يعني فاصبر كما صبر أولو العزم من الناس؟ لا؛ من الرسل. من هم أولي العزم من الرسل؟. والرسل كلهم على هذا، فتكون {مِنَ} هنا على هذا التفسير بيانية لا تبعيضية. القول الثاني: أنَّ أولي العزم من الرسل هم ثمانية عشرة رسولاً وهم المذكورون في سورة الأنعام. القول الثالث: أنَّ أولي العزم من الرسل خمسة وهم المذكورون في سورة الأحزاب وسورة الشورى، قال - عز وجل - {شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ}[الشورى:13]، فَجَمَعَ خمسة الرسل وهم المذكورون أيضاً في سورة الأحزاب. وهذا القول بأنهم الخمسة هؤلاء، هو الأظهر والأرجح ويَدُلُّ له ويُقَوِّيه أنَّ هؤلاء الخمسة هم الذين يستغيث الناس بهم يوم القيامة من شدة الحساب أو من شدة هول الموقف وطول المُقَامْ في طلب تعجيل المحاسبة والقضاء بين الخلق، أعاننا الله جل علا على شدائد ذلك اليوم، في حديث الشفاعة الطويل المعروف، يأتون آدم ثم قال يأتون نوحا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم محمد صلى الله عليه وسلم.
- وعسى أن تكرهوا شيئا - إسلام أون لاين
- الإعدام لقاتل شقيقته انتقاماً منها لإبلاغها عنه في البحيرة - المحافظات - الوطن
- من هم أولي العزم من الرسل؟
- ضحك الرسول صلى الله عليه وسلم | مصراوى
وعسى أن تكرهوا شيئا - إسلام أون لاين
محمد صلى الله عليه وسلم الذي ابتلي أثناء دعوته، ولاقى ما لاقى ألوانا من العذاب من الكفار، حيث تعرض للآتي:
أخرجوه -صلى الله عليه وسلّم- من أحبّ بلاد الله إليه، وهي مكّة. زجروه وضربوه في الطائف حتى سال الدم من قدمه الشريفة. وغيرها الكثير والكثير، لكنه صبر وثابر حتى لاقى الله مؤديا رسالته الشريفة. الإعدام لقاتل شقيقته انتقاماً منها لإبلاغها عنه في البحيرة - المحافظات - الوطن. سيدنا إبراهيم عليه السلام:
إبراهيم عليه السلام، هو أبو الأنبياء، هو خليل الله، بعث إلى قومه الذين كانوا يعكفون ليل نهار على عبادة الأصنام التي لا تنفع شيئاً، لكنهم قابلوه بالصد والعقاب، وأقاموا له النيران، لكن الله نجاه منها، فكانت بردا وسلاما عليه. سيدنا موسى عليه السلام:
سيدنا موسى، كليم الله، الذي نجاه الله من فرعون مرتين، مرة حينما كان رضيعاً، وكان فرعون يبقر بطون جميع النساء الحوامل حتى يقتل كل الأطفال الذكور، فأوحى الله إلى أمه أن تلقي به في اليم ولا تخاف ولا تحزن، ووعدها الله أنه سيرده إليها وسيجعله من المرسلين، وهو ما حدث حقا، والمرة الثانية، حينما كان شاباً، وأراد فرعون وجنوده قتله هو ومن آمن معه، وحاصره من خلفه والبحر من أمامه، فأوحى الله إلى موسى أن يشقّ البحر بعصاه، فانقسم البحر نصفين وعبر موسى ومن آمن به سالمين، وحينما أراد فرعون العبور وراءه أطبق البحر عليه ثانية، وهلك.
