حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: كان إبليس من أشراف الملائكة وأكرمهم قبيلة. وكان خازنا على الجنان، وكان له سلطان السماء الدنيا، وكان له سلطان الأرض، وكان فيما قضى الله أنه رأى أن له بذلك شرفا وعظمة على أهل السماء، فوقع من ذلك في قلبه كبر لا يعلمه إلا الله ، فلما كان عند السجود حين أمره أن يسجد لآدم استخرج الله كبره عند السجود، فلعنه وأخَّره إلى يوم الدين، قال: قال ابن عباس: وقوله: ( كَانَ مِنَ الْجِنِّ) إنما سمي بالجنان أنه كان خازنا عليها، كما يقال للرجل: مكي، ومدني، وكوفي، وبصري، قاله ابن جريج. فسجدوا الا ابليس كان من الجن. وقال آخرون: هم سبط من الملائكة قبيلة، وكان اسم قبيلته الجنّ. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن صالح مولى التوأمة، وشريك بن أبي نمر أحدهما أو كلاهما، عن ابن عباس، قال: إن من الملائكة قبيلة من الجنّ، وكان إبليس منها، وكان يسوس ما بين السماء والأرض، فعصى، فسخط الله عليه فمسخه شيطانا رجيما، لعنه الله ممسوخا ، قال: وإذا كانت خطيئة الرجل في كبر فلا ترجه، وإذا كانت خطيئته في معصية فارجه، وكانت خطيئة آدم في معصية، وخطيئة إبليس في كبر.
هل إبليس أبو الجن كلهم وكيف يتناسلون - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام
واستثناء إبليس من الملائكة في مثل قول الله تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ {سورة البقرة:}، هذا ليس معناه أنه من جنسهم، وإنما كان يتعبد معهم، فأطلق عليه اسمهم، كالحليف يطلق على اسم القبيلة. وقد دلت السنة على أن الملائكة خلقها الله تعالى من النور، كما في الحديث: خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ. رواه مسلم. هل إبليس أبو الجن كلهم وكيف يتناسلون - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام. وما دام أن إبليس من الجن، كما في نص القرآن، فإنه مخلوق من مارج من نار، وليس من النور؛ فإذن ليس هو من الملائكة. والله أعلم.
كان من الجن ففسق
وقال أيضًا مجموع الفتاوى (15/ 7): "والشياطين هم مردة الإنس والجن، وجميع الجن ولد إبليس". اهـ. مجموع الفتاوى (17/ 293) وأهل الكتاب يقرون بالملائكة، وإن كان كثير منهم يجعلون الملائكة والشياطين نوعًا واحدًا، فمن خرج منهم عن طاعة الله أسقطه وصار شيطانًا، وينكرون أن يكون إبليس كان أبا الجن، وأن يكون الجن ينكحون ويولدون ويأكلون ويشربون". وقال الإمام ابن القيم في نونية "الكافية الشافية" (ص: 9): واسأل أبا الجن اللعين أتعرف الـ... خلاق أم أصبحت ذا نكران وجاء "إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري " (5/ 290): "(باب صفة إبليس)، وهو شخص روحاني خلق من نار السموم، وهو أبو الجن والشياطين كلهم". أما ما ورد في بعض كتب التاريخ من قصص إفساد الجن في الأرض، وقتال الملائكة لهم، فهو من الإسرائيليات التي لا يثق بها. أما تزاوج الجن وتكاثرهم، فهو يقع منهم النكاح ولهم ذرية كما نطق بذلك الكتاب العزيز؛ قال تعالى: { أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [الكهف: 50] ، وقال قتادة: " أولاد الشيطان يتوالدون كما يتوالد بنو آدم، وهم أكثر عدداً". كان من الجن ففسق. وقد حكى الإمام القرطبي في "تفسيره"(10/ 420): اختلف أهل العلم في ذلك على أقوال، ونقل عن الشعبي أنه قال: سألني رجل، فقال: هل لإبليس زوجة؟ فقلت: إن ذلك عرس لم أشهده، ثم ذكرت قوله: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [الكهف: 50]، فعلمت أنه لا تكون ذرية إلا من زوجة، فقلت: نعم، وهو مقتضى قول مجاهد.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، قال: ثنا حفص بن غياث، قال: سمعت الأعمش يقول: إذا دخلتُ البيت ولم أسلم، رأيت مطهرة، فقلت: ارفعوا ارفعوا، وخاصمتهم، ثم أذكر فأقول: داسم داسم. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، قال: هم أربعة ثبر، وداسم، وزلنبور، والأعور، ومسوط: أحدها. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي).... الآية، وهم يتوالدون كما تتوالد بنو آدم، وهم لكم عدوّ. الا ابليس كان من الجن ففسق. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ) وهو أبو الجنّ كما آدم أبو الإنس. وقال: قال الله لإبليس: إني لا أذرأ لآدم ذرّية إلا ذرأت لك مثلها، فليس من ولد آدم أحد إلا له شيطان قد قرن به. وقوله: ( بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا) يقول عزّ ذكره: بئس البدل للكافرين بالله اتخاذ إبليس وذريته أولياء من دون الله ، وهم لكم عدوّ من تركهم اتخاذ الله وليا باتباعهم أمره ونهيه، وهو المنعم عليهم وعلى أبيهم آدم من قبلهم، المتفضّل عليهم من الفواضل ما لا يحصى بدلا.
