كما يشير إلى الاعتماد على العدل والحيادية عند اختيار الحل المناسب. بالإضافة لذلك اتخاذ الإجراءات الملائمة للقضية بغض النظر عن أي توجه فكري يميل إلى أحد الأطراف. من معايير التفكير الناقد. مهارات التفكير الناقد وكيفية تطويرها
سنلخص أهم المهارات التي يجب أن يتحلى بها المفكر الناقد عند تقديم أفكاره، وهي كالتالي:
تحديد المشكلة: يجب تحديد كل تفاصيل القضية بدقة (من تعيين موقع الخلل بشكل دقيق إلى العوامل المحرضة والمؤثرة في المشكلة، والأشخاص المشاركين وغير ذلك). كما إن توفير جميع المعلومات المطلوبة، سيتيح أمامنا القدرة على تشكيل صورة أكثر وضوحًا للمشكلة، فهذا سيساعدنا على إيجاد الحلول المناسبة لها. لذا يمكنك جمع المعلومات التي تحتاجها من خلال الإجابة على مجموعة من الأسئلة الهامة، مثل (ما السبب وراء حدوث المشكلة؟ ما هي النتائج التي توصلنا إليها؟ كيف يمكن تغيير العوامل التي سبب حدوث هذا الخلل؟). البحث: يشمل قدرة المفكر على إيجاد أدلة وإثباتات تعزز أفكاره والبحث المستقل في عدة مصادر موثوقة ، للتحقق منها ومن مدى ارتباطها بالعوامل المحرضة للمشكلة. كما يجب عدم الاعتماد على معلومة أو دليل من مصدر غير موثوق، أو تزييف الحقائق بهدف التحيز إلى جانب معين.
الدقة: أي تكون أفكاره ومعلوماته صحيحة ودقيقة ومتناسبة مع المحور الرئيسي للموضوع. التحديد: أي القدرة على تحديد كافة التفاصيل المتعلقة بالفكرة التي يدور حولها الموضوع. الاتساق: ويشمل مدى ارتباط الأفكار الناقدة بالمشكلة المطروحة وتأثيرها عليها بشكل إيجابي (يسعى إلى حلها) أو سلبي (يفاقم من المشكلة). العمق: تحديد العوامل التي ساهمت في حدوث هذه المشكلة. ذلك يفيد في معرفة الأسباب المحرضة والمصاعب التي نتوقع حدوثها والسعي إلى علاجها. الاتساع: تحديد عدة زوايا لننظر من خلالها إلى المشكلة (أي ندرسها من جوانب مختلفة)، وذلك للبحث عن وجهات نظر تختلف عن المطروحة وإيجاد أفكار جديدة يمكن أخذها بعين الاعتبار علها تساعدنا في السيطرة على المشكلة. المنطقية: يجب أن تكون الأفكار المطروحة بشكل متتالي مرتبطة ببعضها البعض، وأن هذه الأفكار الناقدة مناسبة للقضية ومرتبطة بأدلة واضحة ومنطقية، بالإضافة إلى أنها تساعد في الوصول إلى الحل النهائي. المغزى: يشمل التركيز على المشكلة وتحديد مدى أهميتها، بالإضافة إلى تحديد ماهية النقاط الأساسية التي ترتكز عليها القضية ومدى تأثيرها عليها. الإنصاف: التركيز على الحلول المقترحة، وطريقة التفكير التي أوصلتنا إلى اختيار هذا الحل.
الأحداث الإيجابية والسلبية: إذا كان الفرد محاطًا بنمط حياة إيجابي وأشخاص إيجابيين، سيشكل ذلك لديه نوعًا من التحفيز الذاتي له لتشجيعه على التقدم نحو الأفضل. بينما نمط الحياة الصعب المتعب والمليء بالصدمات سينعكس سلبًا على الفرد الناقد، ويغير من أسلوبه وفكره وطريقة تعامله وحكمه على الأمور. ارتباط التفكير الناقد بالانفعالات والجوانب المعرفية: يتأثر التفكير الناقد والبحث والتمحيص لدى الفرد بانفعالاته كشعور القلق والخوف والتوتر تجاه أي تغيير يصيب فكره وتصرفاته وطريقة تعامله مع الأمور والقضايا العامة. لذا تعتبر الانفعالات نتيجة مرافقة للمعرفة وقابلة للتعديل أيضًا. عناصر التفكير الناقد
يمكن تلخيص عناصر الفكر الناقد كما يلي:
تحديد الفرضيات: يصنف الناقدون البراهين والحجج التي توصلوا إليها إلى بيانات أولية، تسهل عليهم الوصول إلى نتائج منطقية. توضيح الحجج: يجب توضيح النقاط الغامضة في الحجج والبراهين التي حصل عليه المفكر الناقد. تأسيس الحقائق: التحقق من الحجج والأدلة، فيما إذا كانت صحيحة ومنطقية وموثوقة. بالإضافة إلى المعلومات والأفكار التي يطرحها الناقد، ويجب عليه التأكد من أنها كاملة أو ناقصة، والتحقق من صحتها ووضوحها وأنها ملائمة للقضية المطروحة.
كما يعتبر مصطلح التفكير الناقد من أكثر المفاهيم الشائكة، والتي لم يتفق عليها العلماء في مجال علم النفس والفلسفة والمنطق. حيث طرح الكثير من العلماء والفلاسفة عدة تعاريف ومعلومات توضح معنى التفكير الناقد وأهميته وميزاته. Seba Othman
118 المشاركات
0 تعليقات
ومن العبارات التي تتحقق فيها الدقة أو المساواة:
قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]، إن هذه الآية الكريمة لا تحتمل زيادة اللفظ، ولا إسقاط لفظ؛ لأن الزيادة لا تضيف فائدة، أما الإسقاط، فمن شأنه الإخلال بالمعنى؛ ( عتيق، 1992). ويستطيع المعلم أن يوجِّه الطلبة لهذا المعيار عن طريق السؤالين الآتيين:
• هل يمكن أن تكون أكثر تحديدًا؟ ( في حالة الإطناب). • هل يمكن أن تعطي تفصيلات أكثر؟ ( في حالة الإيجاز الشديد). • الربط Relevance:
يعني الربطُ مدى العَلاقة بين السؤال أو المداخلة أو الحجة أو العبارة بموضوع النقاش أو المشكلة المطروحة، ويمكن للمعلِّم أو الطالب أن يحكم على مدى الارتباط أو العلاقة بين المشكلة - موضوع الاهتمام - وبين ما يُثار حولها من أفكار أو أسئلة، عن طريق ملاحظة المؤشرات الآتية:
• هل تعطي هذه الأفكار أو الأسئلة تفصيلات أو إيضاحات للمشكلة؟
• هل تتضمن هذه الأفكار أو الأسئلة أدلة مؤيدة أو داحضة للموقف؟
وحتى يتسنَّى التمييز بين العناصر المرتبطة بالمشكلة والعناصر غير المرتبطة بها، لا بد من تحديد طبيعة المشكلة أو الموضوع بكل دقة ووضوح.
الليونة
يحتاج التفكير الناقد إلى الليونة في عمل المفكر حتى يستطيع أن يتقبل كل الآراء المعروضة عليه ويدرسها بصورة جيدة ويراجع عليها ويضع تقييم لها. رغم كل ما سبق في الحديث عن معايير التفكير الناقد وإيضاح مدى سلاسة الأمر، إلا أن هناك معوقات التفكير الناقد التي تعرقل الطريق وتغيير المسار وهذا شرح آخر انتظروا الحديث عنه منا في المقال القادم بإذن الله.