فإن كل مولود يولد على الفطرة ولكن أبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه، ونحو ذلك مما يغيرون به ما فطر الله عليه العباد من توحيده وحبه ومعرفته. فافترستهم الشياطين في هذا الموضع افتراس السبع والذئاب للغنم المنفردة. لولا لطف الله وكرمه بعباده المخلصين لجرى عليهم ما جرى على هؤلاء المفتونين، وهذا الذي جرى عليهم من توليهم عن ربهم وفاطرهم وتوليهم لعدوهم المريد لهم الشر من كل وجه، فخسروا الدنيا والآخرة، ورجعوا بالخيبة والصفقة الخاسرة، ولهذا قال: {وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا} وأي خسار أبين وأعظم ممن خسر دينه ودنياه وأوبقته معاصيه وخطاياه؟! ! فحصل له الشقاء الأبدي، وفاته النعيم السرمدي. فليغيرن خلق الله. كما أن من تولى مولاه وآثر رضاه، ربح كل الربح، وأفلح كل الفلاح، وفاز بسعادة الدارين، وأصبح قرير العين، فلا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، اللهم تولنا فيمن توليت، وعافنا فيمن عافيت. آخر تعديل بواسطة EZZAT2004 ، 19-01-2010 الساعة 12:12 AM 19-01-2010, 12:37 AM #2 رد: ما معنى التغيير في قوله تعالى ( فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ...
- ولآمرنهم فليغيرن خلق الله | المنتدى العالمي للوسطيه
- التفريغ النصي - تفسير سورة النساء _ (67) - للشيخ أبوبكر الجزائري
ولآمرنهم فليغيرن خلق الله | المنتدى العالمي للوسطيه
10- الرواية التي تتضمن أن النبي صلى الله عليه وسلم منع أهل العروس من وصل شعرها مع طلب زوجها لذلك: شاذة، والصحيح أن أهلها أرادوا تزيينها بذلك تدليساً وتمويهاً عليه.
التفريغ النصي - تفسير سورة النساء _ (67) - للشيخ أبوبكر الجزائري
وما زلنا مع سورة النساء المدنية المباركة الميمونة، وها نحن مع هذه الآيات الست، وقد درسنا آية منها والباقي خمس آيات، والآية التي درسناها تلاوتها بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا [النساء:116]. فعلمنا بتعليم الله عز وجل لنا أنه عز وجل لا يغفر الشرك من عبده إذا مات عليه، أما من تاب منه قبل أن يموت فوحد الله عز وجل فقد نجا، وأما من مات وهو يشرك بالله شيئاً في ربوبيته أو في أسمائه وصفاته أو في عباداته، فهذا قد أخبر الكريم الرحيم جل جلاله وعظم سلطانه أنه لا يغفر له، وأما ما عدا الكفر والشرك من سائر الذنوب فهي موقوفة للنظر فيها، إن شاء غفر له، وإن شاء آخذ وعذب، إلا أن أهل لا إله إلا الله -أهل التوحيد- إذا دخلوا النار ومكثوا فيها ما شاء الله فإنهم يردون إلى الجنة دار السلام، أي: أهل الكبائر من هذه الأمة إذا لم يغفر لهم ودخلوا النار فإنهم لا يخلدون فيها كما يخلد فيها المشركون والكافرون. إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا [النساء:116]، فكيف يرجع وقد ضل ضلالاً بعيداً؟!
فافترستهم الشياطين في هذا الموضع افتراس السبع والذئاب للغنم المنفردة. التفريغ النصي - تفسير سورة النساء _ (67) - للشيخ أبوبكر الجزائري. لولا لطف الله وكرمه بعباده المخلصين لجرى عليهم ما جرى على هؤلاء المفتونين، وهذا الذي جرى عليهم من توليهم عن ربهم وفاطرهم وتوليهم لعدوهم المريد لهم الشر من كل وجه، فخسروا الدنيا والآخرة، ورجعوا بالخيبة والصفقة الخاسرة، ولهذا قال: {وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيطَانَ وَلِيًّا مِن دُونِ اللَّهِ فَقَد خَسِرَ خُسرَانًا مُبِينًا} وأي خسار أبين وأعظم ممن خسر دينه ودنياه وأوبقته معاصيه وخطاياه؟!! فحصل له الشقاء الأبدي، وفاته النعيم السرمدي. كما أن من تولى مولاه وآثر رضاه، ربح كل الربح، وأفلح كل الفلاح، وفاز بسعادة الدارين، وأصبح قرير العين، فلا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، اللهم تولنا فيمن توليت، وعافنا فيمن عافيت.