اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
تفسير سورة المجادلة
سورة (المجادلة) سورة مدنية، وعدد آياتها ٢٢ آية نزلت بعد سورة (المنافقون)، وتعتبر سورة (المجادلة)، سورة حافلة بآداب التربية، وتهذيب السلوك لدى الفرد، وتحذير المسلمين من مكائد المنافقين وخداعهم. [١] وسيأتي تفصيل لتفسير الآيات بحسب الموضوعات الواردة فيها كالتالي:
تفسير آيات حكم الظهار
سبب نزول الآية
قال -تعالى-: (قَدْ سَمِعَ اللَّـهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّـهِ وَاللَّـهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ* الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّـهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ). [٢] كان سبب نزول هذه الآيات أنّ أوس بن الصامت -رضيَ الله عنه- ظاهر من زوجته، أي قال: لها أنتِ عليّ كظهر أمي، وهذا يُسمّى ظهارًا، وكان يُعدّ طلاقًا في الجاهليّة. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المجادلة - الآية 9. فجاءت زوجته وهي خولة بنت ثعلبة -رضيَ الله عنها- تشكي أمرها وتستفتي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في وضعها، وتسأله عن حكم الإسلام في الظّهار.
- تفسير سورة المجادلة - موضوع
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المجادلة - الآية 9
- كتب تفسير سورة الحديد والمجادلة - مكتبة نور
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المجادلة - الآية 7
- سورة المجادلة - تفسير السعدي - طريق الإسلام
تفسير سورة المجادلة - موضوع
[١٠] إنّ الذين يعادون الله ورسله سيُغلبون لا محالة، فالله -تعالى- مقدّر أنّ الغلبة لله ولرسله الكرام، وهو صاحب القوّة والعزّ المطلق، وأهل الإيمان لا يوالون ولا يحبّون أهل الكفر مهما كانت صلتهم بهم قريبة. فالإيمان راسخ في قلوب المؤمنين ويطغى على أيّ علاقة دونه، فهؤلاء هم أهل الفلاح الذين اصطفاهم -تعالى- وارتضاهم وأيّدهم بالنصر والرحمة، وبالقرآن الكريم وبجبريل -عليه السلام-. [٣]
تفسير الآية المتعلقة بإحاطة علم الله تعالى
قال -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ). سورة المجادلة - تفسير السعدي - طريق الإسلام. [١١] تُخبر هذه الآيات عن سعة علم الله -تعالى- وإحاطته لكل صغير وكبير، فما اجتمع ثلاثة أو أربعة أو أيّ مجموعة من النّاس وتكلّموا فيما بينهم سرًّا إلّا كان الله -عزّ وجلّ- معهم في علمه ومعيّته -سبحانه-. [٩]
تفسير آيات الآداب
احتوت سورة المجادلة على جملة من الآداب المجتمعية، بيانها فيما يأتي.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المجادلة - الآية 9
وقيل إنه تعلّم العبرية. تنازع الأشاعرة والسلفية في أمر معتقده. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المجادلة - الآية 7. فيرى الأشاعرة أنه أشعري العقيدة، وترى السلفية أنه سلفي الاعتقاد وهو الأرجح. وهذه نبذة عن كاتب تفسير سورة المجادلة لابن كثير
اقتباسات من تفسير سورة المجادلة لابن كثير:
… يخبر تعالى عمن شاقوا الله ورسوله وعاندوا شرعه {كبتوا كما كبت الذين من قبلهم} أي أهينوا ولعنوا وأخزوا كما فعل بمن أشبههم ممن قبلهم {وقد أنزلنا آيات بينات} أي واضحات لا يعاندها ولا يخالفها إلا كافر فاجر مكابر {وللكافرين عذاب مهين} أي في مقابلة ما استكبروا عن اتباع شرع الله والانقياد له والخضوع لديه.
