسيا والصومال، فاستبدلوا الحروفَ العربيةَ بالحروفِ اللاتينيةِ. ولا تزالُ حملاتُ التغريبِ تتوالى على لُغتِكُم العربيةِ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ وصَوبٍ، مِنَ الغربِ ومِنْ بني جلدتِنا ، فلولا حِفظُ اللهِ لها بالقرآنِ لكانتْ أثراً بعدَ عينٍ. أيها المسلمونَ: يَدَّعِي دعاةُ التغريبِ في بلادِنا والحاقدونَ علينا مِنَ الأجانبِ أنَّ اللغةَ العربيةَ، هذهِ اللغةَ التي استوعبتْ كلامَ اللهِ القرآنَ واستوعبتْ شريعةَ اللهِ، غيرُ قادرةٍ على استيعابِ مصطلحاتِ الطبِّ والهندسةِ والعلومِ الأخرى، وأنَّها لغةُ دينٍ وأدبٍ فقط، وهذا -واللهِ- مِنَ الحقدِ الدفينِ، ومِنَ العداءِ الظاهرِ البيِّنِ لهذهِ اللغةِ وأهلِها، فاللغةُ العربيةُ بقوةِ ألفاظِها، وشساعةِ تراكيبِها، قادرةٌ إلى حدِّ الإعجازِ في صياغةِ المعاني والألفاظِ.
2،ص. 16-21، وعبد العزيز مطر، الأصالة العربية في لهجات الخليج، عالم الكتب، 1985، ص. 7، وعبد القادر حامد هلال،اللهجات العربية، نشأةً وتطوّراً، مكتبة وهبة، القاهرة، ط. 33. (13) عبد العزيز بن عبد الله، نحو تفصيح العاميّة في الوطن العربي، دراسات مقارنة بين العاميّات العربية، مطبعة فضالة، 1972. (14) لا ينفي الاختلاف في الإنجاز الفعلي (actual) بين اللهجات التشابه البنيويِّ. أي إن الاختلاف يقع على مستوى الممارسة، أما، على مستوى البنية، فإنها متماثلة. فمثلا، تعد مبادئ الجرّ (genetive) والجهة الامتدادية (durative aspect) واحدة في بنية كل اللهجات، لكن، إنجاز هذين المبدأين وتحقّقهما، يختلف من لهجة إلى أخرى: تعبر العامية العربية المغربية عن الجر بالحرف: ديال، والمصرية: بِتَاع والسورية: تَبَع والسودانية: هَنَ، وتؤشِّر العربية المغربية إلى الجهة الامتدادية في الفعل بالحرف: ك- والمصرية: ب- والسورية: عَمْ، وهكذا دواليك. وهنا، نلاحظ أن الفرق في الإنجاز بين اللهجات يُمكن أن يكون معجمياً، وليس صوتيّاً فقط، كما يقول إبراهيم أنيس في كتابه اللهجات العربية، حيث يختزل الاختلاف في التباينات الصوتية العامة، على مستوى المخرج، ووضع أعضاء النطق، ومقاييس أصوات اللين، والحركات، وحروف المدّ، ونغمة الكلام الموسيقية، وتفاعل الأصوات.