وصلاح ذلك الوالد حِفْظٌ حَفِظَ به ربَّه؛ فحَفِظَه ربُّه في ولده حين أصلح قلبه الذي هو بين أصبعين من أصابعه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: « احفظِ اللهَ يحفظك »؛ رواه الترمذي وقال: « حسن صحيح ». وصلاح الولد من ولاية الله لعبده الصالح في دنياه وآخرته، كما قال تعالى: ﴿ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴾ [الأعراف: 196]. وصلاح الوالد ينظم في عقده أعمالًا يحبها الله، قد رتب عليها حصول الأثر الحسن في صلاح الولد؛ إذ من سمات الوالد الصالح لزوم التقوى والقول السديد المستقيم، قال السَّيْباني: كنا بالقسطنطينية أيام مسلمة بن عبد الملك، وفينا ابن محيريز وابن الديلمي وهانئ بن كلثوم، فجعلنا نتذاكر ما يكون في آخر الزمان، فضقت ذرعًا بما سمعت، فقلت لابن الدَّيلمي: يا أبا بشر، بودِّي أنه لا يولد لي ولدٌ أبدًا! وكان ابوهما صالحا. فضرب بيده على مَنْكبي وقال: يا ابن أخي، لا تفعل؛ فإنه ليست من نسمة كتب الله لها أن تخرج من صلب رجل إلا وهي خارجة إن شاء، وإن أبَى، ألا أدلّك على أمرٍ إنْ أنت أدركته نجاك الله منه، وإن تركت ولدك من بعدك حفظهم اللهُ فيك؟ قلت: بلى! قال: فتلا عند ذلك هذه الآية: ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9].
وكان أبوهما صالحاً : القضية الأهم في التربية - منهل الثقافة التربوية
وإن السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار؛ لوحظ فيها احتمال الضررين؛ بدفع أخفهما؛ وقد لوحظ ذلك في السفينة؛ وقتل الغلام؛ فقد خرقت السفينة لمصلحة العاملين في البحر؛ ودفع الاغتصاب؛ وكذلك قتل الغلام لنفع أشمل؛ وإقامة الجدار فيها نفع كثير؛ بتحمل ضرر قليل؛ وذلك أصل مقرر في الشرع؛ يؤخذ به إذا لم يكن نص. قصة ذي القرنين
قال الله (تعالى):
إسلام ويب - زهرة التفاسير - تفسير سورة الكهف - تفسير قوله تعالى وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما- الجزء رقم9
أكان يقف في خشوع بين يدي الله في جوف الليل يسيل دمعه من خشيتة فرضى الله عنه وكان عنده صالحا؟؟
ام استمع لصوته وهو يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر محتسبا لله ؟؟
أو اشعر بصبره على ابتلاء ات أصابه الله بها فكان صابراً بل راضياً؟؟؟
أو ترقبه وهو يضع الصدقة في يد يتيم وترقرق عينه من الدمع شفقة عليه. ؟
ام انَّه كان بارا بوالديه ولا ينام حتى يكونا راضين عليه فدعوا له فتقبل الله منهما فكان عند الله صالحا؟؟
أم انَّه كان يتقى الله و لا يمد يده للحرام ابدا ولا يأكل الا طيبا فكان عند الله صالحا
ام انَّه كان يهتم بزوجته وبناته فسترهم بحجاب شرعى وعلمهنَّ امور دينهنَّ فرضى الله عنه فكان عنده صالحاً
لا شك أن لهذا الرجل سرًا بينه وبين الله رفع من قدره فحفظ الله به ولده، فلأجله ولأجل صبياه ابتعث رجلين عظيمين عند الله أحدهما نبي من أولي العزم، والآخر قيل فيه إنه بني وقيل إنه كان رجلا صالحًا. والوقفة الثانية:
المال والمنصب والجاه والعقار لا ينفع وحده إن لم يكلله ب "وكان أبوهما صالحا". وكان ابوهما صالحا من اجمل ما قرأت. انظروا لهذا الرجل:
بلغ من خوف أحدهم على ابنه من دواهي الزمان ما حكاه العالم أبو بكر بن يعقوب بن شيبة عن أبيه لما وُلد, فإنه دخل على زوجته فقال: إذا حسبت مولد هذا الفتى فلو عاش كذا وكذا من السنين وقد حسبتها أيامًا وقد عزمت أن أعدّ له لكل يوم دينارًا مُدّة عُمره؟!
تاريخ النشر: الإثنين 12 جمادى الآخر 1426 هـ - 18-7-2005 م
التقييم:
رقم الفتوى: 64782
25468
0
297
السؤال
في سورة الكهف يقول الله(وكان أبوهما صالحا) هل الغلامان أخوان. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر من سياق القرآن الكريم أن الغلامين المذكورين كانا أخوين، قال القرطبي: ظاهر اللفظ والسابق منه أنه والدهما دنية، وقيل هو الأب السابع وقيل العاشر.. قال أهل التفسير: كان أبوهما صالحا فحفظهما الله تعالى فيه وإن لم يذكرا بصلاح. وقال بعضهم: كان أبوهما يسمى كاشحا واسم أمهما دنيا، وليس في هذا كبير فائدة ولا يترتب عليه عمل..
والفائدة من القصة التي يدل عليها السياق هي أن الله تعالى يحفظ عبده الصالح في نفسه وفي ولده وإن بعد عنه. وكان أبوهما صالحاً : القضية الأهم في التربية - منهل الثقافة التربوية. وقد روي أن الله تعالى يحفظ العبد الصالح في سبعة من ذريته، وعلى هذا يدل قول الله تعالى: إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ {الأعراف:196}. ملخصا من تفسير القرطبي. والله أعلم.