ولمّا احسّ الخليفة الثاني بأنّ هذه الفقرة في الأذان والإقامة تحرّض المسلمين على ولاية علي عليه السلام وتدعوهم إلى الإعتقاد وبإمامته وكان ذلك مخالفاً لمشروعيّة خلافته ودليلاً واضحاً على بطلانها ، أمر بإسقاط هذه الفقرة من الأذان والإقامة بدعوى انّ الناس إذا علموا انّ الصلاة خير العمل تركوا الجهاد والقتال ولم يكتف بحذف هذا الفقره بل أمر بأن يقال في أذان الفجر الصلاة خير من النوم ، بدلاً من حيّ على خير العمل. وقد جرت هذه البدعة في أهل السنّة فتركوا سنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وحذفوا « حيّ على خير العمل » وعملوا ببدعة عمر بن الخطاب وأضافوا في أذان الفجر « الصلاة خير من النوم » ، مع أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يشرّعه في الأذان. وممّا يدلّ على أنّ « حيّ على خير العمل » كان جزءاً من الأذان في عهد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم. وفي خلافة أبي بكر ثمّ نهى عنه عمر ما رواه الطبري في [ المستبين] عن عمر انّه قال: « ثلاث كن على عهد رسول الله أنا محرّمهن ومعاقب عليهنّ: متعة الحج ومتعة النساء وحيّ على خير العمل » ـ ورى في كنز العمال عن الطبراني كان بلال يؤذن بالصبح فيقول: « حي على خير العمل ».
- تصرفات أهل السنة في الأذان
- حكم قول: (حي على خير العمل) في الأذان
- حي على خير العمل .. للمجد هيا يا أمل 7aya 3ala 5air al3amal - YouTube
تصرفات أهل السنة في الأذان
السؤال: وأولى رسائل هذه الحلقة وردتنا من المستمع عبد الرحمن بن عبد الله بن سبتان من الدرعية، يقول في رسالته: أسمع كثيراً من المؤذنين في بعض إذاعات الدول الإسلامية يؤذنون أذاناً مختلفاً كالآتي، في بداية الأذان يكبر تكبيرتين فقط، بعد قوله: (حي على الفلاح، يقول: حي على خير العمل) مرتين فما حكم هذا الأذان؟ وهل ثبت عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله أصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أن الأذان أربع تكبيرات في أوله، ولم يثبت عنه ﷺ أنه يقال فيه: حي على خير العمل، لم يقل هذا بلال ، ولا عبد الله بن أم مكتوم ، ولا أبو محذورة ولا غيره من مؤذنيه عليه الصلاة والسلام، وإنما هو مروي عن علي بن الحسين ويرويه بعضهم عن عبد الله بن عمر ولكنه ليس بثابت عن النبي ﷺ ولا عن مؤذنيه؛ ولهذا فالصواب في هذا أنه بدعة لا يجوز فعله؛ لأنه مخالف للأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وإنما الثابت أن يقول بعد حي على الصلاة حي على الفلاح: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.
حكم قول: (حي على خير العمل) في الأذان
1920 - و رواه الليث بن سعد ، عن نافع كما أخبرنا: أبو عبد الله الحافظ ، أنا: أبو بكر بن إسحاق ، ثنا: بشر بن موسى ، ثنا: موسى بن داود ، ثنا: الليث بن سعد عن نافع ، قال: كان إبن عمر لا يؤذن في سفره و كان يقول: حي على الفلاح ، و أحياناً يقول: حي على خير العمل ، و رواه محمد بن سيرين عن إبن عمر: أنه كان يقول ذلك في أذانه و كذلك رواه نسير بن ذعلوق عن إبن عمرو قال: في السفر ، و روي ذلك ، عن أبي أمامة. 1921 - و أخبرنا: محمد بن عبد الله الحافظ ، أنا: أبو بكر بن إسحاق ، ثنا: بشر بن موسى ، ثنا: موسى بن داود ، ثنا: حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه ، أن علي بن الحسين كان يقول في أذانه إذا قال: حي على الفلاح قال: حي على خير العمل و يقول هو الأذان الأول. عبدالرزاق الصنعاني - المصنف - كتاب الصلاة - باب الأذان
