سور القرآن الكريم مئة وأربع عشرة سورة، ست سور منهم فقط سمّوا بأسماء أنبياء كرّمهم الله سبحانه وتعالى، وخصّهم، واصطفاهم بعطائه ورحمته، وهذه السور هي سورة يونس، وسورة يوسف، وسورة هود، وسورة إبراهيم، وسورة محمّد، وسورة نوح. وفي مقالنا هذا سنتحدّث عن إحدى هذه السّور، ألا وهي ( سورة يوسف)، فمتى نزلت هذه السورة؟ وتعرف ما هو سبب نزولها؟ وكم هو عدد آياتها؟ وتعرف على ما هى أهمّ المواضيع التي ذُكرت في آيات السورة؟
سورة يوسف سورة يوسف هي سورة مكيّة ما عدا آياتها الأولى، والثانية، والثالثة، والسابعة فهي آيات مدنيّة. وترتيبها في القرآن الكريم السورة الثانية عشرة من بين سور المصحف الشريف، وعدد آياتها مئة وإحدى عشرة آية وهي في الجزء الثالث عشر من أجزء القرآن الثلاثين، وتحديداُ الحزب الرابع والعشرين والخامس والعشرين في الربع الأوّل، والثاني، والثالث، ونزلت بعد سورة ( هود)، وبدأت السورة بحروف ( الر)، وقد ذُكر فيها اسم سيدنا ( يوسف) صلوات الله عليه وسلامه أكثر من خمس وعشرين مرّة. اين نزلت سورة مريم - منشور. نزول سورة يوسف ارتبط اسم هذه السورة باسم النبيّ ( يوسف)، وذلك لأنّ هذه السورة ذكرت قصّته -صلوات الله عليه- مع إخوته ومع امرأة العزيز بالكامل والتفصيل.
- معلومات عن سيدنا إدريس - موضوع
- اين نزلت سورة مريم - منشور
- ترتيب نزول السور المكية والمدنية - الإسلام سؤال وجواب
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الملك - الآية 12
معلومات عن سيدنا إدريس - موضوع
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا يعقوب, عن جعفر, عن سعيد, قال: تكلمت اليهود في صفة الرب, فقالوا ما لم يعلموا ولم يروا, فأنـزل الله على نبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ) ثم بين للناس عظمته فقال: ( وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون), فجعل صفتهم التي وصفوا الله بها شركا ". وقال بعض أهل العربية من أهل البصرة ( وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) يقول في قدرته نحو قوله: وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ أي وما كانت لكم عليه قدرة وليس الملك لليمين دون سائر الجسد, قال: وقوله ( قَبْضَتُهُ) نحو قولك للرجل: هذا في يدك وفي قبضتك. ترتيب نزول السور المكية والمدنية - الإسلام سؤال وجواب. والأخبار التي ذكرناها عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وعن أصحابه وغيرهم, تشهد على بطول هذا القول. حدثنا ابن حميد, قال: ثنا هارون بن المغيرة, عن عنبسة, عن حبيب بن أبي عمرة, عن مجاهد, عن ابن عباس, عن عائشة قالت: سألت رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم, عن قوله ( وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) فأين الناس يومئذ؟ قال: " عَلى الصِّراطِ".
اين نزلت سورة مريم - منشور
الإعجاز في وحدة الكون
تُثبت النظريّات العلميّة أنّ المجموعة الشمسيّة كانت وحدةً واحدةً، وأنّ الأرض جزءٌ منها، إلى أن انفصلت عنها وتغيّرت شيئاً فشيئاً حتّى أصبحت قابلةً للحياة، وقد ورد في القرآن الكريم أنّ السماء والأرض كانتا ملتحمتين، ثمّ فُصل بينهما، قال تعالى: (أَوَلَم يَرَ الَّذينَ كَفَروا أَنَّ السَّماواتِ وَالأَرضَ كانَتا رَتقًا فَفَتَقناهُما وَجَعَلنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤمِنونَ). [٥] [٦]
الإعجاز في عنصر الحديد
قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) ، [٧] حيث فسّر العلماء الإنزال هنا بالخلق والإيجاد والإنشاء، وقد قال بعض علماء العصر الحديث إنّ الحديد عنصرٌ من خارج الأرض، حيث إنّه من المستحيل تكوّنه فيها؛ لأنّ ذرّةً منه تحتاج لتكوينها إلى أربعة أضعاف الطاقة الشمسيّة، وعليه فقد تكوّن خارج المجموعة الشمسيّة، فحرارة الشمس غير كافيةٍ لدمجه وتكوينه، ووصوله إلى الأرض كان من خلال الشهب النيازك. [٨]
الإعجاز في بصمة الإنسان
تتشكّل بصمة إصبع الإنسان وهو جنينٌ في شهره السادس في الرحم، وتبقى هذه البصمة حتّى الموت ، وإذا ما أُزيلت جراحيّاً فإنّها تعود للنمو بنفس الشكل، ويقول العلماء إنّ البصمة تتكوّن من مئة علامةٍ، فإذا ما تماثلت اثنتي عشرة علامةً منهم، فإنّ البصمة تعدّ لشخصٍ واحدٍ، إضافة إلى أنّ احتماليّة التماثل في المصادفة بين بصمات شخصين نسبتها واحدٌ من أربعةٍ وستّين ملياراً، فحتّى التوأمان المتماثلان لا تتشابه بصماتهما، وقد قال الله تعالى: (أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ*بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ).
