لقد كان النبي أيوب عليه السلام كثير المال والجاه والمواشي و الأنعام والأبقار والأراضي وصاحب خيرات كثيرة وكان له زوجة جميلة المنظر حسنت الوجه طويلة الشعر، فكانت تجعلُ شعرها دائمًا على شكل ضفيرتين طويلتين يضرب بهما الأمثال، وكان للسيدة رحمة ثلاثة عشر من الأولاد فقد كانت رفيعة القدر وعالية المكانة، فكان يخدمها العبيد والخدم والجواري وبالرغم من شدة غِناها ووفرة نعم الله عليها، إلّا أنه لم يساورها الكِبر أبدًا ولا حتى الغرور ولم ترى نفسها على الناس وتتكبر، لا بل كانت دائمًا شكرها يزيد وحمدها يكثر ولسانها ذاكر. الابتلاءات التي بعثها الله لاختبار أيوب وزوجته عليهما السلام: لم تدم النِعم والرفاهية طويلًا على نبي الله وزوجه، فقد بدأت تنهلُ الاختبارات وتأتيها أولًا بأول، فبدأت بأبناء السيدة رحمة فصاروا يموتون واحدًا تلو الآخر حتى ماتوا جميعًا، فهي تعتبر من النساء التي مات لها أولاد كُثر. ثم بعد ذلك بدأت ثروة زوجها أيوب عليه السلام بالتناقص والرجوع للوراء حتى أنها اختفت وزالت وبدأت المواشي والدواب تُنفق واحدة تلو الأخرى، فبعضها صار يموت وأصبحت الأرض الواسعة بورًا وصحراء قاحلة وناشفة، فلم يعدّ يملكون المال ولا حتى الطعام ليكفيهم وصار يبتعد عنهم الأهل والأصحاب.
زوجه ايوب عليه السلام الصبر علي البلاء
ما اسم زوجة سيدنا ايوب ؟، أكثر الأنبياء الذين صبروا على الأمور المختلفة هو سيدنا ايوب عليه السلام وهو من الأنبياء الصالحين الذين بعثهم الله تعالى رحمة للعالمين وليهدوا القوم من عبادة الأصنام والابتعاد عن الشرك والذي لا يجدي لهم نفعا ومنهم من اتبع الهدى وسمع بالنصيحه ومنهم من أعرض وكان له من الله، من العذاب ما يستحق ويعتبر سيدنا ايوب عليه السلام من الأنبياء الذين احبهم القوم في مختلف الأعمال التي قام بها في كثير من الاوقات المختلفة. بلغ عدد الأنبياء 25 نبيا كلهم من الصالحين الذين بعثهم الله تعالى لهداية الناس على مر السنين والعصور المختلفة كما أن هناك الكثير من الاقوام التي لم تتبع الانبياء في مختلف القوت وكان لها من الله ما تستحق من العاب والعقاب الشديد وذلك لأنهم كفروا بآيات الله تعالى في كثير من الأوقات التي تنال اعجاب الكثير من الناس في مختلف العهود التي تولى فيها الأنبياء عليهم السلام الكثير من الناس في الهداية الربانية التى تبعها الكثير من الناس والمسلمين في كل مكان. تزوج سيدنا أيوب عليه السلام من «منشا» بنت يوسف بن يعقوب – عليهما السلام
زوجه ايوب عليه السلام كرتون قصير
فصار المرض يشتدّ على أيوب عليه السلام وأصدرت إشاعة بأن مرضه مرض مُعدٍ، لذلك اتفق أهل القرية أن يخرجوه خارج القرية وأن يضعوه في مكانٍ مهين وغير لائق.