1732 - عبد الرزاق ، عن إبن جريج ، عن نافع ، عن إبن عمر ، أنه كان يقيم الصلاة في السفر يقولها مرتين - أو ثلاثاً - يقول: حي على الصلاة حي على الصلاة ، حي على خير العمل. فهل أكلها نفس الداجن الذي نعرفهُ ؟؟ أم ماذا!!!! ؟؟؟؟
حي على خير العمل .. للمجد هيا يا أمل 7Aya 3Ala 5Air Al3Amal - Youtube
لماذا يذكر الشيعه في الصلاة « حي على خير العمل » ولايذكره السنّة ؟
« حيّ على خير العمل » كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم جزءاً من الأذان والإقامة ، وبإعتقاد الشيعه انّ المراد من خير العمل ، هو ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام والعترة الطاهرة ، فانّ ولاية أهل البيت عليهم السلام والإعتقاد بإمامة الأئمّة الاثني عشر خير الأعمال ، بل هي شرط قبول الأعمال وترتب الثواب والأجر عليها ، بل قال بعض الفقهاء بأنّ الولاية شرط صحّة الأعمال والعبادات ، ولولا الولاية تكون الأعمال باطلة وغير مجزية كما ورد في كثير من الروايات المرويّة من طرق الشيعه والسنّة جميعاً. ففي كتاب المناقب عن [ تاريخ الذهبي] و [ شرف المصطفى] عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: « لو أنّ عبداً عبد الله تعالى بين الركن المقام ألف عام ، ثمّ ألف عام ثمّ ألف عام ولم يكن يحبنا أهل البيت ، لأكبّه الله على منخره في النار ». وفي ينابيع المودة عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعاً: « لو أنّ رجلاً صفن بين الركن والمقام فصلّى وصام ثم لقي الله تعالى وهو مبغض لأهل بيت محمّد دخل النار ». [ أخرجه ابن السرى] وفي ينابيع المودة عن [ مودّة القربى لمير سيد علي بن شهاب الهمداني] عن علي المرتضى عليه السلام عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: « لو انّ عبداً عبد الله مثل ما قام نوح في قومه وكان له مثل جبل اُحد فانفق في سبيل الله ومدّ في عمره حتّى يحجّ ألف عام على قدميه ، ثمّ سعى بين الصفا والمروة ثمّ قُتل مظلوماً ثمّ لم يوالك يا علي لم يشمّ رائحة الجنّة ولم يدخلها ».
[1] هو الإمام الحافظ الفقيه الزاهد الشُّجاع الكريم، قيل في قدره: إن الصحابة لا يفضلون عليه إلا صحبتهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - تُوُفِّي عام 181 هجرية. [2] وردت هذه القصة في كتاب: "البداية والنهاية". مرحباً بالضيف
والروايات المُصرِّحة باشتمال الأذان والإقامة على فقرة: (حيَّ على خير العمل) كثيرةٌ ومن أرادها فليرجعْ إليها في مظانٍّها. وأمَّا ما يُؤيِّدُ -من كُتب علماءِ السنَّة- بأنَّ عمر بن الخطّاب هو مَن أمرَ بحذفِها فنصوصٌ كثيرةٌ نذكر شطرًا منها:
النصّ الأوَّل: قال الشوكاني نقلاً عن كتاب الأحكام: ".. وقد صحَّ لنا أنَّ (حيَّ على خير العمل) كانت على عهد رسولِ الله (ص) يؤذَّن بها ولم تُطرح إلاّ في زمن عمر"(4). النصّ الثاني: قال القوشجي وهو من أكابر علماء الأشاعرة في كتابه شرح التجريد أنَّ الخليفة عمر قال وهو على المنبر: "ثلاثٌ كنَّ على عهد رسول الله (ص) وأنا أنهى عنهنَّ وأُحرٍّمهنَّ وأُعاقب عليهنَّ: متعة النساء، ومتعة الحجّ، وحيَّ على خير العمل"(5). النصّ الثالث: قال سعد الدين التفتزاني في حاشيتِه على شرح العضدي على مختصر الأصول لابن الحاجب: (إنَّ "حيَّ على خير العمل) كان ثابتاً على عهدِ رسول الله (ص) وإنَّ عمر هو الذي أمَر أنْ يكفَّ الناسُ عن ذلك، مخافةَ أن يثبِّط الناس على الجهاد ويتَّكلوا على الصلاة"(6). النصّ الرَّابع: ما ورد في البحر الزخَّار وجواهر الأخبار والآثار أنَّ الإمام الباقر (ع) كان يقول: "وكانت هذه الكلمة (حيَّ علي خير العمل) في الأذان فأمر عمر بن الخطَّاب أن يكفُّوا عنها مخافة أنْ تُثبِّط الناس عن الجهاد ويتَّكلوا على الصلاة"(7).