قوله تعالى: وإن يكاد الذين كفروا الآية. أخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله: ليزلقونك بأبصارهم قال: ينفذونك بأبصارهم. وأخرج عبد بن حميد ، عن مجاهد: ليزلقونك بأبصارهم قال: لينفذونك بأبصارهم. وأخرج عبد بن حميد ، عن قتادة: ليزلقونك بأبصارهم قال: لينفذونك بأبصارهم؛ معاداة لكتاب الله، ولذكر الله. وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، عن عطاء قال: كان ابن عباس يقرأ: وإن يكاد الذين كفروا [ ص: 659] ليزلقونك بأبصارهم قال: يقول: ينفذونك بأبصارهم من شدة النظر إليك، قال ابن عباس: فكيف يقولون زلق السهم، أو زهق السهم. وأخرج أبو عبيد في «فضائله»، وابن جرير ، عن ابن مسعود، أنه قرأ: (ليزهقونك بأبصارهم). وأخرج البخاري ، عن ابن عباس ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «العين حق». إسلام ويب - الدر المنثور - تفسير سورة ن - تفسير قوله تعالى وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم- الجزء رقم14. وأخرج ابن عدي، وأبو نعيم في «الحلية»، عن جابر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «العين تدخل الرجل القبر، والجمل القدر». وأخرج ابن عدي، والطيالسي ، والبخاري في «تاريخه»، والبزار ، عن جابر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين».
إسلام ويب - الدر المنثور - تفسير سورة ن - تفسير قوله تعالى وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم- الجزء رقم14
(*) وقال الكلبي: كان رجل من العرب يمكث لا يأكل شيئا يومين أو ثلاثة ، ثم يرفع جانب الخباء فتمر به الإبل أو الغنم فيقول: لم أر كاليوم إبلا ولا غنما أحسن من هذه فما تذهب إلا قليلا حتى تسقط منها طائفة هالكة. فسأل الكفار هذا الرجل أن يصيب لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعين فأجابهم ؛ فلما مر النبي صلى الله عليه وسلم أنشد:
قد كان قومك يحسبونك سيدا... وإخال أنك سيد معيون
فعصم الله نبيه صلي الله عليه وسلم ونزلت: "وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ". وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم مكررة. ** ورد عند البغوي
قوله تعالى: "وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ"
(*) وذلك أن الكفار أرادوا أن يصيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعين فنظر إليه قوم من قريش وقالوا: ما رأينا مثله ولا مثل حججه. وقيل: كانت العين في بني أسد حتى كانت الناقة والبقرة السمينة تمر بأحدهم فيعاينها ثم يقول: يا جارية خذي المكتل والدراهم فأتينا بشيء من لحم هذه فما تبرح حتى تَقِ بالموت فتُنحر. (*) وقال الكلبي: كان رجل من العرب يمكث لا يأكل يومين أو ثلاثا ثم يرفع جانب خبائه فتمر به الإبل فيقول: لم أر كاليوم إبلا ولا غنما أحسن من هذه ، فما تذهب إلا قليلا حتى تسقط منها طائفة وعدة ، فسأل الكفار هذا الرجل أن يصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعين ويفعل به مثل ذلك ، فعصم الله نبيه وأنزل: " وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ "
وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم مكررة | القرآن الكريم/سورة القلم
قال القشيري: وفي هذا نظر; لأن الإصابة بالعين إنما تكون مع الاستحسان والإعجاب لا مع الكراهية والبغض; ولهذا قال:
ويقولون إنه لمجنون أي ينسبونك إلى الجنون إذا رأوك تقرأ القرآن. قلت: أقوال المفسرين واللغويين تدل على ما ذكرنا ، وأن مرادهم بالنظر إليه قتله. ولا يمنع كراهة الشيء من أن يصاب بالعين عداوة حتى يهلك. وقرأ ابن عباس وابن مسعود والأعمش وأبو وائل ومجاهد " ليزهقونك " أي ليهلكونك. وهذه قراءة على التفسير ، من زهقت نفسه وأزهقها. وقرأ أهل المدينة " ليزلقونك " بفتح الياء. وضمها الباقون; وهما لغتان بمعنى; يقال: زلقه يزلقه وأزلقه يزلقه إزلاقا إذا نحاه وأبعده. وزلق رأسه يزلقه زلقا إذا حلقه. وكذلك أزلقه وزلقه تزليقا. ورجل زلق وزملق - مثال هدبد - وزمالق وزملق - بتشديد الميم - وهو الذي ينزل قبل أن يجامع; حكاه الجوهري وغيره. فمعنى الكلمة إذا التنحية والإزالة; وذلك لا يكون في حق النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهلاكه وموته. قال الهروي: أراد ليعتانونك بعيونهم فيزيلونك عن مقامك الذي أقامك الله فيه عداوة لك. وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم مكررة | القرآن الكريم/سورة القلم. وقال ابن عباس: ينفذونك بأبصارهم; يقال: زلق السهم وزهق إذا نفذ; وهو قول مجاهد. أي ينفذونك من شدة نظرهم.
وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم مكررة
2
Pejabat Mufti Wilayah Persekutuan
وجاء قوله لَيُزْلِقُونَكَ بلام التأكيد للإشعار بتصميم على هذه الكراهية ، وحرصهم عليها. 20
﴿ жу≈цдъ нуяу«ѕх «бшу
وقد قيل: إنه عُنِيَ بذلك: وإن يكان الذين كفروا مما عانوك بأبصارهم ليرمون بك يا محمد، ويصرعونك، كما تقول العرب: كاد فلان يصرعني بشدة نظره إليّ، قالوا: وإنما كانت قريش عانوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصيبوه بالعين، فنظروا إليه ليعينوه، وقالوا: ما رأينا رجلا مثله، أو إنه لمجنون، فقال الله لنبيه عند ذلك: وإن يكاد الذين كفروا ليرمونك بأبصارهم لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ. 15