ورحمة ربي وسعت كل شيء - YouTube
- ورحمة ربي وسعت كل شيء في
- ورحمه ربي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون
- ورحمة ربي وسعت كل شيء أو شخص غير
ورحمة ربي وسعت كل شيء في
إن رحمة ربي وسعت كل شيء لنقترب من الله بالدعاء - YouTube
ورحمه ربي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون
[1] مفتاح دار السعادة، (1/ 66). [2] (الأعرابي) هو الأقرع بن حابس. [3] انظر: النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى، محمد الحمود النجدي (1/ 250). [4] مختصر الصواعق المرسلة، (2/ 112). [5] انظر: مختصر الصواعق المرسلة، (2/ 121-124).
ورحمة ربي وسعت كل شيء أو شخص غير
الخطبة الثانية
الحمد لله... أيها الإخوة الكرام.. إنَّ صِفةَ الرحمة من صفات الله تعالى الثابتةِ بالكتاب والسنة، وهي صِفةُ كمالٍ لائقةٍ بذاته تعالى، كسائر صفاته العُلى، لا يجوز لنا أنْ ننفِيَها أو نُعطِّلَها؛ لأنَّ ذلك من الإلحاد في أسمائه الحسنى [3]. وقد ردَّ ابن القيم - رحمه الله - ردًّا مُفصَّلاً على القائلين: "بأنَّ رحمةَ اللهِ مَجاز أو عبارة عن إنعامه على عباده"، ومِمَّا قاله في الرد عليهم: (مِنْ أعظمِ المُحَال أنْ تكون رحمةُ أرحمِ الرحمين - التي وسِعَتْ كلَّ شيءٍ - مَجَازاً، ورحمةُ العبدِ الضَّعيفةُ القاصرةُ المخلوقةُ المُستَعَارةُ من ربِّه، التي هي من آثار رحمتِه حقيقةً، وهل في قَلْبِ الحقائقِ أكثرُ من هذا؟) [4]. عباد الله.. ورحمة ربي وسعت كل شيء أو شخص غير. ظهرتْ آثارُ رحمةِ الله تعالى - على خلقه - بجلاء ووضوح؛ فبرحمته - تبارك وتعالى - أرسل إلينا رسولَه صلى الله عليه وسلم، وأنزل علينا كِتابَه، وعلَّمَنا من الجهالة، وهدانا من الضلالة. وبرحمته عرَّفَنا من أسمائه وصفاته وأفعاله؛ ما عرَّفَنا به أنه ربُّنا ومولانا. ومن رحمته - تبارك وتعالى - أنْ خَلَقَ الإنسانَ ثم علَّمه القرآنَ والبيان؛ كما قال سبحانه: ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ [الرحمن: 1-4] فتأمَّل كيف جعلَ الخَلْقَ والتعليمَ ناشئاً عن صفةِ الرحمة، مُتعلِّقاً باسم الرحمن.
وبرحمته علَّمَنا ما لم نكن نعلم، وأرشدنا لمصالحِ ديننا ودنيانا. وبرحمته أطلع الشمسَ والقمر، وجعل الليلَ والنهار، وبسط الأرضَ، وجعلَها مِهاداً وفِراشاً وقَراراً وكِفاتاً للأحياء والأموات. وبرحمته أنشأَ السحابَ، وأمطرَ المطرَ، وأطلعَ الفواكه والأقوات والمرعى. وبرحمته وضعَ الرحمةَ بين عبادِه لِيَتراحموا بها، وكذلك بين سائر أنواع الحيوان. ما المقصود بـ "رحمة الله وسعت كل شيء"؟ و هل هنالك شروط؟ - شفقنا العراق. وأَوسَعُ المخلوقاتِ عرشُه، وأوسَعُ الصفات رحمتُه، فاستوى على عرشه الذي وسِعَ المخلوقات، بصفة رحمتِه التي وسِعَتْ كلَّ شيء. وبرحمته خَلَقَ الجنةَ، وبرحمته عَمُرَتْ بأهلها، وبرحمته وصلوا إليها، وبرحمته طابَ عيشُهم فيها. ومن رحمته أنه يُعِيذُ من سخطه برضاه، ومن عقوبته بعفوه، ومن نفسه بنفسه. ومن رحمته أحْوَجَ الخَلْقَ بعضَهم إلى بعض لَتَتِمَّ مصالحُهم، ولو أغنى بعضَهم عن بعض لتعطَّلت مصالحُهم، وانحلَّ نظامُهم. ومن تمام رحمته بهم أنْ جعلَ فيهم الغنيَّ والفقير، والعزيزَ والذليل، والعاجزَ والقادر، والراعي والمرعي، ثم أفقَرَ الجميعَ إليه، ثم عمَّ الجميعَ برحمته. ومن رحمته أنه خلقَ مائةَ رحمةٍ، كلُّ رحمةٍ منها تملأ وتعمُّ ما بين السماء والأرض، فأنزل منها إلى الأرض رحمةً واحدة، نَشَرَها بين الخَلِيقةِ لِيَتَرَاحموا بها، فبِها تَعْطِفُ الوالدةُ على ولدها، والطيرُ والوحش والبهائم، وبهذه الرحمة قِوامُ العالَمِ ونظامُه [5].