الإعدام لقاتل شقيقته انتقاماً منها لإبلاغها عنه في البحيرة - المحافظات - الوطن
لكن مع تطورات الأحداث، تبين لهم بعد ذلك أن الخير كله فيما دبّره الله لهم، وهي المغزى الحقيقي للآية، ما يفيد أن كراهيتك لأمر ما أيها الإنسان، لا تعني أنك محقٌّ ومصيبٌ فيها، فقد يكون الخير بانتظارك وأنت لا تدري. وبالمثل يقال عن حب أمر ما والميل نحوه، فقد يكون الشر بانتظارك من خلاله وأنت لا تدري، وهكذا. • لقد كان المؤمنون الذين خرجوا يوم بدر– كما يقول سيد قطب في ظلال القرآن – يطلبون عير قريش وتجارتها، ويرجون أن تكون الفئة التي وعدهم الله إياها هي فئة العير والتجارة، لا فئة الحامية المقاتلة من قريش. وعسى أن تكرهوا شيئا - إسلام أون لاين. ولكن الله جعل القافلة تفلت، ولقاهم المقاتلة من قريش! وكان النصر الذي دوى في الجزيرة العربية ورفع راية الإسلام. فأين تكون القافلة من هذا الخير الضخم الذي أراده الله للمسلمين! وأين يكون اختيار المسلمين لأنفسهم من اختيار الله لهم؟ والله يعلم والناس لا يعلمون! • لم يكن على الأرض حين ألقت أم موسى رضيعها في اليَم، من هو كاره لذلك الأمر أكثر منها، بحكم طبيعتها وفطرتها البشرية. لكنها بعد حين من الدهر، وجدت الخير كله كامن في ذلك الأمر الذي كرهته نفسها بادئ ذي بدء، ورأته شراً له ولها، مخافة غرقه في النهر أو وقوعه بيد فرعون ومن معه من الظلمة، والتعرض للذبح كبقية مواليد بني إسرائيل.
من هم أولي العزم من الرسل؟
فقد كره موسى- عليه السلام- تخريب سفينة البحارة المساكين، وكره قتل الغلام بدون أي ذنب، وكره قيامهم بترميم بيت دون مقابل، في قرية لم يرأف بهم أحد من أهلها.. ليتبين له نهاية الأمر أن الخير في ما قام به الخضر، وليدرك أيضاً ومن سيأتي بعده من بني البشر، معنى قوله تعالى (والله يعلم وأنتم لا تعلمون). كيف ننظر للشر؟
إن النظرة الإيجابية للابتلاءات والفتن هي المغزى من حدوثها، لأنها اصطفاء وتربية وإعداد لأمور عظيمة قادمة، حتى وإن اشتدت الابتلاءات وضاقت على الإنسان، فالنتيجة المرجوة بعد الصبر عليها والتعامل الحكيم معها، ستكون مذهلة إلى الدرجة التي يسعى المبتلى بعد رؤية النتيجة في الآخرة، أن يرجع إلى الدنيا تارة أخرى ليعيش تلك المحن والفتن والابتلاءات مرات ومرات، لعظيم نتائج الصبر عليها.. (قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين)، وإن كان هذا لا يعني تمني الفتن والابتلاءات والمحن، أو السعي إليها، لكن الأصل أن نسأل الله العافية من الفتن، ما ظهر منها وما بطن. لكن إن جاءت محنة أو فتنة وأصابت أحداً منا، فالمطلوب ألا يظهر التأفف والضجر، بل يسأل الله الصبر والثبات أمامها. فربما تلك الفتنة التي نكره حدوثها أو وقوعنا بين أنيابها، تحمل بين طياتها خيراً كثيراً.
قال تعالى: { وعسى أن تكرهوا شيئا وَهُوَ خَیۡرࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰۤ أَن تُحِبُّواْ شَیۡـࣰٔا وَهُوَ شَرࣱّ لَّكُم} البقرة: 216
ليس منا من لم يكره أمراً من أمور حياته، ثم اكتشف بصورة وأخرى بعد حين من الدهر، طال أم قصر، أن تلك الكراهية غير الواعية بخفايا الأمور في البداية، تحولت إلى شكر وثناء للخالق عز وجل في النهاية، بعد أن رأى الخير كامناً في الأمر الذي كرهه قبل ذلك. على المنوال نفسه، نجد أن أحدنا يحب أمراً ويسعى لتحقيقه بكل إمكانياته، لكن بعد حين من الدهر، طال أم قصر، سيجد أن هذا الذي أحبه وبذل جهده وسعيه، تحول إلى شر أو نكد أو هم، وتمنى ساعتئذ لو لم يسعَ في ذلك الأمر منذ البداية! وما بين كراهية أمر أو محبته، ستكون دندنة اليوم، ومنها ننطلق ونحث في الوقت نفسه، ونحن في أواخر شهر التأملات والإيمانيات، على مدارسة قوله تعالى: { وعسى أن تكرهوا شيئا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. فمن منا يدري أين الخير؟ ومن منا يدري أين الشر؟
قصص ونماذج
الآية الكريمة جاءت ضمن سياق الحديث عن معركة الفرقان الأولى، معركة بدر، وما جرى قبلها وأثناءها وبعدها وفق تدبير إلهي محكم، على رغم أن الصحابة الكرام الذين شاركوا في المعركة، اعتبروا مجريات الأحداث شراً لهم، لأنهم قاب قوسين أو أدنى من الهلاك، فما خرجوا لمعركة، بل اعتراض قافلة تجارية، والفرق بين المهمتين كبير.