زوجه ايوب عليه السلام حلقه 1
ولكم أن تتخيلوا بعدَ ذلكَ المالُ الوَفيرُ، وبعدَ ذلكَ الولدُ الكثيرُ، وبعدَ أن كانتْ مُحاطةً بِخَدمٍ شَتَّى، تَأمرُ وتَنهى، لا تَعرفُ للتَّعبِ رَسْماً، ولا تَذكرُ للجوعِ طَعْماً، وإذا بِها وفي لحظةٍ، في فقرٍ عَريضٍ، وزوجٍ مريضٍ، فَكَانتْ تَتَرددُ إليهِ، وتُصلحُ من شَأنِه، وتُعينُه عَلى قَضاءِ حَاجتِه، وتَقومُ بمصلحتِه، وكَانتْ تَخدمُ النَّاسَ بالأُجرةِ لتُطعمَ زَوجَها، وتَرجعُ من تَعبِ العَملِ عِندَ النَّاسِ، فتبدأُ في تَعبٍ جديدٍ في خِدمةِ زوجِها المُبتلى، ولمْ يَزدْهَا ذَلكَ إلا إشفاقًا وصَبرًا، وطَمَعاً في ما عِندَ اللهِ واحتساباً وأجراً. ولكم أن تتخيلوا وهي في قِمَّةِ الخدمةِ لزوجِها والوفاءِ، حَدثَ موقفٌ من المواقفِ فحَلَفَ أيوبُ -عليهِ السلامُ- إن عافاهُ اللهُ ليجلدنَّها مائةَ جَلدةٍ، ولم تتذمرْ، ولم تتسخَّطْ، وإنما صَبرتْ على زوجِها المريضِ. وهكذا في البلاءِ ثَمانيَ عشرةَ سنةٍ، حتى دعا ربَّه مُستغيثاً: ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)[الأنبياء:83]، وكَانَ يَخرجُ إلى حَاجتِه فَتُمسكُهُ امرأتُه بَيدِهِ حَتى يصِلَ، ثُمَّ تنتظرُه حتى ينتهيَ لتُرجِعَهُ إلى البيتِ، فَلمَّا كَانَ ذَاتَ يَومٍ أَبطأَ عَليها، وأَوحَى اللهُ -تعالى- إلى أَيوبَ، أن ( ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ)[ص:42].
فاستَبطَأتْهُ، فَتلقَتْهُ تَنظرُ، وقد أَقبلَ عَليها، قد أَذهبَ اللهُ ما بهِ من البلاءِ، وهو أَحسنُ مَا كَانَ، فلمَّا رَأتْهُ قَالتْ: أَيْ بَاركَ اللهُ فِيكَ، هَل رَأيتَ نَبيَّ اللهِ هَذا المبتلى؟، واللهِ ما رَأيتُ أَشبهَ بِهِ مِنكَ إِذ كَانَ صَحيحًا، فَقَالَ: فإنِّي أَنا هو، ثُمَّ عوَّضَهُ اللهُ ما فَقَدَ، قالَ -تعالى-: ( وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ)[ص:43]، فرزقَه اللهُ مالاً عظيماً، وأصلحَ زوجَتَه الصَّابرةَ، ورزقَهما الذُّريَّةَ المباركةَ. وأما القَسمُ بضَربِ زوجتِهِ مائةَ جَلدةٍ، فقالَ له -تعالى-: ( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ)[ص:44]، فحيثُ لم يكنْ في شَرعِهم كفارةُ اليمينَ، أمرَه اللهُ -تعالى- أن يأخذَ كومةً من حشيشٍ أو عيدانٍ أو عِذقِ نخلٍ فيضربَه بها ضربةً واحدةً، فجعلَ اللهُ –تعالى- لهذهِ المرأةِ الصَّابرةِ مخرجاً، جزاءً لصبرِها ووفائها لزوجِها. صبر زوجة - ملتقى الخطباء. أَقولُ مَا تَسمعونَ، وأَستغفرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ، فاستغفروهُ إنَّه هو الغَفورُ الرَّحيمُ. الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ، وصَلَّى اللهُ وسلمَ على نبيِّنا محمدٍ وعَلى آلِه وصَحبِه أَجمعينَ، أَما بَعدُ:
أيُّها الأحبَّةُ: هكذا لا زالَ نساءُ المسلمينَ في وفاءٍ وصبرٍ مع أزواجِهِنَّ، في عَلاقةٍ قد بُنِيَتْ على المودةِ والرحمةِ، كما قالَ -تعالى-: ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)[الروم:21]، فالرجلُ يعملُ خارجَ البيتِ ليأتيَ بالمالِ، والزوجةُ تعملُ داخلَ البيتِ لتُربيَّ العيالَ، وهكذا تتكاملُ الجهودُ، ويحصلُ المقصودُ، من بناءِ الأسرةِ الصالحةِ، التي هي نواةُ المجتمعِ الصَّالحِ.