فتحت "سمية" بإعلانها الإسلام أبواب الجحيم عليها، إذا تعرَّضت للتعذيب المبرح على أيدي كفار قريش الذين توعدوا بتعذيب كل من يؤمن بمحمد حتى يرجع عن هذا الدين أوالموت، وإمعانا في التعذيب كان بنو مخزوم يختارون أصعب وقت خلال اليوم من حيث قوة الشمس وسطوعها، لتعذيب المسلمين اشد أنواع العذاب ومن بينهم سمية وولدها وزوجها، فلاقت ما لاقت من العذاب البدني والمعنوي، وبالرغم من كبر سنها إلا أنها صبرت وتحملت ما لا يتحمله بشر، بل كان هذا التعذيب يزيدها إيمانًا وقوة وتمسكًا بالدين الإسلامي، الذي عاشت على تعاليمه، وعلمته بدورها طفلها عمار، فنشأ محبا للإسلام، متمتعا بأخلاقه الحميدة. إن صبر سمية جعل سيد الخلق محمداً -عليه الصلاة والسلام- يعدها بالجنة هي وولدها عمار، حيث قال لها ذات مرة أثناء رؤيتها وهي تتعذب: "صَبْرًا آلَ يَاسِرٍ فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ"، فواصلت سمية بنت خياط إصرارها على التمسك بدينها ووقفت صلدة أمام كل ألوان التعذيب التي كان يتفنن فيها كفار قريش، وعلى رأسهم "أبو جهل" الذي كلما وجدها صامدة ضاعف من عذابه لها لكي ترضخ للامر وتتراجع عن دين محمد، فلم يجد منها سوى التمسك بدينها، وفي ذلك قال جابر رضي الله عنها:"يقتلوها فتأبى إلا الإسلام".
سمية بنت خياط : Definition Of سمية بنت خياط And Synonyms Of سمية بنت خياط (Arabic)
وكانت سمية حين استشهدت امرأة عجوز، فقيرة، متمسكة بالدين الإسلامي، ثابته عليه لا يزحزحها عنه أحد، وكان إيمانها الراسخ في قلبها هو مصدر ثباتها وصبرها على احتمال الأذى الذي لاقته على أيدي المشركين
مصير القاتل
أبوجهل هو عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي، ويكنى بأبي الحكم. كان من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، وأكثرهم أذى لهم. وقد لقبه المسلمون بأبي جهل لكثرة تعذيبه المسلمين وقتله سمية، ولكن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل
قتل أبو جهل في معركة بدر الكبرى، حيث قاتل المسلمون المشركين بأسلوب الصفوف، بينما قاتل المشركون المسلمين بأسلوب الكر والفر. طعن أبا جهل على يدي ابني عفراء، عوف بن الحارث الخزرجي الأنصاري، ومعوذ بن الحارث الخزرجي الأنصاري، ما، ولكنه لم يمت على أثر طعناتهما بسبب ضخامة جسده، ولأن ابني عفراء كانا صغيرين بالسن، لكنه لفظ نفسه الأخيرة على يد عبد الله بن مسعود الذي أجهز عليه. ولقد استشهد ابنا عفراء في هذه معركة ما
قال عبد الرحمن بن عوف : إني لفي الصف)) يوم بدر، إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سراً من صاحبه: يا عم!
لم يكن أبو جهل يترك وسيلة في فتنة الناس عن
الدين الصحيح إلا اتبعها ، فإن كان الرجل له شرف ومنعة أنبه وقال: تركت
دين أبيك
وهو خير منك ، لنسفهن حلمك ، ولنفلين رأيك ، ولنضعن شرفك ، وإن كان تاجراً
قال:
والله لنكسدن تجارتك ، ولنهلكن مالك ، وإن كان ضعيفاً ضربه وأغرى به. وظلت
سمية رضي الله عنها تتحمل العذاب ، وتصبر على أذى أبي جهل صبر الأبطال
، فلم
تهن عزيمتها أو يضعف إيمانها ، ولقد تفنن الخبيث في إيذائها وإيذاء رسول
الله صلى
الله عليه وسلم بالكلام والشتيمة ، وذات عشي أغلظ لها الكلام ، ثم قال
لها: ما
آمنت بمحمد إلا لأنك عشيقته لجماله ، فما كان جوابها إلا أن أغلظت له القول
فأغضبته
ولم يكن من جبروته وغيه إلا أن طعنها بحربة في قلبها فماتت شهيدة في سبيل
الله ،
وصعدت روحها إلى بارئها راضية مرضية ، وهي تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن
محمداًَ
رسول الله ، فكانت بذلك أول شهيدة في الإسلام. //-->