عودها على لطف خاص عندما تمرض، فعرفت أنه مستاء من عدم إظهار مثل هذا اللطف. بينما الذي لا يعوِّد الناس على طلاقة الوجه، إذا احتاج أن يبدي استياءه من تصرف أو موقف فإنه يحتاج أن يتكلم بغضب أو يصيح. قد تمر بزميل لك في الدراسة أو العمل تعود منك الترحيب والتبسم حين تراه، لكنه الآن مع فتاة من غير محارمه على هيئة لا ترضي الله. وجه الرسول صلى الله عليه وسلم أن. فإذا مررت بهدوء دون التبسم المنتظر فإنه سيعلم أنك تستنكر ما هو عليه، فيستحي ويتلافى مثل هذا الموقف. والسلام عليكم ورحمة الله. 5
0
14, 207
وجه الرسول صلى الله عليه وسلم أن
رواه أبو نعيم في دلائل النبوة.
وهذا من أعظم فوائد العمل بالقرآن [12]. 2- عن أبي مُوسَى رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «المُؤْمنُ الَّذِي يَقْرَأُ القُرآنَ ويَعْمَلُ به كَالأُتْرُجَّةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ ورِيحُهَا طَيِّبٌ. والمُؤْمِنُ الَّذِي لا يَقْرَأُ القُرآنَ وَيَعْمَلُ به كالتَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلاَ ريحَ لَها. ومَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرآنَ كالرَّيْحَانَة، ريحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ. وجه الشبه بين الوحي الذي أنزل على النبي صلى الله غليه وسلم والغيث أن كلاُ منهما سبب للحياة - الليث التعليمي. ومَثَلُ المُنافِقِ الَّذِي لا يَقْرَأُ القُرآنَ كَالحَنْظَلَةِ، طَعْمُهَا مُرٌّ، أَوْ خَبِيثٌ، ورِيحُهَا مُرٌّ» [13]. في هذا الحديث تَبيَّن لنا فضيلة حافظِ القرآن العاملِ بما فيه، وأنَّ المقصود من التلاوة هو العمل بما دلَّ عليه القرآن، لا مجرد تلاوته [14]. قال ابن بطَّال رحمه الله في شرحه للحديث: «قراءة الفاجر والمنافق لا ترتفع إلى الله ولا تزكو عنده، وإنما يزكو عنده ما أُريد به وجهه، وكان على نية التقرب. وشبَّهَهُ بالرَّيحانة حيث لم ينتفع ببركة القرآن، ولم يفز بحلاوة أجره، فلم يجاوز الطِّيبُ موضعَ الصَّوت وهو الحلق، ولا اتَّصَلَ بالقلب» [15] الذي هو موطن الاعتبار، فكيف يَعْمَلُ بالقرآن مَنْ هذا حاله [16].
بمعنى: أنه لا يعذب بالنار. من هو الذي لا يعذب بها، يحرم عليها أو تحرم عليه؟ قال: تحرم على كل قريب هين لين سهل ، قريب ، يمكن أن يفسر بأنه السهل، بمعنى أنه إن وقع عليه شيء من المظلمة، أو الخطأ، أو نحو ذلك، فاستُرضِي يرضى، قريب. لكن من الناس من لو وقع في حقه شيء من التقصير فإن رضاه لا ينال، ولا يمكن أن يستدرك هذا الخطأ في حقه مهما اعتذر إليه، فهذا ليس بقريب، هذا بعيد، ولهذا فإن من أهل العلم من يفسر القريب هنا بأنه السهل. لكن لما ذكر النبي ﷺ السهل في هذه الأوصاف في آخرها كان التأسيس أولى من التوكيد، يعني: بمعنى أن لا تكون كلمة قريب بمعنى سهل، فتكون مكررة، فيكون القريب بمعنى أنه قريب الفيئة إذا حصل له صدود، غاضَبَ أحداً، وهو قريب أيضاً إذا استُرضِي، وهو قريب أيضاً حينما يُحتاج إليه في شيء، إلى غير ذلك من المعاني. وأما الهين واللين، فالهين هنا صفة مدح، وأما الهوان فهو صفة ذم، الهوان قريب من معنى الذل، وأما الهين هنا فمعناه أنه ليس بصعب، ولا شَكْس، ولا عَسِر. صحة حديث حرم على النار كل هين لين سهل – سكوب الاخباري. يعني: من الناس من يكون فيه شيء من الرعونة والصعوبة، والقرب منه مشكلة، إذا اقتربت منه فأنت لا تأمن على نفسك من غوائله. فلان هين لين، بمعنى أنه طيع يستجيب، ولا تصل به الخصومة إلى حد يؤذي به الآخرين، أو أن يظلمهم، أو نحو ذلك، ولا يكون هذا الإنسان متمنعاً حينما يُطلب منه النزول عن بعض حقه، أو نحو ذلك، فلان هين لين، واللِّين ضد الشدة، والسهل هو الذي يقابل الصعب والشديد.