والله أعلم.
ما شكل الجنة - موضوع
(4)
الهوامش
1. بحار الأنوار / المجلّد: 37 / الصفحة: 39 / الناشر: مؤسسة الوفاء / الطبعة: 2. 2. بحار الأنوار /المجلّد: 8 / الصفحة: 194 / الناشر: مؤسسة الوفاء / الطبعة: 2. 3. بحار الأنوار /المجلّد: 8 / الصفحة: 200 / الناشر: مؤسسة الوفاء / الطبعة: 2. 4. بحار الأنوار / المجلّد: 8 / الصفحة: 220 / الناشر: مؤسسة الوفاء / الطبعة: 2.
هل يتغير شكل الانسان في الجنه - إسألنا
قال الذهبي: روى عن عبد الله بن سالم الأشعري فقط ، وله عنه نسخة ، تفرد بالرواية عنه إسحاق بن إبراهيم ، زبريق ، ومولاة له اسمها علوة ، فهو غير معروف العدالة ، وزبريق ضعيف. وقال الحافظ: مقبول. يعني عند المتابعة ، وقد توبع عليه كما يأتي. والآخر: أن إسحاق بن إبراهيم مختلف فيه ، وقد رأيت آنفا جزم الذهبي بأنه ضعيف ، ومثله قول الحافظ وفيه بيان السبب: صدوق يهم كثيرا ، وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب " انتهى. هل يتغير شكل الانسان في الجنه - إسألنا. "السلسلة الصحيحة" (6/47)
وقال ابن كثير رحمه الله عن الطريق الأول والثاني:
" فيهما ضعف " انتهى. "النهاية" (ص/273)
3- الطريق الثالث رواه أبو نعيم في " صفة الجنة " (رقم/268) قال: حدثنا أبو محمد بن ماسي، ثنا أحمد بن أبي عوف ، ثنا عيسى بن مساور ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن سليم بن عامر ، عن المقدام بن معدي كرب به.
" الإسناد صحيح لولا عنعنة الوليد بن مسلم " انتهى.
" السلسلة الصحيحة " (6/45)
فالحاصل أن أفراد أسانيد هذا الحديث ضعيفة ، ولكن لعله أن يتقوى بمجموع طرقه ، ولذلك حسن المنذري الحديث في " الترغيب والترهيب " (4/274)، وصححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/2512).
[١]
المسافة بين درجات الجنة
وتمثل جنة الفردوس أعلى درجة من درجات الجنة، وذلك استنادًا إلى حديث الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حين أخبرنا بأن ندعوا الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا جنة الفردوس ، إذ أنها أعلى درجة من درجات الجنة، بل وأفضل درجاتها وأعدلها على الإطلاق، حيث أن أنهار الجنة تتفجر وتنبع من الفردوس، كما ذكر عن سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بأن درجات المجاهدين في الجنة والتي يبلغ عددها مائة درجة، يفصل بين كل درجتين منها مسافة تعادل المسافة بين الأرض والسماء.