كتب تفسير سورة الحديد والمجادلة - مكتبة نور
يا أيها الذين آمنوا الله واتبعوا رسوله,
إذا تحدثتم فيما بينكم سرا, فلا تتحدثوا بما فيه إثم من القول, أو بما هو عدوان
على غيركم, أو مخالفة لأمر الرسول, وتحدثوا بما فيه خير وطاعة وإحسان, وخافوا
الله بامتثالكم أوامره واجتنابكم نواهيه, فإليه وحده مرجعكم بجميع أعمالكم
وأقولكم التي أحصاها عليكم, وسيجازيكم بها. إنما التحدث خفية بالإثم والعدوان من وسوسة للشيطان, فهو المزين لها,
والعامل عليها; ليدخل الحزن على قلب المؤمنين, وليس ذلك بمؤذي المؤمنين شيئا إلا
بمشيئة الله تعالى وإرادته. وعلى الله وحده فليعتمد المؤمنون به
يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله واهتدوا
بهديه, إذا طلب منكم أن يوسع بعضكم لبعض المجالس فاسعوا يوسع الله عليكم في الدنيا
والآخرة, وإذا طلب منكم- أيها المؤمنون أن تقوموا من مجالسكم لأمر من الأمور التي
يكون فيها خير لكم فقوموا, يرفع الله مكانة المؤمنين المخلصين منكم, ويرفع مكانة
أهل العلم درجات كثيرة في الثواب ومراتب الرضوان, والله تعالى خبير بأعمالكم لا
يخفى عليه شيء منها, وهو مجازيكم عليها. وفي الآية تنويه بمكانه العلماء وفضلهم, يرفع درجاتهم. يا أيها الذين صدقوا الله واتبعوا رسوله,
إذا أرتم أن تكلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم سرا بينكم وبينه, فقدموا قبل
ذلك صدقة لأهل الحاجة, ذلك خير لكم لما فيه من الثواب, وأزكى لقلوبكم من المآثم,
فإن لم تجدوا ما تتصدقون به فلا حرح عليكم فإن الله غفور لعباده المؤمنين, رحيم بهم.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المجادلة - الآية 7
ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون في الدنيا والآخرة. إن الذين يخالفون أمر الله ورسوله أولئك من جملة الأذلاء المغلوبين
المهانين في الدنيا والآخرة
كتب الله في اللوح المحفوظ وحكم بأن النصرة له ولكتابه ورسله وعباده
المؤمنين. إن الله سبحانه قوي لا يعجزه شيء, عزيز على خلقه. لا تجد- يا محمد- قوما يصدقون بالله واليوم الآخر, ويعملون بما شرع
الله لهم, يحبون ويوالون من عادى الله ورسوله وخالف أمرهما, ولو كانوا آباءهم أو
أبناءهم أو إخوانهم أو أقرباءهم, أولئك الموالون في الله والمعاندون فيه كتب في
قلوبهم الإيمان, وقواهم بنصر منه وتأييد على عدوهم في الدنيا, ويدخلهم في الآخرة
جنات تجري من تحت أشجارها الأنهار, ماكثين فيها زمانا ممتدا لا ينقطع, أحل الله
عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم, ورضوا عن ربهم بما أعطاهم من الكرامات يرفع الدرجات,
أولئك حزب الله وأولياؤه, وأولئك هم الفائزون بسعادة الدنيا والآخرة
سورة المجادلة - تفسير السعدي - طريق الإسلام
أكل شبابي ونثرت له بطني ، حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني ، اللهم إني أشكو إليك! فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآية: قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله خرجه ابن ماجه في السنن. والذي في البخاري من هذا عن عائشة قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات ، لقد جاءت المجادلة تشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول ، فأنزل الله عز وجل: قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها. وقال الماوردي: هي خولة بنت ثعلبة. وقيل: بنت خويلد. وليس هذا بمختلف ، لأن أحدهما أبوها والآخر جدها فنسبت إلى كل واحد منهما. وزوجها أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت. وقال الثعلبي قال ابن عباس: هي خولة بنت خويلد. الخزرجية ، كانت تحت أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت ، وكانت حسنة الجسم ، فرآها زوجها ساجدة فنظر عجيزتها فأعجبه أمرها ، فلما انصرفت أرادها فأبت فغضب عليها ، قال عروة: وكان امرأ به لمم فأصابه بعض لممه فقال لها: أنت علي كظهر أمي. وكان الإيلاء والظهار من الطلاق في الجاهلية ، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: حرمت عليه فقالت: والله ما ذكر طلاقا ، ثم قالت: أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي ووحشتي وفراق زوجي وابن عمي وقد نفضت له بطني ، فقال: حرمت عليه ، فما زالت تراجعه ويراجعها حتى نزلت عليه الآية.
ثم قال: ( ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم) قال الإمام أحمد: افتتح الآية بالعلم ، واختتمها بالعلم.