صحة حديث حرم على النار كل هين لين سهل التعليمي
أما بعد:
فهذه الأحاديث الأربعة كالتي قبلها، فيها الحثّ على الحلم والأناة، والرفق وعدم العجلة، وعدم الغلظة وعدم الشدة، فالمؤمن مطلوبٌ منه الإحسان والرفق في كل شيءٍ، وعدم الغضب، إلا عند انتهاك محارم الله عزَّ وجل، ولكن المؤمن يُعوّد نفسَه الرفق والحلم، والأناة والصبر في كل شيءٍ؛ تأسِّيًا بالنبي عليه الصلاة والسلام، كما يقول ﷺ: إنَّ الله يُحبّ الرفقَ في الأمر كله كما تقدم، فالمؤمن مأمورٌ بالرِّفق في كل شيءٍ. وقال رجلٌ: يا رسول الله، أوصني، قال: لا تغضب ، قال: أوصني، قال: لا تغضب ؛ لأنَّ الغضب يُسبب شرًّا، ويُسبب خطرًا عظيمًا. ويقول ﷺ: إنَّ الله كتب الإحسانَ على كل شيءٍ، فإذا قتل أحدُكم فليُحسن القتلةَ، وإذا ذبح فليُحسن الذبحةَ، وليُحدّ شفرته، وليُرِحْ ذبيحته ، كل هذا من الرِّفق في الأمور، وبيَّن أن أهل الجنة: كل هيّنٍ، ليّنٍ، قريبٍ، سهلٍ. مدونة لجنة صحيح الحديث: "حرم على النار كل هين، لين، سهل، قريب من الناس". فأنت يا عبدالله مأمورٌ بالرفق في كل شيءٍ، والرحمة، والحلم، والتَّحمل، حتى لا تقع في المشاكل؛ فإنَّ الشدة والغلظة تُسبب الوقوعَ في المشاكل، والرفق والحلم والأناة والصبر تُسبب العافية، والله جلَّ وعلا يقول: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حولك [آل عمران:159]، ويقول في أهل التقوى والإيمان والجنة: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران:134].
فنسأل الله أن يُوفّق الجميع. الأسئلة:
س: إنسان غضب، ماذا عليه أن يفعل ليُزيل هذا الغضب؟
ج: يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ويتوضأ إذا تيسر الوضوء، ويجلس إن كان قائمًا، ويسكت إن كان يتكلم؛ حتى يهدأ غضبه. س: يقول السائل: أحيانًا يطلب مني بعضُ الزملاء أن أصرف له مبلغ مئة ريـال، ولا يكون معي إلا خمسة وتسعون ريالًا، وأعطيه الخمسة ريالات المتبقية بعد ذلك، وتكون في حكم الدَّين عليَّ له، فهل يُعدّ ذلك من الرِّبا؟
ج: ما يصلح، لكن تأخذها أمانةً عندك، ثم إذا جاءت الخمسة تُعطيه إياها مع ما مضى، وتقبض منه المئة فتكون كأمانةٍ، وتكون الأولى سلفةً كالقرض حتى يتيسر لك التكميل، ثم تُكمل، ثم تأخذ المئة، ثم يكون الصرف، فالصرف لا بد أن يكون بالتّقابُض، مثلما قال ﷺ: لا بأس أن تأخذها بسعر يومها، ما لم تفترقا وبينكما شيء ، فتبقى عنده المئة أمانة كالرهن. شرح حديث ألا أخبركم بمن يحرم على النار؟ أو بمن تحرم عليه النار؟ تحرم على كل قريب هَيِّنٍ لَيِّنٍ سهل. س: بالنسبة لصلاة الاستسقاء: هل يُشرع للمأمومين أن يرفعوا أيديهم؟
ج: نعم، إذا رفع يديه يرفعون أيديهم عند الدعاء. س: لكن إذا انتهوا من الدعاء: هل يُشرع لهم أن يُغيّروا الثّوب؟
ج: يُغير الرداء أو البشت أو الغُترة. س: هل يُشرع بعد ذلك أن يرفع يديه؟
ج: يرفع يديه مع إمامه، فالإمام يرفع والمأموم يرفع، كلهم يرفعون.