01-24-2011, 09:49 AM
# 1
مشرف
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 799
معدل تقييم المستوى: 12
صفة ضحك النبي
وقد كان النبي وهو خير البشر متصلا قلبه بربه، فكان لا يكثر من الضحك ولا يقهقه، ولا يرفع صوته به حتى ينقلب كما يفعل كثير من الناس، بل كان عليه الصلاة والسلام وقوراً متزناً هادئاً
وقد جاء في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة ( أن النبي كان طويل الصمت، قليل الضحك)
وهاتان الصفتان ينبغي أن يتخلق بهما المسلم الجاد: طول الصمت.. وقلة الضحك... ولاشك أن هذا يعود إلى تقدير عاقبة الدنيا وتذكّر ما خُلق الإنسان من أجله أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون( [المؤمنون:115]. وتصف عائشة رضي الله عنها ضحك النبي كما جاء في صحيح الإمام البخاري ، قالت: ( ما رأيت رسول الله ضاحكاً حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم). " حتى ترى لهواته " (؟؟)، واللهاة: ما يظهر من الفم إذا أغرق الإنسان في الضحك حتى ينفتح فمه من شدة الضحك فتظهر هذه اللهوات. ولذا فإن السنة الإقلال منه والاقتصاد فيه وجعل أكثره تبسماً. ضحك الرسول صلى الله عليه وسلم | مصراوى. جاء في الحديث الصحيح عن عبد الله بن الحارث ( أنه قال:}ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله {. ومن طريق أخرى عنه قال:} ما كان ضحك رسول الله إلاّ تبسماً {.
ضحك الرسول صلى الله عليه وسلم | مصراوى
ومن ضحكه ما يكون فرحاً بانتشار الإسلام، وذلك عندما دخل صلى الله عليه وسلم على أم حرام بنت مِلحان وهي من محارمه، فأطعمته، ثم جلست تفلي رأسه، فنام رسول الله، ثم استيقظ وهو يضحك، فقالت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ( ناس من أمتي، عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج - وسط- البحر، ملوكاً على الأسِرّة، أو مثل الملوك على الأسرة) متفق عليه. يضحك النبي من ذلك لأنه رأى البشرى، رأى تلامذته وأتباعه وكتيبته، سيركبون البحار والمحيطات؛ غزاة في سبيل الله، ينشرون لا إله إلا الله في الآفاق، ويعبرون بها حدود الزمان والمكان. إن قوماً عاشوا معه صلى الله عليه وسلم، ورأوا ابتسامته، وتحيته، ويسره، وسهولته، لتمنوا أن يفقدوا الآباء والأمهات والأبناء والأنفس، ولا يشاك هو بشوكة. إن جيلاً رباه المصطفى صلى الله عليه وسلم على تلك المعالم، وهذه التعاليم، لجديرٌ بأن يفتح المعمورة، وتدين له الدنيا كلها، صغيرها وكبيرها، عزيزها وذليلها.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا حتى أرى منه لهواته (اللحمة التي في أعلى الحنجرة)، إنما كان يتبسم) رواه البخاري. وقد تبدو نواجذه صلى الله عليه وسلم في ضحكه أحياناً، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه) رواه البخاري ، وفي رواية عند مسلم لأبي هريرة رضي الله عنه: (فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه)، والنواجذ: جمع ناجذة وهي الأضراس التي لا تظهر إلا إذا كان الضحك فيه شيءٌ من السعة. ولا يوجد تعارض بين حديث عائشة رضي الله عنها: (ما رأيته مستجمعاً قط ضاحكاً حتى أرى منه لهواته)، وبين حديث عبد الله بن مسعود و أبي هريرة: (ضحك حتى بدت نواجذه)، (حتى بدت أضراسه)، قال ابن حجر: "قوله: فضحك حتى بدت نواجذه، والنواجذ هي الأضراس، ولا تكاد تظهر إلا عند المبالغة في الضحك، ولا منافاة بينه وبين حديث عائشة: (ما رأيته صلى الله عليه وسلم مستجمعا قط ضاحكا حتى أرى منه لهواته)، لأن المثبت مقدم على النافي قاله ابن بطال. وأقوى منه: أن الذي نفته غير الذي أثبته أبو هريرة.. والذي يظهر من مجموع الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم كان في معظم أحواله لا يزيد على التبسم، وربما زاد على ذلك فضحك، والمكروه من ذلك إنما هو الإكثار منه أو الافراط فيه، لأنه يذهب الوقار.