(1)
العرب أهل مبالغة! ، يحبون بتطرف، ويكرهون بتطرف! ، ويصفون بتهويل! ضاق بهم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه وأرضاه- ذرعا فقال: "أحبب حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما"..
وهم أهل توزيع ألقاب "بالمجان"، ألقاب تفتقد -غالبا- للشروط والمعايير والمقاييس والمواصفات! ، لأن منبعها القلب! (2)
"اللقب" لايُخلع على أحد عبثاً! ، إما تكريما، أو تعريفا، أو تحقيرا! يجب أن يكون متسقا مع الشخصية ومكانتها وجهدها وينم عن بلاغة وذكاء ودقة، فـ"عميد الكتّاب" و"الشيخ" و"الإعلامي" و"الأسطورة" وكل ماهو نحو ذلك هو من مبالغات "العامة"، التي تدل على أن العوام لايملكون آلية منح اللقب المناسب للرجل المناسب، لأن عاطفتهم تقودهم! ، فيخلع أحدهم على نفسه اللقب، أو يفعل ذلك محبوه، بينما هو لايملك شيئا! ، فيصبح كالطفل الذي ينتعل حذاء أبيه.. أحبب حبيبك هونا ما - إسلام ويب - مركز الفتوى. يتعثر! (3)
يقول ميكيافيلي:"ليست الألقاب هي التي تشرّف الرجال، بل الرجال هم الذين يشرّفون الألقاب"..
اللقب وصف يأتي بعد سيرة ذاتية ومسيرة طويلة من العمل والتفرد والمؤهلات والأرقام والتفاني والخدمة الخالصة، تترك له إرثا فخما وبصمة في هذه الحياة..
ولايمنح اللقب -رغم عدم أهميته- إلا ذوو خبرة واتزان وعدل وعقل..
وقد رأيت شخصا يتحدث عن شأن اجتماعي، ثم شأن ثقافي، ثم أزمة إعلامية.. وهو لايملك شيئا، ولم يقل شيئا ذا فائدة ترجى!
- احبب حبيبك هونا ما اسلام ويب
- احبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون يوم بغيضك
- أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما
احبب حبيبك هونا ما اسلام ويب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن خير الحب ما كان في الله ولله، فقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من أسباب وجدان محبة الإيمان, محبة المرء لله فقط، ففي الحديث المتفق عليه: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار. وعلامة هذا الحب أن يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. فذكر منهم: ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه. أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما. قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: ويحتمل أَنَّهُ أراد أنهما اجتمعا عَلَى التحاب فِي الله ، فإن تغير أحدهما عما كَانَ عَلِيهِ مِمَّا توجب محبته فِي الله فارقه الآخر بسبب ذَلِكَ، فيدور تحاببهما عَلَى طاعة الله وجوداً وعدماً. قَالَ بعض السلف: إذا كَانَ لَكَ أخ تحبه فِي الله، فأحدث حدثاً فَلَمْ تبغضه فِي الله لَمْ تكن محبتك لله - أو هَذَا المعنى. انتهى. وهذا لا يختص بالرجال بل يشمل الرجال والنساء, بمعنى إذا أحبت المرأة المرأة في الله اجتمعتا على ذلك وتفرقتا على ذلك فقد دخلا في هذا الوعد.
احبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون يوم بغيضك
والله أعلم.
أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما
[٣]
قول النّبي " هوناً ": أي أحبّ حبّاً هيّناً يسيراً لا تكلّف فيه. [٤]
قوله " ما ": وهو حرف يفيد التأكيد، وقد يراد به أيضاً الإبهام، فيكون المعنى من الحديث أن تكون المحبّة مُبهمة لا يظهر عليها الكثرة أو القلّة، [٤] وقد يُحتمل أنّ المراد بإضافة حرف ما للتّقليل أي أقلل في محبّتك وفي بغضك. احبب حبيبك هونا ما اسلام ويب. [٥]
قوله " عسى ": وهي هنا للإشفاق، وهو حرف للتّرجي أيضاً. المعنى العام للحديث: أرشد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- التّوسّط وعدم المبالغة في محبّة أحد أو بغضه، وأن لا يُفرط المسلم ولا يُغالي في مشاعره تجاه أحد حبّاً أو كرهاً، وذلك لأنّ القلوب تتقلّب فقد يأتي يوم ويصبح من أحبّه وأفرط في مودتّه ويكون أبغض النّاس إليه، فيصيب المسلم النّدم على محبّته تلك، وقد يبالغ أحدهم في كره أو بغضٍ، ثمّ تنقلب الأحوال ويصبح حبيباً وصديقاً مقرّباً فيستحي المسلم من بغضه ومعاملته القديمة، فكان الاعتدال حلّاً وسطاً. [٢]
المحبة والبغض في الإسلام
المحبة في الإسلام
المحبّة تعني أن يرغب الشّخص في شيء ويتمنّاه ويميل قلبه له، وهي مشاعر مجبولة في النّفس البشرية، وقد تعامل الإسلام مع هذه المشاعر وهذّبها ولم يُلغها، فقد أوجب الإسلام المحبّة لله ابتداءً ثمّ لرسوله، ولا يعدّ إيمان العبد مكتملاً إن لم يحبّ الله ورسوله ويفضّلهما حتّى على نفسه، ثمّ بعد ذلك وجب عليه محبّة الأولياء والصّالحين والعلماء، ومحبّة آل بيت النّبي وصحابته الكرام.
إنها دعوة للحب والتقدير والاحترام، لكن بعقل وتوازن وشفافية ووضوح، وفي نفس اللحظة دعوة لنحب أنفسنا ونمنحها ما تستحق من العناية والاهتمام، في هذا السياق يقول طبيب علم النفس والإعلامي ومؤلف العديد من كتب الطاقة الدكتور ديفيد فيسكوت: 'إذا أجلت سعادتك وقدمت عليها سعادة الآخرين حتى لو كنت تعتقد أنك تفعل هذا بدافع الحب فسينتهي بك الحال إلى الشعور بخيبة الأمل إزاء ردود أفعالهم تجاهك'. MENAFN27022022000110011019ID1103769878
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية. هوناً ما - جريدة الوطن السعودية. إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.