ترتيب نزول السور المكية والمدنية - الإسلام سؤال وجواب
قال الفيروز آبادي رحمه الله:
" فهذه جملة ما نزل بالمدينة. ولم نذكر الفاتحة لأَنَّه مختلَف فيها: قيل أُنزلت
بمكة ، وقيل بالمدينة ؛ وقيل بكلٍّ مرة " انتهى من " بصائر ذوي التمييز " (1/99). وروى أبو جعفر النحاس في "
الناسخ والمنسوخ " عن أبي عَمْرِو بْن الْعَلَاءِ ، قال: سَأَلْتُ مُجَاهِدًا عَنْ
تَلْخِيصِ آيِ الْقُرْآنِ الْمَدَنِيِّ مِنَ الْمَكِّيِّ فَقَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ
عَبَّاسٍ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: " سُورَةُ الْأَنْعَامِ نَزَلَتْ بِمَكَّةَ
جُمْلَةً وَاحِدَةً ، فَهِيَ مَكِّيَّةٌ إِلَّا ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْهَا نَزَلْنَ
بِالْمَدِينَةِ: قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ إِلَى تَمَامِ الْآيَاتِ الثَّلَاثِ. وَمَا تَقَدَّمَ مِنَ السُّوَرِ مَدَنِيَّاتٌ.
وَنَزَلَ بِالْمَدِينَةِ سُورَةُ الْأَنْفَالِ
وَبَرَاءَةٍ وَالنُّورِ وَالْأَحْزَابِ وَسُورَةُ مُحَمَّدٍ وَالْفَتْحِ
وَالْحُجُرَاتِ وَالْحَدِيدِ وَمَا بَعْدَهَا إِلَى التَّحْرِيمِ ". قال السيوطي رحمه الله:
" هَكَذَا أَخْرَجَهُ بِطُولِهِ وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ ، رِجَالُهُ كُلُّهُمْ
ثِقَاتٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْعَرَبِيَّةِ الْمَشْهُورِينَ " انتهى من " الإتقان في
علوم القرآن " (1/39-40). وقد اختلف العلماء في سورتي
الفلق والناس ، هل نزلتا بمكة أو المدينة ؟ على قولين ، وأصحهما: أنهما نزلتا
بالمدينة ، يدل عليه حديث ابن عباس المتقدم آنفا. قال ابن الجوزي رحمه الله في
تفسير سورة الفلق:
" فيها قولان: أحدهما: أنها مدنية ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال قتادة
في آخرين. والثاني: أنها مكية ، رواه كريب عن ابن عباس ، وبه قال الحسن ، وعطاء ، وعكرمة ،
وجابر. والأول أصح ، ويدل عليه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم سحر وهو مع
عائشة ، فنزلت عليه المعوذتان " انتهى من " زاد المسير " (4/507). أما معرفة متى نزلت كل سورة
على التحديد: فمتعذر ؛ لأنه لم يرد توقيف صحيح ، فيما نعلم ، بمثل ذلك. والله أعلم.
