(4) معرفة وجهات النظر لتفهم المواقف والنظر إلى الأمور من زوايا مختلفة. (5) إيصال الحق للآخر عن اقتناع وقبول. (6) إقامة الحجة ودفع الشبهة والتصدي للأفكار المنحرفة كالأفكار، التي تدعو إلى التحريض والتطرف وتبث أسباب الكراهية والفرقة وتهدد وحدة الأمة وتماسكها. كما أن للحوار في الإسلام آداباً عدة لتؤتي ثمارها المرجوة، منها: (1) إخلاص النية لله وطلب الوصول للحق. (2) التحلي بالأخلاق الفاضلة من التواضع والرحمة والرفق وحسن الكلام والإنصاف وغير ذلك. (3) الالتزام بأدب الاستماع والإصغاء. (4) الالتزام بالمنهج العلمي وتحري طرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق. (5) التراجع عن الخطأ والبعد عن التعصب للرأي والرضا بالنتائج الصحيحة في أي طرف كانت، يقول الإمام الشافعي رحمه الله: «ما كلمت أحداً قط إلا ولم أبال بين الله الحق على لساني أو لسانه»، ولذلك لم يكن من الغريب أن يسطر علماء المسلمين صفحات مشرقة في أدب الخلاف وفنون التحاور، لأنهم إنما كانوا يهدفون إلى نصرة الحق وإظهاره على أي لسان كان، فكان أدبهم في ذلك أدباً رفيعاً قل له نظير. إن الحوار في الإسلام مطلب أساسي لتقرير الحق وإظهاره ودعوة الناس إلى الله تعالى، فإن من سنن الله الكونية وقوع الاختلاف بين البشر في أديانهم ومعتقداتهم وآرائهم، كما قال تعالى: {ولا يزالون مختلفين.
آداب الحوار في الإسلام - جريدة المساء
عن طريق الحوار يمكننا أن نتوصل للتوافق. أو على الأقل نضيق حجم الاختلاف. وعلينا أن نعلم أن للحوار آدابا يجب علينا أن نتعلمها ونعمل بها حتى يكون الحوار محققا للغاية والهدف منه وحتى يكون المرء ملتزمًا بحدود الله عاملاً على مرضاته، متجنبًا مساخطه. فما أكثر عثرات اللسان حين يتكلم الإنسان، فكم من حوار بين زوج وزوجته لم يراع فيه أصول الحوار وآدابه كانت نهايته الطلاق؟ وكم من حوار نزغ الشيطان فيه بين المرء وصاحبه فكانت عاقبته الفراق؟. و كم من حوار بين الولد ووالديه كانت نهايته العقوق. وكم حوار بين شريك وشريكه انتهى إلى الانفصال. وكم من حوار بين رئيس ومرؤوسه انتهى إلى العقاب ، وهكذا. ولا أخفي عليكم سرا. فنحن في هذا الزمان نعاني كثيرا وكثيرا وكثيرا من سوء الأدب في الحوار ،وعدم الالتزام بآداب الحوار. على مستوى الأفراد والأسر ، والقبائل والدول. وإذا أردتم مشاهدة ذلك فانظروا إلى ما يحدث بين المتحاورين أثناء المناقشات في المجالس (المنتخبة) بل وفي أغلب الجلسات والمحاورات ، وفي وسائل الإعلام. فسوف ترى وتسمع ما لا يسرك. كل ذلك بسبب أننا لم نتعلم آداب الحوار، ولم نتربى عليها ، ولم نطبقها في حياتنا. فما هي آداب الحوار في الإسلام ؟ نتعرف عليها بعد جلسة الاستراحة إن شاء الله تعالى
أقول قولي واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( أدب الحوار في الاسلام)
ونستكمل الحديث عن أدب الحوار في الإسلام: وتوقفت معكم عند هذا السؤال، ماهي آداب الحوار في الاسلام؟ فأقول: أولها وأهمها الإخلاص وحسن القصد: نعم إخلاص النية لله تعالى أن يكون الهدف من الحوار هو الوصول إلى الحق.
ملتقى الشفاء الإسلامي - نصيحة في آداب الحوار والاختلاف.
ونحن من فرط إيماننا بالحق نتعصب له وننفعل ونقاطع ونلقن ونرفع الصوت ونتعالى ونتهجم على الآخر. وإن أقررنا أنها عيوب بررناها أنها من طبيعة الإنسان المؤمن بالحق، فإن وجدنا شخصاً ليناً هادئاً ساكناً مفسحاً المجال للآخر، اعتقدناه ضعفاً في يقينه أو ضعفاً في صحة موقفه. وموقف النبي صلى الله عليه وسلم يبين شيئاً عظيماً جداً أن الحماس الذي يخرج عن آداب الحوار الفكرية والأخلاقية ليس قريناً لليقين الكامل في الحق، فالذي قال: (والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أدع هذا الأمر ما تركته أو أهلك دونه) هو نفسه الذي ترك الرجل حتى أكمل، وما انفعل ثم أعطاه فرصة جديدة، ثم أجابه بهدوء. ولتأكيد قيمة الحوار في الإسلام استضاف الرسول صلى الله عليه وسلم نصارى نجران في مسجده بالمدينة المنورة وأكرمهم وأحسن وفادتهم وحاورهم بالتي هي أحسن. إن الحوار الهادف البناء يأتي على رأس الوسائل النبيلة لاقرار مبدأين إسلاميين عظيمين هما: الحق والعدل، لذا فإن الإسلام قد أسس الحوار على مستويات ثلاثة كما يقول الدكتور عبدالله حمدنا الله، هي:
1- الحوار مع النفس ومحاسبتها وحملها على الجادة وطلب الحق، ويكون هذا في شكل حوار داخلي مستمر بين النفس الامارة بالسوء والنفس اللوامة حتى يصل الانسان إلى الاطمئنان.
قال: نعم... ولكن الخلاف أشد. ولقد كان الحوار الحر البناء من أعظم وسائل الدعوة الإسلامية، فقد كان الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم لا يطلب في بداية الدعوة من مشركي مكة إلا أن يخلوا بينه وبين الناس يتحاور معهم حول ما جاء به ومن شاء بعد ذلك فليؤمن ومن شاء فليكفر، ولأنه صلى الله عليه وسلم قد جاء بالحق الأبلج فلم يكن يخاف من الحوار ولم يكن المشركون ليسمحوا له بهذا الأمر. فلم يكن يعاديه إلا أناس قد أصروا على الكفر بعد أن عرفوا الحق فاستكبروا عن الخضوع له بل كانوا يصرون على أن الحق إلى جانبهم تكبراً وغمطاً للحق، وحتى عندما واجه الكفار الرسول صلى الله عليه وسلم بموقف انفعالي غير عقلاني وصفوه بالجنون والسحر والكهانة وأطلقوا عليه من الأوصاف والشتائم القبيحة التي تدل على افلاسهم وعدم تمكنهم من مقارعة الحجة بالحجة. فقد أرسل المشركون المغيرة ابن الوليد لمفاوضة الرسول صلى الله عليه وسلم ليصرفه عن المضي في دعوته، وجاء الرجل يتكلم بلغة مؤدبة يعرض عروضاً سخية، فقال: يا محمد اني وافد قريش اليك. إن كنت مريضاً طلبنا لك دواء، وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا وان كنت تريد مالاً جمعنا لك من حر مالنا حتى ترضى، وإن كنت تريد النساء زوجناك حسان بناتنا.