"وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا " أي: ادع لهما بالرحمة أحياء, وأمواتا. جزاء على تربيتهما إياك, صغيرا. "وَقُلْ رَبّ اِرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ": اُدْعُ اللَّه لِوَالِدَيْك بِالرَّحْمَةِ, وَقُلْ رَبّ اِرْحَمْهُمَا, وَتَعَطَّفْ عَلَيْهِمَا بِمَغْفِرَتِك وَرَحْمَتك,
كَمَا تَعَطَّفَا عَلَيَّ فِي صِغَرِي, فَرَحِمَانِي وَرَبَّيَانِي صَغِيرًا, حَتَّى اِسْتَقْلَلْت بِنَفْسِي, وَاسْتَغْنَيْت عَنْهُمَا. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة معنى. وفهم من هذا, أنه كلما ازدادت التربية, ازداد الحق. وكذلك من تولى تربية الإنسان في دينه ودنياه, تربية صالحة غير الأبوين,
فإن له على من رباه, حق التربية.
تفسير واخفض لهما جناح الذل من الرحمة
♦ ما لك لا تتجرأ بالحديث الجارح والكلام الوقح إلا على التي ما ذاقت غمضًا حتى تسرح في نومك العميق!! واخفض لهما جناح الذل تفسير. تذكّر يا هذا أن الماثليْن أمامك بابان من أبواب الجنة ، وما مفتاحا البابين إلا بخفض الجناح، خفض الجناح الذي هو ضرب من أضراب التذلل والرِّق، كالدابة بين يدي راعيها، أو الخرقة بين يدي حائكها، أو الكلمات بين يدي ناظمها. ♦ قال عمرو بن ميمون بن مهران: "خرجت بأبي أقوده في بعض سكك البصرة، فمررت بجدول، فلم يستطع الشيخ يتخطاه، فاضطجعت له، فمر على ظهري". الكاتب: محمد الغباشي
1
0
298, 624
والداي هما العمود الفقري لي. لما ماتت أم إياس بن معاوية بكى عليها، فقيل لهُ: ما يبكيك، فقال: كان لي بابان مفتوحان إلى الجنة؛ وأغلق أحدهما. أكسب طاعة ابنك بطاعة والديك، لا يغلق أمامك باب، إلا ومفتاحهُ؛ ببرّ والديك. ما من مؤمن لهُ أبَوّان فيصبح، ويمسي، وهو محسن إليهما؛ إلّا فتح الله له بابيّن من الجنّة. تسقطُ الرجولةُ؛ إذا ارتفع صوتك على من تعب في تربيّتك. تفسير واخفض لهما جناح الذل من الرحمة. برّ الوالدين ليس شعارات ترفع؛ إنّما هو تطبيق عمليّ. يمكنك أن تنسّيني كل شيء؛ إلّا ما تعلّمته من أمّي. الكون على اتّساعه لا يضاهي أبداً سعة قلب أبي. إن رجلاً من أهل اليمن حمل أمه على عنقه، فجعل يطوف بها حول البيت، وهو يقول: إنّي لها بعيرها المدلل، إذا ذعرت ركابها، لم أذعر وما حملتني أكثر، ثم قال لابن عمر: أتراني جزيتها؟ فقال ابن عمر رضي الله عنهما: لا، ولا بزفرة واحدة من زفراتِ الولادة. من قال أفٍ فقد عقَّ والديه، فكيف بمن قال أعظم من ذلك، وكيف بمن قاطعهما أو أساء إليهما. إذا جعلك والديك أميراً مدللاً في صغرك، فاجعلهم ملوكاً في كبرك. والدي الحبيب، أنت طبٌ وطبيب، وكنز أباهي به القريب والغريب، دمك يجري في عروقي، وأنت معي أبداً لا تغيب. العيش ماضٍ فأكرم والديّك به، والأمّ أولى بإكرامٍ وإحسانٍ، وحسبها الحمل والإرضاع تدمنه، أمران بالفضل نالا كلّ إنسان.