وفي كتاب الفرج بعد الشدة قصص كثيرة تصف هؤلاء الشطار والعيارين وكيف انتظموا في هذه العصابات. ونقل لنا على لسان كردي من هؤلاء التقى به في الطريق بين واسط والبصرة (.. قلت له: يا هذا كيف بلغت هذه الحال؟ قال: نشأت فلم أتعلم غير معالجة السلاح، وجئت إلى بغداد أطلب السلطان فما قبلني أحد، فانتظمت إلى هؤلاء وطلبت الطريق، فلو كان أنصفني السلطان وأنزلني بحيث استحق من الشجاعة لانتفع بخدمتي وما فعلت هذا.. )
وقد كان هؤلاء الشطار والعيارون ينتقمون على الدولة والسلطان أشد النقمة، لأنهم أحرجوهم فأخرجوهم، وتركوهم يقطعون الطرق ويسلبون الناس أموالهم، ويصبون الفزع في قلوبهم، ففي قصة ابن حمدون اللص تظهر شدة نقمة هؤلاء على السلطان وقد ذكرها التنوخي، قال هذا اللص: (... يا هذا! لعن الله السلطان الذي أحوجنا إلى هذا، فإنه قد أسقط أرزاقنا فاحتجنا إلى هذا الفعل، ولسنا فيما نفعل ارتكاب أمر أعظم منا يرتكبه السلطان. أنت تعلم أن ابن شيراز في بغداد يصادر أموال الناس ويفقرهم حتى يأخذ الموسر المكثر فلا يخرج من حبسه وهو يهتدي إلى شيء غير الصدقة، وكذلك يفعل البريدي في واسط والبصرة والديلم، ويتجاوز ذلك إلى الحرم والأولاد... كيف تقوم بتغيير إعدادات لغة Gmail للقراءة أو الكتابة بلغة أخرى على كمبيوتر أو محمول : tqnyco. فاحسبونا مثل هؤلاء).
كيف تتعلم لغة الاشارة : لغة الصم والبكم
وكان الشاطر إذا شاخ وعجز عن العمل ربما تاب فتستخدمه الحكومة في مساعدتها على كشف السرقات، وكان في خدمة الدولة العباسية جماعة من هؤلاء يطلق عليهم اسم (التوابون) ولكن هؤلاء كانوا في الغالب يقاسمون اللصوص ما يسرقونه ويكتمون أمرهم. كيف تتعلم لغة الاشارة : لغة الصم والبكم. وكثيراً ما كان الوزراء والحكام وأصحاب السلطة والنفوذ يقاسمون الشطار والعيارين الأموال، ففي حوادث سنة ست وثلاثين وخمسمائة يذكر ابن الأثير: (.. وفي هذه السنة وصل السلطان إلى بغداد فرأى تبسط أمر العيارين وفسادهم ما ساءه فأعاد بهروز إلى الشحنكية فتاب كثير منهم، ولم ينتفع الناس بذلك لأن ولد الوزير وأخا امرأة السلطان كانا يقاسمان العيارين فلم يقدر بهروز على منعهم). وقد ذكر ابن بطوطة استفحال أمر الشطار والعيارين على عهده (القرن الثامن) وأشار إلى اجتماعهم على الفساد وقطع الطرق وهجومهم على مدينة بيهق فملكوها وملكوا غيرها، فجندوا الجنود وركبوا الخيول، وجعلوا أحدهم سلطاناً عليهم، وانحاز إلى هذا السلطان العبيد، فمن رأى فيه شجاعة أمره وأعطاه مالا وفرساً. وكان لهؤلاء الشطار والعيارين عيون على الناس من النساء والرجال يتبعونهم في الحانات والقصور والصيارف والجوهريين، فإذا رأوا من قد باع شيئاً تبعوه وأخذوا ما معه.
كيف تقوم بتغيير إعدادات لغة Gmail للقراءة أو الكتابة بلغة أخرى على كمبيوتر أو محمول : Tqnyco
وحدث مثل هذا من العيارين والشطار في حرب المستعين والمعتز سنة 251هـ إذ حوصر المستعين بالله ببغداد مثل حصار الأمين فاستعان بالعيارين وفرض لهم الأموال وجعل عليهم رئيساً اسمه بينونه. ومن العيارين رجال خلدهم التاريخ وكتب حولهم القصص الشعبية مثل الزيبق وقصته مشهورة معروفة تقرأها العامة كما تقرأ قصة أبي زيد الهلالي وقصة عنترة وغيرهما من القصص الشعبية. أزياؤهم:
ذكرنا زيهم وسلاحهم في الحروب وأما في السلم فقد وصفه لنا ابن منظور قال (خرج أبو نواس إلى مصر في زي الشطار وتقطيعهم بطرّة قد صففها، وكمين واسعين، وذيل مجرور، ونعل مطبق). وكان للشطار مئزر يأتزرون به على صدورهم يعرف بأزرة الشطارة. وكان لهم سراويل يلبسونها تشبه سراويل الفتوة. وكانوا يخرجون إلى الأسواق ومحلات الجوهريين بثياب التجار فلا يعرفهم الإنسان حتى يأخذوه. هذا مجمل ما استطعنا أن نقف عليه من أخبارهم وأعمالهم معتمدين على أهم المصادر التي ذكرت تاريخهم متفرقاً هنا وهناك فإن فاتنا شيء من أمرهم فمعذرة. (بغداد)
شكري محمود أحمد
مدرس العربية بدار المعلمين الابتدائية
– الأصابع مُنحنِية للداخل، واليد مُتَّجهة للخارج.