August 15, 2011
جُل ما أشعر به الآن.. أني فقدت إحساسي الكتابي..
وفي كل مرة أفتح فيها صفحة بيضاء للكتابة.. تبدأ كل أفكاري بالتشابك
فلا أجد للعبارة ترتيباً ولا للجمال الذي كان يميز كلماتي يوماً سبيلاً..
أفتقد تلك الأيام حين كانت السطور تهل عليّ تباعاً..
فأكتب وأكتب حتى أُجبر نفسي على التوقف..
أصبحت أقرأ ما كتبت قديماً وأشعر بالعجب..
أحقاً كاتبة كل هذه الكلمات أنا!
- الإمام الشافعي - ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج - YouTube
- هكذا تتخطى الاحباط وتكون انسانا ناجحا
الإمام الشافعي - ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج - Youtube
يمر الإنسان في حياته بالكثير من المواقف التي تؤثر في مشاعره إيجابا أو سلبا، فتارة تراه سعيدا هادئا مبتسما، وأخرى تراه حزينا أو مهموما، وهذا شأن الدنيا لا تدوم على حال ولا تصفو لأحد:
طُبِعَت على كَدَرٍ وأنت تريدها *** صفوا من الأقذار والأكدار
ومُكَلِّفُ الأيامِ ضِدَّ طِباعها *** مُتَطَلِّب في الماء جذوة نار
وربما زاد الهم والحزن حتى يصل صاحبه إلى حالة من الإحباط. هكذا تتخطى الاحباط وتكون انسانا ناجحا. معنى الإحباط:
لقد شاع استعمال لفظ الإحباط في عصرنا بمعنى شعور الإنسان بالخيبة لفشله في عمله وعدم تحقيق أهدافه، ويعقب هذا النّوع من الإحباط حالة من اليأس ربّما تؤدّي لترك العمل بالكلّيّة. وقال بعض الباحثين: الإحباط (بمفهومه العصريّ) يعني مجموعة من المشاعر المؤلمة تنتج عن عجز الإنسان عن الوصول إلى هدف ضروريّ لإشباع حاجة ملحّة عنده. من أسباب الإحباط:
أولاً: الجهل: فحين عد ابن القيم -رحمه الله- شيئا من الكبائر ذكر منها القنوط واليأْس من رحمة الله، ثم قال: "إنما تنشأ من الجهل بعبودية القلب، وترك القيام بها". ثانياً: قلة الصبر واستعجال النتائج: فتضعف النفوس عن تحمل البلاء والصبر عليه، وتستعجل حصول الخير، فإذا لم يتحقق له ما يريد من زوال البلاء والشدة وقد قل صبره أصابه الإحباط.
هكذا تتخطى الاحباط وتكون انسانا ناجحا
رابعاً: ومن أعظم العلاج الدعاء والانكسار بين يدي الله: ولا يخفى على العبد أثر الدعاء في نيل مراده، وتحقيق مطالبه ومآربه الدينية والدنيوية، والدعاء يحتاج إلى إلحاح وصبر وعدم استعجال، قال رسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: "يُسْتَجابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجبْ لي" (رواه البخاري). خامسا: زيارة الطبيب النفسي والتداوي ، فكثير من هذه الاضطرابات تزول بفضل الله تعالى مع تناول العلاجات المناسبة على أيدي المتخصصين، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تداوَوا ، فإنَّ اللَّهَ تعالى لم يضع داءً إلَّا وضعَ لَهُ دواءً غيرَ داءٍ واحدٍ الهرَمُ". وأخيرا:
يقول الداعية عائض القرني في كتابه لا تحزن:
(يا إنسانُ بعد الجوع شبعٌ، وبعْدَ الظَّمأ ريٌّ، وبعْدَ السَّهرِ نوْمٌ، وبعْدَ المرض عافيةٌ، سوف يصلُ الغائبُ، ويهتدي الضالُّ، ويُفكُّ العاني، وينقشعُ الظلامُ {فَعَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ}. الإمام الشافعي - ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج - YouTube. بشَّر الليل بصبح صادق يطاردُهُ على رؤِوسِ الجبال، ومسارب الأوديةِ، بشِّر المهمومَ بِفرجٍ مفاجئ يصِلُ في سرعةِ الضَّوْءِ، ولمحِ البصرِ، بشِّرِ المنكوب بلطف خفيٍّ، وكفٍ حانيةٍ وادعةٍ.
ثانياً: أن يتعوّد الإنسان على الأخذ بالأسباب، والصّبر على البلاء، فهذا يعقوب -عليه السلام- مع ما هو فيه من البلاء الشديد يوصي أبناءه: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}[يوسف:87]. ثالثاً: التفاؤل والأمل من أعظم العلاجات لداء الإحباط، وأفضل الأمل ما كان مع الشدة والبلاء، وكلما زادت شدة المؤمن زاد أمله ورجاؤه في الله، فالتفاؤل دافعٌ لحسن الظن بالله، ويوجه صاحبه ليصنع من الكرب والعسر طريقاً للبحث عن الفرج والخلاص. لما جاءت إبراهيم -عليه السلام- البشرى بالولد في سنٍ كبير أبدى تعجبه فقال: {أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ}[الحجر:54]، فكان جوابهم: {بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنْ الْقَانِطِينَ * قال وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ}[الحجر:55-56]. ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت. ونبي الله موسى -عليه السلام- يفر بقومه من فرعون وجنوده، قيتبعهم فرعون حتى إذا وصل موسى ومن معه إلى شاطئ البحر وفرعون من خلفهم قال أصحاب موسى: {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}[الشعراء:61]، فقال لهم نبي الله موسى -عليه السلام-: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}[الشعراء:62].