قوله تعالى: الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون فأما خشية الله في الغيب والشهادة فالمعني بهما: أن العبد يخشى الله سرا وعلانية وظاهرا وباطنا، فإن أكثر الناس يرى أنه يخشى الله في العلانية وفي [ ص: 702] الشهادة، ولكن الشأن في خشية الله في الغيب إذا غاب عن أعين الناس. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الملك - الآية 12. وقد مدح الله من يخافه بالغيب قال تعالى: الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون وقال: من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب وقال تعالى: ليعلم الله من يخافه بالغيب وقال: إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير
وقد فسر الغيب في هذه الآيات بالدنيا لأن أهلها في غيب عما وعدوا به في الآخرة، وأما في هذا الحديث فلا يتأتى ذلك، كما ترى لمقابلته بالشهادة، كان بعض السلف يقول لإخوانه: زهدنا الله وإياكم في الحرام زهادة من قدر عليه في الخلوة فعلم أن الله يراه فتركه. ومن هذا قول بعضهم: ليس الخائف من بكى وعصر عينيه، إنما الخائف من ترك ما اشتهى من الحرام إذا قدر عليه، ومن هنا عظم ثواب من أطاع الله، سرا بينه وبينه، ومن ترك المحرمات التي يقدر عليها سرا. فأما الأول فمثل قوله تعالى: تتجافى جنوبهم عن المضاجع إلى قوله: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين قال بعض السلف: أخفوا لله العمل فأخفى لهم الأجر.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الملك - الآية 12
وزعم الفراء أن حذف الواو والمجيء بها واحد، كما قال عز وجل { إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا} [الصافات: 6 - 7] أي حفظا. ورد عليه هذا القول الزجاج. قال: لأن الواو تجيء لمعنى فلا تزاد قال: وتفسير [الفرقان] التوراة؛ لأن فيها الفرق بين الحرام والحلال. قال { وضياء} مثل { فيه هدى ونور} وقال ابن زيد [الفرقان] هنا هو النصر على الأعداء؛ دليله قوله تعالى { وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان} [الأنفال: 41] يعني يوم بدر. قال الثعلبي: وهذا القول أشبه بظاهر الآية؛ لدخول الواو في الضياء؛ فيكون معنى الآية: ولقد أتينا موسى وهارون النصر والتوراة التي هي الضياء والذكر. { الذين يخشون ربهم بالغيب} أي غائبين؛ لأنهم لم يروا الله تعالى، بل عرفوا بالنظر. والاستدلال أن لهم ربا قادرا، يجازي على الأعمال فهم يخشونه في سرائرهم، وخلواتهم التي يغيبون فيها عن الناس. { وهم من الساعة} أي من قيامها قبل التوبة. { مشفقون} أي خائفون وجلون قوله تعالى { وهذا ذكر مبارك أنزلناه} يعني القرآن { أفأنتم له} يا معشر العرب { منكرون} وهو معجز لا تقدرون على الإتيان بمثله. ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة. وأجاز الفراء { وهذا ذكر مباركا أنزلناه} بمعنى أنزلناه مباركا.
وثانِيها: يَخْشَوْنَ رَبَّهم وهم غائِبُونَ عَنِ الآخِرَةِ وأحْكامِها. وثالِثُها: يَخْشَوْنَ رَبَّهم في الخَلَواتِ إذا غابُوا عَنِ النّاسِ وهَذا هو الأقْرَبُ، والمَعْنى أنَّ خَشْيَتَهم مِن عِقابِ اللَّهِ لازِمٌ لِقُلُوبِهِمْ إلّا أنَّ ذَلِكَ مِمّا يُظْهِرُونَهُ في المَلا دُونَ الخَلا ﴿وهم مِنَ﴾ عَذابِ ﴿السّاعَةِ﴾ وسائِرِ ما يَجْرِي فِيها مِنَ الحِسابِ والسُّؤالِ ﴿مُشْفِقُونَ﴾ فَيَعْدِلُونَ بِسَبَبِ ذَلِكَ الإشْفاقِ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ تَعالى، ثُمَّ قالَ: وكَما أنْزَلْتُ عَلَيْهِمُ الفُرْقانَ فَكَذَلِكَ هَذا القُرْآنُ المُنَزَّلُ عَلَيْكَ وهو مَعْنى قَوْلِهِ: ﴿وهَذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ﴾ بَرَكَتُهُ كَثْرَةُ مَنافِعِهِ وغَزارَةُ عُلُومِهِ. وقَوْلُهُ: ﴿أفَأنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ﴾ فالمَعْنى أنَّهُ لا إنْكارَ في إنْزالِهِ وفي عَجائِبِ ما فِيهِ فَقَدْ آتَيْنا مُوسى وهارُونَ التَّوْراةَ، ثُمَّ هَذا القُرْآنُ مُعْجِزٌ لِاشْتِمالِهِ عَلى النَّظْمِ العَجِيبِ والبَلاغَةِ البَدِيعَةِ، واشْتِمالِهِ عَلى الأدِلَّةِ العَقْلِيَّةِ وبَيانِ الشَّرائِعِ، فَمِثْلُ هَذا الكِتابِ مَعَ كَثْرَةِ مَنافِعِهِ كَيْفَ يُمْكِنُكم إنْكارُهُ.